لنعيش مع الصحابيات (2)

ليس عندي غير ثوب واحد!!

بدرية صالح التويجري - بريدة

إشراقـــــــــة
أنَّ خَوْلَةَ بنتَ يَسارٍ أَتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ يا رسولَ اللهِ إنَّهُ ليس لي إِلَّا ثَوْبٌ واحِدٌ وأنا أَحِيضُ فيهِ فكيفَ أَصْنَعُ قال إذا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ ثُمَّ صَلِّي فيهِ فقالتْ فإنْ لمْ يَخْرُجْ الدَّمُ قال يَكْفيكِ الماءُ ، ولا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ.- المصدر: السلسلة الصحيحة .

ومن الإشراقة نستضيء
في هذه الإشراقة نقف عند قول الصحابية الجليلة خولة بنت يسار (ليس لي إلا ثوبا واحد وأنا احيض فيه)وهذا يدل على انه ثوب واحد للحيض وفيه تصلي إذ لم تكن خزانة ملابسها تفيض بالملابس . بل هو ثوب واحد ..والفكر مشغول بهذا الدين وأحكامه وما عند الله فلم تأتي شاكية متذمرة تسأل المال لتزيد خزانتها بالثياب بل جاءت سائلة عن ذلك الثوب الذي قسمته بين الدنيا والآخرة ففيه تحيض وبه تصلى كان الهم مقصور على الآخرة .
ونحن نعيش مع تلك الصحابية في ثوبها الواحد الم يكن ذلك رادع لنفوسنا اللاهثة التي تجوب الأسواق ليل نهار خلف تلك الملابس لنحشو بها خزائننا والتي يستحيل تكرارها عند بعضنا بل هو إسراف متجدد مع كل مناسبة يزعزع البيوت ويكثر من خلافها. .
وإذا عدنا لزمن الصحابيات وكيف كانت حياتهن نلاحظ انه على الرغم من مطلب الزينة في نفوسهن كباقي النساء لكن لم يكن هناك ما يخالف الدين بل كانت حياتهن تسير وفق ما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وهناك فائدة أخرى نأخذ بها وهي حرص الصحابيات رضي الله عنهن على السؤال عن كل ما يتعلق بأمور النساء ..تعلم هذا الدين وتطبيقه على بينه منه صلى الله عليه وسلم حتى لنستفيد من سؤال خولة رضي الله عنها اليوم ..
الم يحن الوقت بعد لنعود لتلك النماذج المشرقة ؟

..........................................................................................
تنويـــــه
هذه المقالة ليست شرحا للحديث لأن في الحديث أحكام وفوائد غير ما ذكرت وإنما هي لفته لما كن عليه الصحابيات رضي الله عنهن.