اطبع هذه الصفحة


التقنية القاتلة أحياناً

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
من النعم العظيمة التي تفضل الله عزوجل على عباده بها في هذه الأزمنة المتأخرة هو ذلكم التطور التقني المتمثل في الحاسوب وما يتفرع عنه من الشبكة العنكبويتة والمعلوماتية الهائلة ، وكذلك الوسائط المتعددة التي أصبحت بوابةً من بوابات العلم والمعرفة عند البعض وهي كذلك للأسف الشديد بوابة من بوابات المهالك العقدية والأخلاقية والاجتماعية عند البعض الآخر.

إن الحديث عن مخاطر التقانات الحديثة المتمثلة في الشبكة العنكبوتية والوسائط الالكترونية حديثٌ ذو شجون وخصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي حيث تعامل بعضنا مع هذه الوسائل تعاملاً سيئاً حولها إلى مدخل أخلاقي خطير سبب جنحاً جنائية ، وهتكاً للأعراض وإدلافاً إلى بوابة الحرام التي نهينا عن فتحها كما في الحديث عن أبواب الحرام المغلقة(ويلك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه).

لقد أصبحت المواقع الإباحية بعبعاً يقض مضاجع الغيورين والصالحين المصلحين في هذه الأمة نظراً لما لها من أخطار عظيمة وخصوصاً مع تعاظمها وكثرتها في الآونة الأخيرة حيث ذكر جوال زاد أن نسبة مواقع الفاحشة على الانترنت فاقت 12% ، وارتفعت عدد صفحاتها من 260 مليون صفحة في عام 2003م إلى 425 مليون صفحة عام 2005م ، وما من شك أنها زادت على ذلك في عام 2007م.

هذه المواقع الإباحية لاشك أنها ضمن منظومة الغزو الأخلاقي الذي يستهدف شباب هذه الأمة خصوصاً أن الدول الأساسية التي تساهم بشكل مباشر في هذه الصناعة الجنسية المحرمة والمقيتة لا تتجاوز العشر دول وأكثر ضحايا هذه الصناعة هم من الدول النامية وخصوصاً العالم العربي.

لقد أشعل الغزو الجنسي المتعاظم فتناً عظيمةً في كثير من البيوتات المسلمة ، وقد استخدمها بعض ضعاف النفوس ومرضى القلوب كأسلوبٍ من أساليب الجذب والإغراء ومن ثم الإغواء ، وهذا متمثلٌ في تلك المقاطع الجنسية الفاضحة التي تُحمَّلُ من مواقع إباحية أو من خلال تصوير متحرك ومرئي للفاحشة ثم نشرها على قطاع عريض من الباحثين عن السراب عبر تقنية البلوتوث.

من المؤسف جداً أن هذه التقانات التي تعد من النعم العظيمة استخدمها البعض فيما هو ضار له في دينه وخلقه وعرضه وأعراض المسلمين في الوقت الذي يستخدم الغرب مثل هذه المنظومة التقنية في البحث العلمي والإسهام الحضاري.

لقد تحولت نعمة الوسائط المتعددة كوسيطة البلوتوث إلى تقنية تدميرية بسبب سوء الاستخدام من خلال العبث المراهق حيث ذكر جوال الإسلام اليوم عن دراسةٍ أعدها الدكتور عبدالله بن محمد الرشيد وقدمها لندوة المجتمع والأمن التي رعتها ونظمتها كلية الملك فهد الأمنية أن 69،7% من الذكور يوظفون البلوتوث في الرسائل الهابطة ، وذكرت الدراسة أيضاً أن 22% من الفتيات وقعن ضحية خطيئة استخدام البلوتوث.

وبسبب هذا الطوفان المدمر للأخلاق ازدادت نسب الطلاق في المملكة العربية السعودية20% خلال الأعوام السابقة حيث بلغت قضايا الطلاق والخلع في محاكم جدة فقط60% أي ما يعادل 200 قضية من أصل 300 قضية شهرية.

هذه الأرقام المرعبة تدق ناقوس الخطر حيال هذا الغزو الجنسي المحلق عبر الشبكة العنكبوتية ، وعبر الاستخدام الضار لتقنيات الوسائط المتعددة ، وهو ما يوجب على الجهات ذات العلاقة إلى الانتباه لذلك وإعداد خطة لحملة وطنية لمواجهة هذا الإعصار حفاظاً على كيان مجتمعنا وأخلاق أجيالنا الصاعدة والقادمة في ظل عصر العولمة.


ماجد بن محمد الجهني-الظهران
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية