التغليف الجذاب

بدرية صالح التويجري

أن يكون منفلتاً من رباط الأسرة، آويا إلى أصدقاء السوء يمارس كل فعل شائن؛ من تناول مسكر أو معاكسات وغيرها، كل هذا مع الأسف تنظر إليه بعض الأسر على أنه من طيش الشباب، فبدلاً من البحث عن شتى الطرق لإصلاحه وطلب المساعدة من ذوي الاختصاص بمثل تلك الحالات على العكس فهي تخلي مسؤوليتها، حيث تقوم بتغليف ذلك الشاب بغلاف جذاب براق.. وتطرق به الأبواب بحثاً عن فتاة محترمة تقوم ما أعوج منه ويا لها من مصيبة أن تشهد له بالصلاح وتبالغ بالثناء، وأنه ذو خلق، أليس هذا من أنواع الغش المنهي عنه، والذي تحصل به موافقة تلك المسكينة التي تظن أنها وجدت ذلك الرجل الذي يحقق أحلامها.. من مودة ورحمة وحياة هنيئة مطمئنة تتحقق في أسرة جديدة.. والتي أخذت تتهاوى واحدة بعد أخرى في تلك الحياة التي دخلت عالمها.. إذا لم تستطع أن تقوّم اعوجاجه وتعدل من سلوكه فستعيش عرضة للضرب.. للسب والشتم.. وقد تستجيب مرغمة لمطلبه في تحقيق شهوته في نهار رمضان قد.. وقد.. وإن طلبت الطلاق من البديل! زوج خلفه ذرية شحنت بكره زوجة الأب.. أو زواج مسيار (الاستتار عن الأنظار) وكأنه فعل شائن.. أو تضمها جدران أربع لتعصر دموعها كل ليلة. وذلك الشاب أمامه خيارات مشرعة الأبواب.. قد يتزوج مثنى وثلاث ورباع.. وقد يطلق ويتزوج بكراً.. قد يبلغ السبعين ويجد تلك الفتاة التي يريدها أما تلك المطلقة فقد تكون ضحية أخرى لشاب مغلف !!

اتقوا الله في بنات الناس.. وتذكروا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فهل ترضون لابنتكم زوجاً يحمل تلك الصفات التي غلفتموها؟؟

بريدة
المصدر :جريدة الجزيرة
7/9/20007