بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 
الحمد لله الذي أنزل الفرقان، وخلق الإنسان، وعلمه البيان، والصلاة السلام على سيد ولد عدنان، من أوتي جوامع الكلم والبيان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد.

* فهذا مختصر في القوادح الجدلية، كنت قد عملته لنفسي ابتداءً، دربة واستذكاراً، ثم بدا لي -بعد المشورة- أن أطرحه، عسى أن يجد من يقوِّمَه وينقده، أويجد فيه بلغة من فائدة.

* ولقد كان الدافع لكتابته أمور ثلاثة:

1- أنني كنت إذا مر بي ردٌّ ونقد، في أي علم من العلوم، أجتهد في أن أرجعه إلى قادحٍ من قوادح الجدل المشهورة، كما أجتهد في الاستدراك والإضافة على ما أقرؤه في تلك الردود من قوادح يحتملها المقام مما لم يورده الكاتب، دربةً للنفس على تفهم القوادح وتطبيقها.

2- وبالمقابل، فإذا ما توجهت لنقد قول أو استدلال والرد عليه، فكنت أحاول أن أُعمِل فيه ما يصلح لإعماله من تلك القوادح، تطلباً للتمام في الرد.

3- بل -وبعيداً عن الردِّ والنقد- فإذا ما كتبتُ كلاماً تقريراً ابتداءً، فإني أمرر عليه هذه القوادح إمراراً عابراً، لأرى، هل على ذلك الكلام من مدخلٍ صحيح، فأحذفه وأصححه، أو مدخلٍ متوهم قد يورده عليَّ المخالف، فأذكره ثم أجيب عنه، أو أحترس عن إيراده بطريقة ما.

((وإني لأنصح إخواني أن يُعمِلُوا هذه المسالك الثلاثة ذهنياً فيما يمر بهم من ردود، مما يقرؤه القاري، أو يكتبه الناقد والكاتب، فسيرون في ذلك فتحاً لآفاق، وقدحاً لردود لم تكن لتخطر على البال ابتداءً))

* ولهذا عملتُ هذا المختصر(الشديد الاختصار) من باب الدربة والتذكار، وجعلته في صفحة واحدة ليسهل تَحَفُّظه، ثم نشرته في رسم شجري ليسهل تصوره.

* وقد أهملت فيه كثيراً مما ذكر في علم الجدل، مما لا يتسع له المقام، أو ما لم يظهر لنظري القاصر أن له ثمرة تطبيقية بيِّنةً، كما تركت بعض القوادح التي بدا لي أنها ترجع إلى غيرها مما ذكر ههنا، أو كان في صحتها نظر شديد، فاكتفيت منها بثلاثة عشر قادحاً، هي أبرز ما يذكر في هذا الباب.

* وقد وضعت لهذه القوادح الثلاثة عشر شرحاً ميسراً ومقتضباً، تجده في بحث للعبد الفقير، سيُنشَر بإذن الله في مركز تكوين -سدد الله القائمين عليه- ضمن كتاب حوى مجموعة أبحاث لعدة باحثين، وقد وسِمَ الكتاب بـ (صناعة التفكير العقدي)، وعنوان البحث المقصود: (صناعة الرد العقدي)، ففيه بعض البيان لهذه القوادح، والتمثيل لها،(وقد يختلف ترتيبها فيه قليلاً عما ذكر في هذا المختصر) مع زيادات في ذلك البحث في غير القوادح، وعسى الله أن ييسر الأمر لكتابة شرح مختصر، لهذا المختصر، وشرح آخر مبسوط.

وقد أرفقت لك -أيها الأخ الكريم- ثلاثة ملفات، أقترح عليك أن تتناولها بحسب هذا الترتيب، فهو أحسن في التصور والتذكر(ومن اكتفى بالثاني، ففيه الكفاية) :

1- (شجرة المختصر في القوادح الجدلية-إجمالية) وفيها تشجير لعناوين هذا المختصر، دون تفصيلاته وتعريفاته.

2- (مختصر في القوادح الجدلية)، وفيه ذكر هذا المختصر في صفحة واحدة.

3- (شجرة المختصر في القوادح الجدلية-تفصيلية) وهي نفس الشجرة الأولى، مع ذكر التفصيل والتعريف.

وألتمس ممن وقف على خلل أو نقص فيه أن لا يبخل على أخيه بالتنبيه، فالمؤمن مرآة أخيه، والله الهادي إلى سواء السبيل.

وكتب
تميم بن عبد العزيز القاضي
إيميل:
tmim 111 @gmail.com
تويتر:
@ tmim 111