فتوى الشيخ حمود بن عقلاء
الشعيبي
عن الجهاد في الفلبين
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه
الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في كل بلاد المسلمين مأساة ومعاناة ، وهناك معارك ضارية في الفلبين بكل قواها
البحرية والجوية والبرية بين دولة الفلبين النصرانية وجبهة تحرير مورو
الإسلامية التي يقودها العالم الرباني الشيخ سلامات هاشم منذ أكثر من عشرين سنة
وهو بين كر وفر ، وإن هذه الحكومة الفلبينية الصليبية هدفها القضاء على تواجد
المسلمين في منطقة مورو ، وقد قامت الحكومة النصرانية بترحيل المسلمين إلى
الشمال لتذويب هوية المسلم وترحيل النصارى إلى الجنوب حيث يوجد المسلمون ، وإذا
كان دور المسلمين متجها لنصرة إخوانهم وبذل أموالهم لنصرة الدين وعون المجاهدين
... فما هو موقف المسلم تجاه القضية الجهادية الفلبينية ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما
بعد
أما موقف المسلم تجاه القضية الجهادية الفلبينية فيجب أن يكون موقفا يرضي الله
ورسوله ، ومن أعظم تلك المواقف هي النصرة والتأييد والإعانة بالنفس والمال
واللسان بما يستطيعه المسلم , حيث الإسلام يوجب على أهله الاهتمام بإخوانهم
المسلمين والحرص على دفع الشر عنهم وموالاتهم ونصرتهم . قال تعالى { وإن
استنصروكم في الدين فعليكم النصر } , وقال تعالى { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا
بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } , وقال عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له
سائر الجسد بالسهر والحمى ) , وقال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضا ، ثم شبك بين أصابعه ) ..
فإذا عرفت هذه النصوص التي قدمناها من حثه سبحانه وتعالى على الجهاد وترغيب
الرسول صلى الله عليه وسلم فيه , وكان ما يلاقيه إخواننا في تلك البلاد من قتل
وتشريد وهتك للأعراض وتهجير ومحو للهوية وللوجود الإسلامي أدركت أن واجب
المسلمين حكاما وحكومات وشعوبا وجماعات وهيئات وتجارا هو شد أزر أولئك
المجاهدين ونصرتهم وإعانتهم ورفع الضر عنهم بما يستطيعون ..
وأيضا من المواقف المطلوبة النصرة والإغاثة بالنفس والمال وباللسان . فبالنفس
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم *
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم } , أما المال
واللسان فقوله عليه الصلاة والسلام : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم
وألسنتكم ... الحديث ) ..
ومن مجالات الجهاد باللسان ما يتعلق بالخطابة والإعلام مما يتضمن شرح أحوال
المجاهدين وإيضاح ما يحصل لهم من انتصارات على العدو , ونشر قضيتهم المنسية في
المنتديات والمجالس والمساجد وفي كل مكان .. وهذا هو الواجب على الإعلام : أن
يهتم بقضية المجاهدين في الفلبين وغيرها وإيضاح حقيقتهم بدلا من شغل الوقت
بالحفلات الغنائية والرياضية وكيل المدح للآخرين من حكام وغيرهم , وبيان شراسة
وفظاعة ما يلاقيه إخواننا من هجمات حاقدة تستهدف القضاء عليهم وحرق بلادهم
وتـهجيرهم .
ومن المجالات أيضا الدعاء والقنوت لهم بالنصر والتأييد وإعلاء كلمة الله التي
يقاتلون من أجلها ، وكذلك الدعاء على أعدائهم بالهزيمة والخذلان والتدمير ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
أملاه :
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
2/8/1421هـ