كتبت ذات يوم

كم من زوجة أب تعهدت غراس زوجها

ا.بدرية صالح التويجري  - بريدة

ضلت النظرة السوداوية لزوجة الأب تتوارثها الأجيال فمنذ القدم وتلك الإنسانة ترمز للكراهية والحسد والبغض عند الكثير و في زمننا هذا ساهم الإعلام بوسائله المختلفة على ترسيخ هذه النظرة عن زوجة الأب ..حتى تغذت الأجيال من هذه الفكرة السيئة ..
فياليتهم يكفون ألسنتهم الحداد عنها وياليتهم يبرزون النموذج الآخر الذي يعمل بكل حنان وإخلاص وبصمت خلف الستار.. عن تلك الإنسانة التي تخشى الله وتتقية فكانت معاملتها لابناء زوجها نابعة من اخلاقها الفاضلة ..ومن الخطأ طي السيرة ا لعطرة لكثير منهن ودسها في التراب ..
فكم من زوجة أب تعهدت غراس غيرها واعتنت بهم حتى نمو، وجعلت من نفسها أمَّاً بديلة عن أم تلاشت بطلاق أو وفاة.. فجعلت من خدمتهم وسيلة للوصول للغاية الأسمى (الجنة).. كم من زوجة أب أخذت بأيدي أولئك الأبناء وقضت حياتها معهم بين رعاية ونصح وتوجيه ، فأثمرت مع الزمن تلك الغراس التي تعهد تها بالعناية لتثمر قلوباً وفية لم تتنكر لمعروفها بل جعلت من الحب والاحترام والتقدير حقوقاً محفوظة لتلك الإنسانة الرائعة.
فزوجة الأب لم تأتِ من كوكب آخر، بل إمراة كغيرها من النساء دخلت هذه البوابة لظروف قاسية فتكون بين مطرقة تلك الظروف وسندان النضرة السوداوية لزوجة الأب.
مع الأسف أننا ساهمنا جميعاً في هدر تضحيات وإخلاص تلك الفئة وضمها في إطار واحد مع عينات من زوجات آباء ارتكبن أخطاء في حق أبناء الزوج.
فلنسعَى إلى ترميم الصورة التي كثرت ثقوبها ونغير اللون الأسود إلى ابيض ونقدم لهن الشكر والاحترام.


جريدة الجزيرة
23/ديسمبر/2005
بتصرف