الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
أما بعد .
فإن التسطير عن علمائنا ومشايخنا ودعاتنا وكتابة سيرهم وبعض مواقفهم من أقل
صنوف برهم والوفاء بحقهم , خاصة ممن كان لهم الحظ الوافر في ضرب أعظم المواقف
في نصرة الدين والذود عن حياضه والثبات على الحق , وقد رأينا في هذه الأزمان
وعلى أرض الواقع كيف كانت حقيقة الصدق في القول من عدمه , ليس من الصعب أن
تشنف الإسماع بقول الحق حال الركود الدعة والرخاء , لكن من المكارهة الحقيقية
أن تستنـزل النفس حال الشدة إلى قول ما تعتقده مع ثباتها على ذلك .
وقد مر على الأمة الإسلامية شخصيات عرفهم التاريخ بصدقهم وقوتهم في الحق ,
فلم يلتفتوا إلى ما يمنعهم من قول ما يعتقدون كون فلان رضي أو سخط , أو كونهم
أصابهم شيء من الأذى .. ولذلك سمعنا وقرأنا كيف كانت مواقفهم رحمهم الله .
أنظر إلى أبي الحسن الندوي رحمه الله ماذا يقول عن أحدهم :
لقد رفع ابن تيمية لواء الجهاد والتجديد محاربا لهذه الأعمال والأفكار
والتقاليد المشركة الرائجة , مستغنيا في ذلك عن سخط العامة وغضب الخاصة
وعتابهم , وضرب على جذور تلك العقائد والآراء التي كانت أساس هذه الأعمال
المشركة .. اهـ .
ومع ما يحمله بعض المسلمين من حق ومع ما وعدهم الله به من جنات عدن تجد بعضهم
أسرع إلى الفرة من الكرة .
وقرأنا أيضا لأصحاب المناهج الضالة في ثباتهم على ما يدينون به حتى مماتهم ,
انظر إلى من استتابهم المسلمون عن قولهم الكفر كيف ثبتوا حتى صلبوا .
وبين أيدينا سيرة والدنا وشيخنا العلامة المجاهد مدفع التوحيد وجبل العقيدة
رجل المواقف الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله رحمة واسعة , عرفه الصغير
والكبير العالم والجاهل الحاكم والمحكوم , عرفه بعلمه وحنكته ورباطة جأشه
وقوته في الله لا تأخذه فيه لومة لائم , عُرف رجلا مخضرما عاشر الحاضرتين ,
تتلمذ عليه الأكابر والرؤوس , عرفته منذ سنوات رجلا متواضعا متصدقا صاحب عطف
وصِلات , رحوما على الصغار قبل الكبار , يعرفه الفقراء قبل الأغنياء .
إمام جاهد بلسانه فقال ما يدين الله به , ونصر الدين في وقت أحوج ما يكون
المسلمون لمثله , رجل يحترق لمصائب المسلمين ونكباتهم , فقد كان رحمه الله
كثيرا ما يمرض بسبب ما يصيب المسلمين من نكبات , فلم يكن رحمه الله ذا همة
مصطنعة بل كان رحمه الله يعيش بقلوب الفتية , حماسه لقضايا المسلمين كحماس
المجاهد في ساحة القتال ,لم يكن حماسه مؤقتا حال الحدث , بل كان رحمه الله لا
يمل ولا يكل ولا يتراخى حتى قبل وفاته رحمه الله بدقائق .
وكان رحمه الله كثيرا ما ينبذ الأفكار المنهزمة والمناهج المتميعة , بل كان
لا يقبل أن يجلس في مجلسه أحد يميت همته أو يبدد حماسه , و قد أخرج بعضهم من
مجلسه .
نكتب هذه الأسطر في سيرته رحمه الله من مولده حتى وفاته , مع ذكر بعض أحواله
الخاصة وشؤونه وقوة شخصيته وبعض ممن تأثر بهم رحمه الله وبعض مواقفه معهم ,
نستمتع بها لعلها أن تكون سببا في شحذ الهمم ونصرة الدين .
وقد ألحقنا بعض ما كتب في الشيخ من مقالات وقصائد رثاه فيها محبوه جزاهم الله
خيرا . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه / عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن
الطائف
Gafn20@hotmail.com
العناوين
العامة
1 - مولد الشيخ ونسبه ونشأته .
2 – بداية طلبه للعلم .
3 - انتقاله إلى الرياض .
4 - ملازمته للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله .
5 - ملازمته للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله .
6 - مشايخه .
7 - التحاقه بالمعهد وكلية الشريعة .
8 - بعد تخرجه من كلية الشريعة .
9 - ميوله لتدريس اللغة العربية .
10 - اهتمامه بطلابه .
11 - تلامذته .
12 - مؤلفاته .
13 - قوته في الحق ورباطة جأشه .
14 – عبادته .
15 - الشيخ رحمه الله وقضايا المسلمين وأخبارهم .
16 - مواقف المخالفين مع الشيخ .
17 - أحواله الخاصة في بيته ومزرعته .
18 - أبناء الشيخ .
19 – وفاته رحمه الله .
20 – ملاحق المقالات والقصائد .
أضغط هنا للحصول على سيرة
الإمام حمود العقلاء يرحمه الله