اطبع هذه الصفحة


لماذا لا نستعد

بدرية صالح التويجري



هذا العام (1430)سيأتي رمضان مختلفاً عن الأعوام السابقة.. فلا أيام دراسية تضاعف الجهد والمسؤولية، وتقتطع من الوقت جله، وهذا ما يتعلل به البعض عندما يعتريه التقصير، فلِمَ لا نستعد من جديد لهذا الشهر الزاخر بالطاعات والأعمال التعبدية الجليلة، حتى لا تفوتنا تلك الفرص العظيمة، وخير معين لذلك الاطلاع المسبق على فضائل هذا الشهر، وما في ثناياه من خير، وما يخصه من أحكام، والتي توجد مبثوثة في الكتيبات والمطويات والأشرطة، وتكون مدعومة بالأدلة أيضاً لنعبد الله على علم.

كذلك إخضاع النفس للمراجعة فيما قصرت به بحق رمضان انقضى للتتدارك الخطأ في رمضان اقترب، كذلك من الاستعداد إنهاء ما يمكن إنهاؤه من الأعمال حتى لا تزاحم تلك الفضائل في الوقت.. وهذا الاستعداد أفضل وسيلة لتنشيط العزيمة ونفض الكسل والفتور عن النفس الذي يعتريها كلما ابتعدت عن مواطن الخير.

من يهيئ نفسه بتلك الطريقة، ويدعمها بالعلم اليقين أنها خلقت للعبادة.. وعليها أن تعتني بما خلقت له، سيجد بإذن الله النشاط الذي يدفع إلى الأمام للدخول وبكل ثقة إلى ميدان المنافسة المحمودة لنيل ما أعده الله {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.. أذلك خير أمن غفل عن ذلك التنشيط وباع أوقاته بثمن بخس فهو لم يقدرها حق قدرها، فيجعل من تلك الأوقات مطية يقترف بها ما لا يرضي الله بمباركة تلك العادات السيئة التي لم يحسن التخلص منها وبذلك يخسر الكثير؟

ليتنا ندخل هذه البوابة العظيمة جميعاً دون متخلف أو متقاعس.. وبعزيمة قوية نحيي المنهج النبوي الذي سار عليه الصحابة بحق هذا الشهر الفضيل، وذلك بشد المئزر لعمارته بالطاعات آناء الليل وأطراف النهار، فنودع هذا الشهر وقد خرجنا بكم من الحسنات.


جريدة الجزيرة
29/8/2008


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط