الإعلام الجائر
على الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
حفظه الله
21 / 1 / 1422 هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .
فإن مما ابتليت به الأمة اليوم ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسد
الأمر إلى غير أهله ، فإعلامنا المقروء و المسموع قد أُوكل إليه أسافل القوم
ممن لا يشهد لهم بصلاح ولا استقامة إلا ما ندر ، وإن أتيت على كثير منهم وجدتهم
يرددون مالا يفقهون تقليداً للغرب الكافر و تطبيقا لسنة المغلوب المتبع للغالب
اتباعا للهوى و الشهوات ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولما كان هؤلاء على ماهم
عليه من نفورٍ عن الدين كانت ضراوتهم على أهل الدين اعظم واعظم ، لأن موالاة
أهل الإسلام العاملين له يتنافى مع تقاليد الغرب الغالب على هؤلاء ، وتطالعنا
ساحة العفن الإعلامي في هذا الوقت وبعد مضي زمن طويل من متابعتها لنشر العربدة
والعري والتخلف ونشر الفساد وانحلال الأخلاق وتشتيت عقائد الناس تطالعنا بمدح
وثناء لفساق القوم ومروجي الخنى والعهر ممن تغني بآيات الله البينات وبأعظم
سورة في القرآن ، يُدَنْدَنُ عليها بأوتار العود ، هذه المعازف والغناء التي
قال الله عنهما ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) ، فهي
ضلال عن سبيل الله ، والمعازف والأغاني بريد الزنا ، ومصدر من مصادر الفسق
والفجور ، ثم تجتمع هذه المعزف بآيات الله وكلماته التي أنزلها على عباده
سبحانه ، وأي كرامة وأي فضل أن ينـّزل الله تعالى كلامه بين عبادة يتلونه أناء
الليل وأطراف النهار ثم يأت عربيد عاش بين أوكار الفسق فيتغنى بآياته سبحانه
... !! ، إنه جرم عظيم لا يشعر به إلا من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولاً ، ولم يستنكر على هذا المعتدي عبد الله
الرويشد لما تغنى بآيات الله أحد ممن ينتمي إلى هذه الساحات العفنة إلا ما ندر
، والذين لا يستغرب منهم تركهم الدفاع عن شريعة رب العالمين ، لكن المستغرب أن
ينخدع من هو محسوب على الخير وأهله خلف شعارات جائرة وعناوين براقة بأسلوب تلوح
فيه قلة الأدب ، و ليتهم سكتوا عن شيخ جليل علّم العلم الشرعي ودرّسه ، وخرّج
على يديه علماء ووزراء ومسؤولين ودعاة ، دافع عن كتاب الله وتحمل اجتماع أهل
الأرض قاطبة عليه إلا ما رحم ربك ، وهذه سنة من هذا العالم المجاهد لله دره ،
احتذى بها عن سيد المرسلين وخاتم رسل رب العالمين محمد عليه افضل الصلاة
والسلام الذي رمته العرب عن قوس واحدة فصلى الله على نبينا محمد وعلى آله ومن
تبعه إلى يوم الدين ، وقد خطّأ هؤلاء السفهاء الشيخَ حمود وشنعوا عليه وتجرأوا
على أحد أعلام المسلمين إما بجهل أو بخبث ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ،
وليُعلم أن من أقل الواجب على شباب الإسلام ( جيل الصحوة ) أن يقفوا مع علمائهم
يدافعون عنهم بما أوتوا من قوة ، ولا يفتئوا عن الذب عن أعراضهم في زمن قل فيه
النصير إلا من رب العالمين ، وليُعلم أن من أقل ما يبتغى عند الخلاف هو العدل
والإنصاف والصدق في القول ، حتى مع غير المسلمين ، فكيف بعلماء المسلمين .
إن إعلام القوم الذي تعودنا منه الافتراء على دين رب العالمين والدفاع عن أهل
الفسق وعلى الكذب والدجل على عوام المسلمين .. لا يستغرب منه أن يفتر على أحد
رجال الإسلام ، وقد صب جام غضبه على الشيخ الكريم لأنه كفر من أساء للإسلام
والمسلمين ، و تحركت من ساسة تلك الساحة العفنة أقلام لم يعهد منها أن تتحرك
لنصرة الدين أو الوقوف مع مصالح المسلمين ، إلا مع قلب الحقائق والتلفيق
واصطناع المواقف ، فلم تتحرك تلك الأقلام عندما تغنى بالقرآن الكثير من المغنين
عليهم لعنة الله !! أين تلك الأقلام عن جراحات المسلمين في مشارق الأرض
ومغاربها ؟ أين هي عن مجازر المسلمين في جزر الملوك ؟ أين هي عن نصرة المسلمين
في الشيشان ؟ أين هي عن دماء المسلمين في الفلبين ؟ أين هي عن كشمير المستضعفة
؟ أين هي عن نصرة طالبان والتي تعلن صباح مساء أنها على استعداد لنشر الإسلام
وسحق الزندقة والإلحاد ؟ أين هي عن إصلاح عقائد الناس وما داخلها من تغير و
تشتت في المعتقد وغيره ؟ نسأل الله العفو والعافية .. ولأن الشيخ ثبت على قوله
ولم يتزعزع رأينا كيف تجرأ عليه بعض الكّتاب ، لقد ظهروا على حقيقتهم وبان
زيفهم وخداعهم ، مهما قدموا من حجج ومهما استبسلوا في الدفاع عن رعونتهم
وحماقتهم .
أفتى الشيخ حمود ، قلتم : أين البينة ؟ قلنا : هذه البينة : وهي شهادة الشهود
وما نشر في أكثر من جريدة ، قلتم : لا يكفي ، لأنه كلام جرائد ، والشهود مجهولو
العدالة ، قلنا : وهذا مقطع من الأغنية المذكورة بصوت المذكور ، قلتم : قد تكون
منتحلة ، ومن يثبت أنه الرويشد فعلا ؟ قلنا : هؤلاء يشهدون أنه الرويشد ، قلتم
: إن كانوا يسمعون الغناء فشهادتهم باطلة لأنهم فساق ، وإن كانوا لا يسمعون
فكيف يشهدون ؟ قلنا : وها قد اعترف الرويشد نفسه بالأغنية ، قلتم : ومن قال
إنها نفس الأغنية ؟ قلنا : ها قد ذكر كلاماتها ، قلتم : ولو .. من يثبت إن
الرويشد هو المعترف هذا كلام جرائد ؟ ولو قلنا : ها قد خرج الرويشد في التلفاز
والقنوات وقد احتضن العود ويغني الفاتحة .. لقلتم : مدبلج ...الدبلجة سهلة ،
ولو قلنا : ها قد جاء الرويشد أمام القضاء واعترف بأنه غنى الفاتحة ، لقلتم :
جني تلبس بصورة الرويشد ،والجن يتلبسون بصورة الإنس ، ولو قلنا : جئنا بقارئ
يقرأ على (الرويشد) وينفث عليه حتى تأكد أنه ليس جنيا ؟ لقلتم : هذا القارئ
مؤيد لفتوى الشيخ (حمود) لذلك لم يقرأ جيدا ، ولو قلنا : وهذا ولي أمر ( الجن )
قابلناه وسألناه عن (الرويشد) الموجود هل هو أحد رعاياه من ( الجن ) أو هو (
الرويشد المغني ) فنفى أن يكون جنيا ، لقلتم : قاله ولي أمر الجن بلا بينة ولا
إثبات كفتوى الشيخ حمود ، ولو قلنا قال الله قال رسوله : لقلتم ، ولو قلنا :
لقلتم ، ولو قلنا : لقلتم ، فمادام الإسلام موجود سنقول وتقولون ولن تكفوا عن
قولكم حتى ينتهي الإسلام ولن ينتهي الإسلام إلا عند قيام الساعة ، مهما قلنا
ستقولون ، ورجعنا عودا على بدء .
ومن الذين تكلموا على الشيخ حمود بجهل وخبث وسوء طوية ظهرت في ثنايا ما سطره
رئيس تحرير جريدة الرياض ( تركي السديري ) ، ذلك الاسم القبيح ، والذي إن أردت
أن تعرف عنه شيئا فأذكر اسمه في مجلس ما ، وسوف تجد كل من في قلبه إيمان يتغير
وجهه ويدعوا عليه ويصفه بأوصاف الخبث والعداء للدين وأهله ، ومقاله هذا الذي
تكلم فيه عن الشيخ واضح وضوح الشمس في صورة عداءه للإسلام وقد وصف شباب الصحوة
بقوله : من يسمون أنفسهم بجيل الصحوة ، هذا هو العداء للدين حقيقةً .. وقد خول
نفسه بأن ينتقد العلماء ويقبل من يشاء ويرفض مِن من يشاء ، وقد رد عليه أبو
محمد جزاه الله خير من الرياض بهذا المقال الذي نشر على الشبكة العالمية الأنتر
نت ، لأن صحفنا تحتكر المنبر الصحفي ، وهذا دليل على ضعفهم العلمي وعجزهم عن
المجادلة في الحق ولو بلغوا أعلى المناصب ونالوا على أعلى الشهادات ، والشواهد
كثيرة
قال أبو محمد جزاه الله خيرا :
السفهاء يتطاولون على
العلماء
مصيبة أن يخرج علينا من ينتسب إلى الإسلام
ويسخر به بل وبكتابهم المقدس.. وتزداد المصبية إذا خرج من ينتسب إلى الإسلام
ويدافع عن هذا الجريمة وبكل وقاحة .. تتجلى هذه المصائب في موقف : تركي السديري
. مع قضية فتوى العلامة الشيخ : حمود بن عقلا الشعيبي مع المطرب الكويتي : عبد
الله الرويشد ، فقد خرج علينا هذا الكاتب مجاهراً بسفهه وجهله مع العلماء في
صحيفة الرياض بعددها ( 11978 ) في يوم الثلاثاء الموافق : 16 / محرم / 1422هـ .
ومخولاً نفسه حكماً عليهم بكل جرأة ، فلا غرابة .. فهذه من علامات الساعة التي
أخبر عنها نبينا_عليه الصلاة والسلام _ من علو الأسافل ونطق الرويبضة ، ففي
الوقت الذي يستنكر فيه هذا الكاتب أن يخَول أحد نفسه للفتوى. نجده قد خول نفسه
للرد على علم من أعلام المسلمين .ولكن السحاب لا يضره نبح الكلاب.
ولو أني بليت بهاشمي _ خؤولته بنو عبد المدان
صبرت على أذاه لي ولكن_ تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
فتاريخ العلامة : حمود بن عقلا الشعيبي حافل بالعلم والتعليم والمجاهدة و
المصابرة وقد تخرج من مدرسته ومن بين يديه كبار العلماء وهو ليس بحاجة إلى
شهادة أحد ، ويكفيه أنه معلم وشيخ المشايخ ، فقد تخرج من بين يديه العلامة :
محمد بن صالح العثيمين رحمة الله - وفضيلة الشيخ : عبد العزيز آل الشيخ مفتي
عام المملكة و فضيلة الشيخ : صالح اللحيدان ، وفضيلة الشيخ صالح الفوزان ومعالي
الدكتور : عبد الله التركي أمين رابطة العالم الإسلامي ومعالي الشيخ عبدالله آل
الشيخ وزير العدل ، فشيخ هؤلاء تلاميذه ، أيقال عنه أنه شخص غير مخول للفتوى؟!!
وليتك لم تلغُ في علْم وشموخ الشيخ واكتفيت بتصفيف الأوراق وقراءة الكاريكاتير
.. أما الأمور الشرعية فمالك ومالها .. (( قد علم كل أناس مشربهم )) ، وفي هذه
المقالة يستنكر : تركي السديري أن تصدر فتوى بتكفير أمثال تركي الحمد وعبد الله
الرويشد ..
وباختصار شديد نقول :
إن التكفير حق لله ورسول ، فلا يجوز لأحد أن يقدم على تكفير أحد إلا من كفرة
الله ورسوله ألا وإن ممن كفرة الله ورسوله المستهزئين بدين الله جل وعلا .
يتبين ذلك بالنفر الذين خرجوا مع النبي صلى الله علية وسلم _ للجهاد ثم تلفظوا
بألفاظ لم يقصدوا بها الكفر وإنما قالوها ليقطعوا بها عناء السفر فقالوا : ما
رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً وأكذب ألسناً وأجبن عند اللقاء ، فنزل
الوحي بتكفير هؤلاء ونزلت آيات تتلى إلي يوم القيامة: (( قل أبا الله وآياته
ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) . نزل تكفيرهم وهم
خارجون في الجهاد مع رسول الله ضد الكفار .. لا في حفلة موسيقية ماجنة. ولكنه
حكم الله .. (( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) أتعيب على الشيخ أن صدع
بحكم الله جل وعلا ؟!.. وأنا أكاد أجزم جزماً تاماً أنك لا تفقه في أحكام
المرتد في الفقه الإسلامي شيئاً ولكن ظننت المسألة إبداء رأي كما تبديه في
الصفحات الفنية والرياضية ورسوم الكاريكاتير ، فمن الجميل أن تعرف قدرك وتلزم
حدك و العجب أنك ترد هذه الفتوى من أجل أمرين :
الأول :- أن بعض فقهاء العرب يرفضون هذا التسرع .
فأقول لك : العبرة بالكتاب والسنة وإذ أقام الدليل على تكفير شخص كفره العلماء
. ثم أن بعض هؤلاء الفقهاء الذين ذكرت وتحتج بهم استنكروا هدم الأصنام بل
حمَـلوا أنفسهم عناء السفر من أجل المحافظة على رموز الكفر والشرك ، وبعضهم
يقول : إن اليهود والنصارى أخوان لنا ، فإن أردت أن تحتج فاحتج بالكتاب والسنة
.
الثاني :- قولك : أن هذا الحكم يعرضنا عبر وسائل الإعلام إلى سخرية الآخرين.
فأقول : ليتك سكت واكتفيت ما سبقت الإشارة إلية ، أبمثل هذه الخزعبلات والأحاجي
ترد أحكام الله ؟!…أتردها حتى لا تسخر بها بعض وسائل الإعلام .؟!! فمتي كانت
هذا الوسائل حكماً على حكم الله ورسوله ؟ والناس أجمعين يعرفون اتجاهات وأهداف
بعض هذه الوسائل أما قولك : ولست أفهم ماذا تعني عبارة ( جيل الصحوة ) .فليتك
إذا لم تفهم سكت . ولكنك وضعت عقلك في طبق ودعوتنا لمشاهدته فلم نرى فيه إلا
العفن والتطاول على العلماء ، والتحامل على جيل الصحوة ، وعدم الفهم . ثم أعلم
أن الشهرة لا تنال على أكتاف العلماء .
إلى القراء : قسوة العبارة جزاءً وفاقاً كما قال تعالي: (( لا يحب الله الجهر
بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً )) انتهى .. كتبه أبو محمد
- الرياض - 18 / 1 / 1422هـ
وممن تلكم بالشيخ حمود وأساء الأدب معه
المدعو عبدالرحمن بن محمد اللاحم فقد كتب مقالا في صحيفة الوثن ( الوطن )
عنْوَن له بـ : الفتاوى السوداء .. فقام له بعض الأفاضل فأبانوا سوء كلامه وقلة
أدبه مع الشيخ ، ومن ضمنهم الشيخ خالد السبيعي فقد كتب ردا عليه بعنوان :
المقالات السوداء والخطاب
الاقصائي
قال جزاه الله خيرا :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم
الدين ، أما بعد : -
فإن المقالات السوداء هي تلك المقالات التي ينتصب كاتبوها لجعل ورثة الأنبياء
غرضا يصوبون إليهم سهامهم بحجج واهية , نهاية مؤداها إسقاط فتوى أهل العلم وفتح
باب السخرية بالدين على مصراعيه ، وهذه الحجج لاتقف عند حد لأنها من وحي
الشياطين وما زال الشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، فمن قائل :
مستعجل ، ومن قائل : فتوى فردية ، ومن قائل تدخل في شؤون الدول الأخرى ، ومن
قائل : هذا مخالف للقانون الدولي ، والقائمة لا تنتهي ، إلا أن المتابع يرى أن
الجامع بين هذه المقالات أغفلت من صدرت في حقه الفتوى ولم تتعرض له بشيء . ولدى
كتابها من الأعذار ما يقولونه ،كما يلاحظ المتابع أن الكلام كان منصبا على من
أفتى لا من سكت ، و يلاحظ أن هذا النوع من الفتاوى هو محل النقد ، وأيضا يلاحظ
أن غالب هذه المقالات صدرت من أناس ليس لهم سابقة في نصرة هذا الدين أو عرف
عنهم التمكن من علوم الشريعة متدثرين بعبارات منمقة , وألفاظ رنانة ,ومصطلحات
فضفاضة, ناسين أو متناسين أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , وسيلاحظ
المتابع الكثير والكثير ،ومما قرأته مقالة عبد الرحمن بن محمد اللاحم عنون لها
بعنوان الفتاوى السوداء ،كانت بحق هي المقالة السوداء ، وأنا لن أنتصب هنا في
مقام المدافع عن الشيخ حمود وفقه الله ونفعنا بعلومه لأمور منها:- أنه ليس في
موقف ضعف بل هو يستند إلى قال الله فال رسوله صلى الله عليه وسلم ،أن الله قد
تكفل بالدفاع عنه والانتقام من شانئيه قال تعلى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا
........) الآية ، وقوله : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، إن جميع من
كتبوا ينتقدون فتواه ما مقالاتهم هذه إلا ردة فعل لفتواه التي هي ردة فعل لما
قام به من صدرت في حقه الفتوى ، فأي الفريقين أحق بالأمن ؟ فأنا في مقام الشفقة
على المنتقدين أقرب مني من مقام المدافع عن الشيخ ، وقد عنونت هذه المقالة بهذا
العنوان الذي قد لا يكون مرغوبا فيه من البعض لاعتبارات من أهمها :-
1- مقابلة لعنوان اللاحم آنف الذكر ليعلم أن هذا النوع من التعبير كل يجيده
ولكن العبرة
بالدليل الشرعي .
2- إذا كانت الفتوى التي صدرت من عالم هو شيخ لبعض المشائخ المعروفين توصف
بأنها فتاوى سوداء فإن وصف ما دونها من المقالات ومن ناس نكرات أحق بالمقالات
السوداء .
3- إذا كانت الفتوى التي خرجت مخرج الغيرة على دين الله والذب عن كتابه من شخص
فاسق توصف بهذا الوصف المستهجن فإن ما خرج مخرج الذب عن هذا الفاسق هو أحق بوصف
السواد .
4- إذا كانت الفتوى التي اشتملت وبنيت على قال الله قال رسوله وضمنت كلام
العلماء من شخص متخصص توصف بالسوداء فإن مالم يشتمل على ذلك ولم يبنى إلا على
الهوى والتّخرص أحق بهذا الوصف ، وسيتبين فيما يلي قدر السواد الذي في هذه
المقالة ( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له
نورا فماله من نور ) .
قال اللاحم:
قوبلت فتوى الشيخ حمود العقلاء المتضمنة تكفير الفنان عبدالله الرويشد باستغراب
من العلماء والمفكرين ورجال الإعلام، وأصبحت الفتوى مادة إعلامية دسمة للصحف
السيارة وشبكات التلفزة
في الفترة الماضية إلا أنني أعتقد أنه لا مجال للاستغراب من تلك الفتوى . أهـ
وأقول :
هذه مقدمة ولج منها اللاحم لما يصبوا إليه في مقالته ظنا منه أن التقديم بمثل
هذه المقدمة سيهيئ القارئ لتقبل اللون القاتم الذي وصفت به هذه الفتوى وأن هذه
نظرة العلماء والمفكرين والإعلاميين فيجب عليك أيها القارئ الانضمام للقافلة
فلست في الطريق وحدك .
لكن اللاحم فاته ما يلي :-
نسي أن يبين للقارئ من أي الأصناف هو ؟ هل هو من العلماء ومن المراد بالعلماء
هل هم علماء الشريعة أم غيرهم ؟ أم هو من المفكرين ؟ أم هو من الإعلاميين؟ أنا
لا أظن أن اللاحم من هذه الأصناف كلها . بدليل أن هذه الأصناف قابلت الفتوى
باستغراب أما هو فلم يحصل منه الاستغراب بل ليس للاستغراب لديه مجال ، إلا أن
يكون فاتهم برتبه.ثم منهم علماء الشريعة الذين هم في مقام الشيخ وكان منهم
الاستغراب وأين وجدت كلامهم وما دليلهم من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه
وآله وسلم ؟ هذا باعتبار أن العلماء الذين ذكرت أنهم قابلوا الفتوى باستغراب هم
من علماء الشريعة , ولا أظنك تعنيهم بدليل أنك حشرت معهم المفكرين والإعلاميين
في فتوى شرعية لا
ناقة للإعلاميين فيها ولا جمل وماذا يعني استغراب المفكرين والإعلاميين . في
مسألة أنت تنكر على عالم جليل الحديث فيها. مع تحفظي الشخصي على مصطلح مفكرين
في هذا السياق ثم هب أن هذا الكلام كان صحيحا وأنا أقول انه صحيح في حق من ذكر,
- ما عدا العلماء الربانيين- فإن استغرابهم لا يزيدنا إلا يقينا بديننا وبصحة
الفتوى فقد أخبرنا من لا ينطق عن الهوى أن الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما
بدا ، وغربة الدين قديمة وقد تكلم عنها من مضى .
ذكر اللاحم ما نصه :
وعليه فإن المتتبع لفتاوى الشيخ السابقة يلمس بجلاء الخطاب الإقصائي واللغة
الأحادية، وبالتالي فإنه لا يستغرب صدور هذه الفتوى من الشيخ حمود،لأنها حلقة
جاءت بتسلسل منطقي وهي مهيأة للاستمرار لحالة قد تطال إذا ما ألجمت رموزاً داخل
المؤسسة الدينية ذاتها أو قوى اجتماعية أخرى .قد ذكر اللاحم هنا بعض المغالطات
التي سنبينها تباعا في المقالات القادمة إن شاء الله .ولكن ما يهمنا هنا قوله (
وعليه فإن المتتبع لفتاوى الشيخ السابقة يلمس بجلاء الخطاب الاقصائي واللغة
الأحادية ) أقول رمتني بدائها وانسلت ، فإن مقالتك هذه هي الإقصائية وأحادية
اللغة .
وإليك البيان :
*أولا - هذه العبارة لم تكن مستعملة بين العلماء وإنما كثر الحديث عنها
والتعبير بها حديثا من أناس يحملون أفكارا منبوذة مخالفة لما عليه المجتمع لا
يستطيعون نشرها في أوساطه مادامت الأبواب موصدة في وجوههم , وحيث أن العلماء هم
الحصن المانع والدرع الواقي لمعتقد الأمة ينفون عنه انتحال المبطلين لم يجد
أصحاب هذه الأفكار إلا مثل هذه الأساليب التي يقصد من ورائها فتح المجال لهم
لبث أفكارهم المشبوهة ، ولذا تجد أنها تكثر في خطاب العلمانيين والحداثيين
ويكثر تداولها في الصحافة ، ثم سرت هذه العبارة إلى بعض من يسمون بالمفكرين
والكتاب المتدينين إحسانا منهم بهذه العبارة رغم أن ما يعنيه هؤلاء الكتاب غير
ما يعنيه أولئك العلمانيين ، ولعل اللاحم دخلت عليه هذه العبارة من هذا الباب .
ومع ذلك فإننا نقول أن هذا النوع من الوصف لا نهابه ولا ننكره بالجملة فموقفنا
منه التفصيل . نعم نقصي الآخرين إذا كانوا دعاة باطل ومروجي فساد ولا نسمع لهم
حفاظا على أسماعنا من الحرام وعقولنا من الشبه . وهذا هو منهج سلفنا مع أهل
البدع ،بل هو أمر ربنا سبحانه وتعالى ( والذين لا يشهدون الزور ) ولا يهمنا أن
نرمى بهذه الصفة أبدا .أما إن كان المخالف يملك دليلا شرعيا فإن الواجب مناقشته
ومحاورته ومعرفة ما لديه وهذه كتب العلماء قديما وحديثا مليئة بهذا النوع من
النقاشات والسؤال الآن من أي هذين النوعين ما رميت به الشيخ ؟ أم هناك نوع ثالث
فتذكره لنا .وما هو الرأي الأخر الذي أقصاه الشيخ ؟ فلعلك تقصد من يقول أن الله
والشيطان وجهان لعملة واحدة . أعيذك من ذلك . وللحديث بقية إن شاء الله ..
ثم رد جزاه الله خيرا على غير هذا فقال
:
قال الكاتب :
( ومحصل كلام هؤلاء الفقهاء أن الزنديق هو من يسر الكفر ويظهر الإسلام كيدا
للإسلام )
فأجاب قائلا :
ليس الأمر كما توهمت ، فكلام العلماء ليس محصورا في أن الزنديق هو من يسر الكفر
ويظهر الإسلام كيدا للإسلام بل كلامهم أشمل من ذلك وإليك البيان :
1- يطلق بعض العلماء لفظ الزنديق على من
يقول بخلق القرآن :
( حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن إسحاق التستري ثنا يحيى بن خلف بن الربيع
الطرسوسي وكان من ثقات المسلمين وعبادهم قال كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل
فقال يا أبا عبدالله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال مالك زنديق اقتلوه
فقال يا أبا عبدالله إنما أحكي كلاما سمعته فقال لم أسمعه من أحد إنما سمعته
منك وعظم هذا القول ) حلية الأو لياء .
2- يطلق بعض العلماء لفظ الزنديق على من
أنكر صفة من صفات الله غير الكلام :
( أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك
أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الواحد بن أحمد
المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال من لم
يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من
يسألني فأعطيه فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا
يدفن في مقابر المسلمين ) سير أعلام النبلاء .
3- يطلق بعض العلماء لفظ الزنديق على من
يسب الصحابة كالرافضة :
( أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن احمد الحافظ قال سمعت
أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول سمعت احمد بن محمد بن سليمان التستري يقول سمعت أبا
زرعة يقول إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما
أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون
أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة ) الكفاية
في علم الرواية ص97
4- يطلق بعض العلماء لفظ الزنديق على من
سب أصحب الحديث :
(سمعت أبا الحسين محمد بن احمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن
إسماعيل الترمذي يقول كنت انا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله احمد بن
محمد بن حنبل فقال له احمد بن الحسن يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة
أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال
زنديق زنديق زنديق ودخل البيت)انظر مجموع الفتاوى4/96
5-بل إن بعض العلماء أطلق لفظ زنديق على
من عبد الله بالحب وحده :
(وقال بعضهم من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله بالخوف وحده فهو
حروري ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن
موحد ) مجموع
الفتاوى 10 / 81
6-بل من ادعى في أمر مختلف فيه هل هو
حرام أم مباح ؟ أنه قربة لله فهو زنديق :
( ومعلوم في كل عمل تنازع المسلمون فيه هل هو محرم أو مباح ليس بقربة أن من
جعله قربة فقد خالف الإجماع وإذا فعله متقربا به كان ذلك حراما بإلاجماع كما لو
تقرب بلعب النرد والشطرنج وبيع الدرهم بالدرهمين وإتيان النساء في الحشوش
واستماع الغناء والمعازف ونحو ذلك مما للناس فيه قولان التحريم والإباحة لم يقل
أحد إنها قربة فالذي يجعله عبادة يتقرب به كما يتقرب بالعبادات قد فعل محرما
بالإجماع وهذا يشبه التقرب بالملاهي والمعازف فإن جمهور المسلمين على أنها
محرمة وبعضهم أباحها ولم يقل أحد إنها قربة فقائل ذلك مخالف للإجماع وإنما يقول
ذلك زنديق ) مجموع الفتاوى 27 / 229 . فكيف بمن تقرب لله بالتغني بآياته ؟
فهذه عدة اطلاقات للفظ زنديق أطلقها العلماء الأوائل غير ماذكر الأخ . انتهى
وكتب الشيخ الداعية عبدالرحمن بن محمد
الهرفي جزاه الله خيرا ردا أيضا على المدعو اللاحم فقال :
الأخ عبدالرحمن اللاحم :
لقد أسأت للشيخ حمود حفظه الله في مقالك بالهمز واللمز و أسأت العبارة حتى إنني
عجبت من الأخوة القائمين على المنتدى كيف سمحوا بها ، خاصة ذلك العنوان الأسود
ولكني سأقف معك فيما كتبت فأقول وبالله التوفيق :إن عامة العلماء وكثيرا من
طلبة العلم يعرفون من هو الشيخ حمودالعقلاء ـ حفظه الله ـ فهو شيخ لكثير من
كبار علماء المملكة العربية السعودية ـ حفظهم الله تعالى ـ . فهو معروف بعلمه
وفضله ـ أسكنه الله الجنة … آمين ـ .
قلتَ:
قوبلت فتوى الشيخ حمود العقلاء المتضمنة تكفير الفنان عبدالله الرويشد باستغراب
من العلماء والمفكرين ورجال الإعلام، وأصبحت الفتوى مادة إعلامية دسمة للصحف
السيارة وشبكات التلفزة
في الفترة الماضية .
وأقول :
أما إنها قوبلت بهذا الاستغراب من المفكرين ورجال الإعلام فهذا أمر طبعي فمتى
عرف هؤلاء بحرصهم على الدين ؟؟ والنفاح عنه ؟؟ أو معرفتهم بأصوله وقواعده
؟؟وأنا أضرب لرجال الفكر بفهمي هويدي مثلا الذي يطالب أن يتفاهم مع من يسب الله
ودينه ونبيه ولا يعجل بالحكم عليه وارهابه !! ـ زعم ـ أما العلماء فمن تيقن
منهم أن الصوت الذي نشر في الشبكة العالمية هو للرويشد فهو بلا شك سيقول بكفره
، حيث لا عبرة بالمقصد هنا ، ولا عبرة بقصد الكفر أيضا ، وهذا معلوم لطلبة
العلم ، وقد قابلت العديد من القضاة وأساتذة الجامعات والمثقفين ؛ وكان قولهم
هو نفس قول الشيخ ـ حفظه الله ـ وإن كان هناك عددا ممن توقف في المسألة لسبب
واحد وهو عدم ثبوت أن المغني هو الرويشد فقط ـ عند هذا المتوقف ـ . أما كونها
مادة إعلامية دسمة ـ كما قلت ـ فلأن الأمة الإسلامية قلّ فيها من يقوم بأمر
الله تعالى ـ ولم تعدم ، ولن تعدم بإذن الله تعالى ـ و قد كثرت الفتاوى المميعة
للدين والمتسامحة مع من يحارب الله ورسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ ـ .
قلتَ :
إلا أنني أعتقد أنه لا مجال للاستغراب من تلك الفتوى لأنها جاءت ضمن نسق فكري
مطرد فهي لا تعدو أن تكون سوى وثبة هوائية من عدة وثبات عودنا الشيخ الجليل أن
يتحفنا بها بين الفينة والأخرى وعليه فإن المتتبع لفتاوى الشيخ السابقة يلمس
بجلاء الخطاب الإقصائي واللغة الأحادية .
وأقول :
الشيخ الجليل ؟ !!!!! لو كان جليلا عندك لما وصفت فتاواه بالسوداء ، والتأدب مع
العلماء واجب وهو لا يلغي النقد المؤدب الرصين، الخطاب الإقصائي واللغة
الأحادية عبارات يستعملها بعض الناس للتهويل والتخويف فيقول لك : أنت صاحب لغة
أحادية أنت صاحب خطاب إقصائي أنت إرهابي وكل هذا ليدخلك في دوامة الدفاع
المستميت عن نفسك ، ويدخلك من حيث تدري أو لا تدري في قفص الاتهام ، فيجعل منك
مجرما ، وهيهات أن تنجو منه .
قلتَ :
فتلك الفتوى كانت نتاجاً طبيعياً للدّعاوى التي مازال البعض يطلقها حول تحصين
بعض الاطروحات من النقد وتجريم من يتجرأ عليها بالمناقشة أو يهم بالحوار مع
أربابها، فهم أضفوا قداسة عليها وعلى أصحابها مما استتبع معه ضمور أدبيات
الحوار في بنيتنا الفكرية بوجه عام .
وأقول :
قلت لك فيما سبق إن طرح الفكرة والحوار حولها لا يبغضه أي منصف ، ولكن هو أسلوب
الطرح
ووقت النقد، فكثيرون ممن نقد الشيخ خاصة في منتديات الشبكة العالمية كان نقدهم
هل تثبت الشيخ ؟؟وهل أدلته كافية ؟؟ فكنت أقول للكثيرين : إن الطرق التي تثبت
بها الشيخ كانت كافيه له للحكم ، وأدلته كانت كافيه له ـ حفظه الله ـ وكثير
منهم خلط بين الفتوى والقضاء خلطا عجيبا ولا قداسة لأحد عندنا معاشر أهل السنة
، ولكن احترام العلماء واجب ، وتقديمهم دين ،والحوار في ديننا له ضوابط وحدود
وآداب . ففي ديننا لا يمكن أن تحاور كل شيء وأي شيء مادمت مسلماً ، بخلاف
الكافر الذي تدعوه للإسلام فقد تحاوره في وجود الله مثلا ولكن من حاور في هذا
من المسلمين كفر ـ وأخالك تعرف هذا جيدا ـ والسؤال للمتعلم يختلف عن الحوار
والمناظرة .
قلتَ :
ولا يخفى أن في ذلك إيماءة إلى دول قدمت نموذجاً لسيادة الشريعة بأسلوب حضاري،
ولكنها لم توافق القالب المترسخ لدى الشيخ في مفهوم الدولة فنـزع عنها مجرد
الانتماء للشريعة متجاهلاً الأضرار التي قد ينتجها ذلك الخطاب على أمن تلك
الدول مما ينعكس سلباً على نسيجها الاجتماعي
وأقول :
العالم الذي يفتي يلاحظ الأضرار بمعناها الأعم الأسمى ، ويراعي قواعد الشرع
المطهر ، فلا معني لحفظ النفس وقد ذهب الدين ، وعلى هذا فقس . فمثلا : مهما
كانت الأضرار التي سوف تحدث في أمن تلك الدول لا تعادل تحكيم الشرع المطهر ،
والأمر كما قال الله تعالى : "والفتنة أكبر من القتل " قال مجاهد : والفتنة هنا
الكفر . فأيها أعظم في ميزان الشرع ؟؟؟
قلتَ :
وأعتقد أن الإشكالية العظمى في منهج الفتاوى الفردية أنه يورم الأفراد على حساب
المؤسسات والتي
هي قوام المجتمع المدني الحديث حيث إن مثل تلك القضايا ذات البعد الجنائي البحت
ينعقد الاختصاص في الفصل فيها للمؤسسات القضائية في الدولة حتى يتمكن الطرف
المجني عليه في تلك الفتوى من إبداء دفاعه أو يثبت انتفاء التهمة من الأساس
ويحفظ حقه المدني بملاحقة المتسبب فيها
بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به من جرّاء تلك الفتوى الجائرة .
وأقول:
بلا شك أن الفتاوى الصادرة عن المؤسسات هي أقوى ـ في العموم ـ من الفتاوى
الصادرة من أشخاص ، خاصة في هذه الأزمنة التي قل فيها العلماء الموسوعيون ـ كما
يقال ـ . ولكنك وقعت فيما وقع فيه غيرك من الخلط حيث إن الشيخ عالم مفتى وليس
قاضيا فلا يلزمه ما يلزم القضاة أو دور القضاء ، فهذه الدور لها تنظيماتها
الإدارية التي تعمل بمقتضاها . ثم انه سبق وأن صدرت فتاوى بكفر أشخاص من دار
الفتوى والقضاء أيام حياة سماحة مفتى الديار الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ومن بعده الإمام عبدالعزيز ابن باز ـ رحمهما الله وغفر لهما ـ . فمثلا راجع
فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم كتاب المرتد لتعلم أنه كفر أشخاص قالوا
عبرات هي أقل مما قال الرويشد،وراجع رد الشيخ عبدالعزيز ابن باز على مجلة عكاظ
وكيف وصف كاتب المقال والقائمين على الجريدة،أم أنهما أيضا أصحاب فتاوى جائرة
وسوداء ؟؟؟ وصدقتي قد لا أعجب منك إن قلت : نعم ، أما وصفك بأنها فتوى جائرة
فهو جور منك وظلم بين ولكن على من ؟؟ على نفسك التي بين جنبيك فأنت طوال
المقالة تهمز وتلمز الشيخ ولم تقل كلمة ردع ولا زجر للرويشد !!!يا أخي هب أن
الشيخ أخطأ ، هل خطؤه يقارن بخطأ الرويشد ؟؟؟ أي ظلم ظلمت به نفسك ؟؟إن فعلك
هذا يجرئ الرويشد وغيره على التمادي في أفعالهم ، على الأقل يقال : إن فعله خطأ
وسيئ يستحق معه التأديب والزجر ، لكنه لم يكفر مثلا، ولكن دافعت عن الرويشد
فهنيئا له دفاعك .
قلتَ :
إلا أن الفتوى الفردية تضع ذلك المسكين بين خيارين إما أن يعلن أمام الملأ عن
توبته عن جرم هو يعتقد أنه لم يقترفه أو يحزم حقائبه ويهاجر إلى دولة لا تصلها
بنادق المحتسبين ..
وأقول :
ألا تجد معي أن الخيارين لهما فوائد ، هب أنه تاب على الملأ ألا يجعل هذا غيره
يتأدب ؟؟ ويفكر عدة مرات قبل الخوض في آيات الله ؟؟ ولو أنه حزم حقائبه فإن
الله تعالى له بالمرصاد ، ولا يخفاك أين كان رشاد خليفة ، ولكن الله كان له
بالمرصاد .ولا يخلوا بلد مسلم من رجل يحب الأجر ويرجو الجنة ـ كثر المحتسبين
على أهل الفجور.
قلتَ :
بل إن صاحب الفتوى قصر الخيارات على خيار أوحد فأغلق باب التوبة وأبى إلا أن
يؤتم أبناءه ويرمل امرأته " التي بانت منه بمجرد الفتوى " فقضى عليه بالقتل بلا
استتابة !!! .
وأقول :
مسألة استتابة المرتد مسألة خلافية بين العلماء فأوجز لك فيها القول: الإجماع
على أن ساب النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ لا يستتاب ، لأنه
حق بشر .وقع الخلاف في غيره فذهب الجمهور إلى أن غير ساب النبي يستتاب ، فأن
تاب وإلا قتل وفصّل غيرهم فقالوا : إن كان فعله يوصله لحد الزندقة فلا يستتاب ،
وإلا يستتاب وهناك من ذهب لعدم استتابة المرتد مطلقا لحديث آبي موسى الأشعري ـ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.والذي يظهر لي أنك لم تفهم معنى لا يستتاب حيث قلت :
فأغلق باب التوبة . وهذا شيء مضحك !!لأن الاستتابة معناها : أن يقال له تب من
فعلك وإلا قتلناك أما باب التوبة بينه وبين الله فمفتوح لا يغلق إلا بالغرغرة
أو خروج الشمس من المغرب أما المشهد العاطفي الذي ذكرته فلا قيمت له في الشرع ،
حيث إنه لو اعتبر لما أقيم حد على أحد من الناس فللقاتل أبناءٌ وزوجةٌ مسكينةٌ
وكذا المحارب ، بل حتى الحربي الذي يقاتل المسلمين .والأصل عندنا معاشر
المسلمين هو قول الله تعالى :" ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم
تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" أما كون زوجته
بانت منه فقد بانت بفعله هو لا بفعل الشيخ .
قلتَ ـ أصلحك الله ـ :
وإذا قرأنا فتوى الشيخ حمود من خلال قواعد القانون الدولي ، فإننا نجد فيها
قفزاً على مسلمات وأعراف دولية، فنجد أن من أهم قواعد القانون الدولي الاعتراف
لكل دولة مستقلة بالسيادة بكل أبعاد ذلك المصطلح سواءً كانت سيادة تشريعية أو
قضائية أو سياسية فالفنان عبدالله الرويشد يقطن في دولة لها مؤسساتها وعلماؤها
ومرجعيتها .
وأقول :
وهذه هي الطامة الكبرى!! فإن القانون الذي تذكره سماه سماحة الشيخ عبدالعزيز
ابن باز طاغوتا لما ذكروا أن الإمارات تنوى محاكمة إيران له ، فارجع لذلك إن
شئت ، وكل قانون لا يصدر عن شرع الله فهو طاغوت ، وقد سمى سماحة الشيخ محمد بن
إبراهيم القوانين الأمريكية والفرنسية وغيرها بالقوانين الكفرية، ولكن قد يكون
الشيخان أصحاب فتاوى سوداء جائرة مثل تلميذهما –عند الكاتب - ثم إن سماحة الشيخ
حمود طلب من دولة هذا الرجل أن تنفذ فيه حكم الله ، ولم يتعد السيادة القضائية
كما تزعم ، فقد قال ـ أسكنه الله الفردوس العلى من الجنة ـ : (( ويجب على ولي
أمر البلد التي ينتمي إليها هذا المرتد وامثاله أن ينفذ فيه حكم الله تعالى وهو
القتل )) وكم من عالم أفتى بفتاوى تعلق بدول أخرى ، ولم يجد من يعارضه ولا
يتعداه ، فمثلا أفتى كثيرين بمنع هدم أصنام بوذا وهي واقعة تحت حكم دول طالبان
فلماذا لم يشنع عليهم ؟؟ ولماذا لا يقال أنه تدخل في سياسة دولة لها دور القضاء
والفتوى ؟؟ ولكنه الكيل بمكيالين ..
قلتَ :
وإنّ تجاوز كل تلك الأمور كفيل بأن يسمم علاقة بين قطرين اتسمت بالحميمة طوال
عقود مضت
وأقول :
الذي أجزم به أن بين المملكة العربية السعودية وهي بلد الشيخ المفتي حمود ودولة
الكويت وهي بلد الرويشد علاقة أقوى من أن تسمم بسبب مثل هذه الفتوى ،فلا عليك
اطمأن .
قلتَ :
إن صدور مثل تلك الفتوى إنما ينم عن وجود تيار عريض ما زال عاجزاً عن الانخراط
في المجتمع
المدني ومؤسساته،وأضحى حبيساً لجزر فكرية داخل الدول ذاتها .
وأقول :
وجود تيار لا يريد الانخراط في المجتمع المدني ليس خطأ محضا فقد يحبذ بعض الناس
اعتزال المجتمع بكل مؤسساته ، وقد ورد مثل هذا في السنة المطهرة ، وقد يجب
اعتزال الناس في بعض الأزمنة والأحوال .
قلتَ :
وهنا يأتي دور رجال الشريعة وعلماء النفس والاجتماع في التصدي لمثل تلك
الإشكالية التي قد تعرقل مسيرة التنمية والتطور الحضاري للدول وتبعث من جديد
جماعات كنا نظن أنها أصبحت في ذاكرة التاريخ .
وأقول :
بلا شك على رجال الشريعة واجب عظيم في التصدي لمثل هذه الردة الجماعية الني
تنكب بها الأمة بين الفينة والأخرى ،وعلماء النفس والاجتماع ممن ترى على الشرع
ـ لا على نظريات دارون ـ عليهم واجب كبير في معالجة أصحاب الأمراض النفسية ممن
يبحث عن الشهرة وراء الرد على الناس بقصد إسقاطهم ، وغيرهم من أصحاب الأمراض
الأخرى التي تبعد أصحابها من دين لله جل وعلا .
في ختام المقالة آمل من الكاتب أن يتحلى بقليل من الإنصاف ، وليته لم يلمز
واكتفى بالرد العلمي وكذا لو تناول فعل الرويشد بشيء من البيان لخطره على
الرويشد وعلى الأمة الإسلامية . انتهى
وكتب الأخ الفاضل أبو علي الأزدى ردا
قال فيه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه بعض الاستدراكات والمآخذ المعتبرة على ما كتبه عبد الرحمن المسلم من نقد
لفتوى الشيخ العلامة حمود العقلاء حفظه الله في تكفير المغني الرويشد :
يقول عبد الرحمن المسلم كاتب المقال :
" وأنا هنا أتساءل هل هذا سؤال أما جواب كامل !!!! "
الجواب : من حق صاحب السؤال أن يطرح سؤاله بالصيغة التي يراها الأنسب لما
يتضمنه السؤال , والاعتراض على ذلك تسلط لا يليق !!
قال :
" وهل يجرؤ من ألقي إليه السؤال بهذه الصيغة أن يرد على صاحبه بما لايوافقه" .
الجواب : يرد بمالا يوافقه إن كان يراه على خطأ , أما وهو يراه ينطق بالحق فكيف
يرد عليه ما يراه
هو نفسه وصفا صحيحا ؟؟ ورحم الله الإمام مالك عندما قال لما سئل عن الغناء :((
إنما يفعله عندنا الفُسَّاق )) وسماه الإمام الشافعي دياثة ً فقال (( هو دياثة
، فمن فعل ذلك كان ديُّوثاً)) فكيف إذا انظم مع الفسق الاستخفاف بشيء ٍ كلام
الله ؟؟
قال :
لست أدري كيف خلط الشيخ هنا بين اليهود والنصارى و المنافقين والعلمانيين
والزنادقة ، وبين المغنين " .
الجواب : أولا : الشيخ لم يخلط بل ذكر أن الاستهزاء بالدين لا يصدر إلا عمن
ذكرهم , وهو أمر مشاهد معروف ٌحتى قبل أن يذكره الشيخ . ثانيا : لا أدري كيف
غفل الكاتب أو تغافل عن قول الشيخ " من يهود.. الخ " وكل من له إلمام باللغة
يعرف أن ( من ) هنا في كلام الشيخ هي التبعيضية.. أي بمعنى أن بعض المغنيين
والصحفيين يستهزئ بالله وآياته ورسوله.
قال :
" فهل كل مغنٍ هو مستهزئ بالله وآياته ورسوله !!!!!!!! " .
الجواب : أولا : كيف تلزم الشيخ بأن كل مغنٍ هو مستهزئ بالله وآياته ورسوله ؟؟
وقد قدمت لك أن ( من ) في كلام الشيخ هي التبعيضية !! ثانيا : وبناء عليه ,
فهذا الإلزام ٌباطل ٌ, وهو إلزام للشيخ بمالا يلزمه أبدا , وكل ما قاله الشيخ
أن الاستهزاء لا يصدر عادة إلا ممن ذكرهم , ولا يعني هذا أبدا عند العقلاء
العارفين بلغة العرب أنه يلزم منه أن جميع المغنين مستهزئين !!
قال :
" والأغرب من ذلك هو ضم الصحفيين لتلك الطوائف " . ويجاب عن هذا الكلام بما ذكر
أعلاه , كمالا ينكر منصف ٌ وجود الاستهزاء عند بعض الصحفيين صريحا كان أو غير
صريح .
قال :
فكيف أصبح الاستهزاء بالله وآياته ورسوله خلق تخلق به الصحفيون " .
الجواب : قد أوضحت لك أن ( من ) في كلام الشيخ هي التبعيضية وهذا الخطأ هو
تكرار ٌ لما تقدم , وهو مبني على الفهم الخاطئ والمتسرع لكلام الشيخ .
قال :
وليته يخبرنا ماذا تعني الألف واللام في قول(الصحفيين ) !!!!!
الجواب : أولا : أقول لعبد الرحمن المسلم : اتق الله !! وانقل كلام الشيخ كما
ورد في الفتوى بدون تحريف أو إضافة !! والشيخ إنما قال : ( وصحافيين ) ولم يقل
( الصحفيين ) فمن أين جئت بالألف واللام التي حشرتها من عندك ؟؟ ثم رحت تسأل
الشيخ عن معناها ؟؟ ولو كان ما جاء في فتوى الشيخ ورد بهذه الصيغة : ( فإن
الاستهزاء بالله وآياته ورسوله خلق تخلق به أعداء الإسلام اليهود والنصارى
والمنافقين والعلمانيين والمغنين والصحافيين .. ) لكان لكلام المعترض وجه ٌمن
الصحة , وبما أن الأمر عكس ذلك , فإن ما ذكره المسلم هو تقويل ٌ للشيخ بمالم
يقله , وإلزام باطل ٌبما لا يلزمه , فليتق الله !!
قال :
من هم هؤلاء الذين عملوا على نشره ؟؟ ومن هم هؤلاء السفهاء ، الذين تبيّن كفرهم
من (فعلهم )
الجواب : ألحظ على هذه الأسئلة ( التسذَّج ) المتعمد !! وإلا فكلام الشيخ واضح
بحمد الله وهو أن أعداء الإسلام الذين يتربصون به الدوائر لم ينفكوا عن التشجيع
على نشر الإلحاد والكفر والاستهزاء بشعائر الدين , فضلا عن التمكين لأهل الفسق
ودعاة الرذيلة من مغنين وغيرهم , وأن من هذه
صفتهم فإن لهم التمكين والصدارة في كثير من البلدان .
ثم قال :
والذي دفعهم لذلك حب الاشتهار وتكثير المال دفع من ؟؟ ثم إن مسألة حب الاشتهار
مسألة قلبية
الجواب : أما كون حب الاشتهار مسألة قلبية فهذا صحيح لكنها كلمة حق ٍ أريد بها
باطل !! وإلا فإن لم يكن هؤلاء المستهزؤون من المغنين بدين الله يعملون ما
عملوه بدافع حب الاشتهار وتكثير المال , فبأي دافع ٍ إذا تجرؤا على ذلك ؟؟
ثم قال :
( حتى انزل الله فيهم كتابا يتلى إلى يوم القيامة إذ يقول سبحانه ( ولئن سألتهم
ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا
قد كفرتم بعد إيمانكم ).. أنزل في من ؟؟؟
الجواب : واضح لطالب الحق أنها نزلت في كل مستهزئ ساخر ٍبشيء من دين الله , فلم
َ السؤال , وكلام الشيخ في الفتوى واضح مفصل ٌ في ذلك ؟!
ثم قال :
: ثم إن من أنزلت فيهم الآيات ، ما كانوا يريدون الاشتهار وتكثير المال " .
الجواب : لو قرأت كلام الشيخ كما ينبغي لما قلت ذلك !! وبيان الأمر لك أن الشيخ
بعدما تكلم عن السفهاء من المغنيين الذين تبين كفرهم من فعلهم باستهزائهم بشيء
من دين الله , ثم ذكر أن ما يدفعهم لذلك هو حب الاشتهار وتكثير المال ( كما هو
مشاهد في الواقع ) قال الشيخ عقب ذلك : " حتى انزل الله فيهم كتابا يتلى إلى
يوم القيامة " فقوله " فيهم " الضمير يعود على من ؟؟ لا يتردد منصف ٌ في أنه
يعود على كل مستهزئ بدين الله إلى يوم القيامة مغنيا كان أو غير مغني , والآية
العظيمة التي ذكرها الشيخ وإن كان المخاطبون فيها هم أولئك النفر , إلا أن
حكمها دائم إلى يوم القيامة فكل من استهزئ بشيء من دين الله فهو كافر سواء كان
الدافع له هو البغض لدين الله أو اللهو واللعب , أو الاشتهار , أو طلب حضوض
الدنيا أو غير ذلك .
إلى أن قال :
( ولا يشك عاقل أن ما يقوم به هؤلاء من تلحين وغناءٍ لآيات كتاب الله سبحانه
وتعالى من الكفر الصراح ) من هم هؤلاء ؟ هل يقصد العلمانيين واليهود والنصارى
والصحفيين والمغنين الذي سبقت الإشارة إليهم في أول الكلام ؟؟!! .
الجواب : قد عاد عبد الرحمن المسلم إلى تكلف التسذّج للإيحاء بعدم وضوح كلام
الشيخ , وإلا فإن أي عاقل يقرأ قول الشيخ " من تلحين وغناءٍ لآيات كتاب الله "
يدرك وبجلاء من يقصد الشيخ بقوله الفائت !!
ثم قال :
وإنما محل النزاع هو ما حكم غناء أبيات ضمت بعض آيات من القرآن الكريم ؟؟؟؟ " .
والجواب : هذا الكلام ليس بصحيح وليس بمحل نزاع ٍ بين العلماء بل هو محل إجماع
!!ومعلوم ٌ أن المغني قد افتتح الأغنية والآلات الموسيقية تصدح بجواره بموّال
يبدأ بآيتين تامتين , وهما الآيتان الثانية والخامسة من سورة الفاتحة والتي عدد
آياتها سبع ٌ كما هو معلوم, وقد أجمع أهل الإسلام علىوجوب احترام كلام الله
وتعظيمه وصيانته عن كل عيب ونقص ومن أسقط حرمتـه ومهابته فهو كفرصريح والعياذ
بالله , ولا يشك من رزقه سلامة البصيرة أن من أعظم أنواع الاستخفاف بالقرآن
والاستهانة بحرمته افتتاح الغناء بالات اللهو ببعض آيات من القرآن ، قال تعالى
( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) ) فكل من اتخذ
شيئاً من آيات القرآن للهزل والغناء والرقص والطرب فقد اتخذها هزواً ولعباً .
ثم قال :
فهو لم يغن القرآن بل غنى أبياتاً ضمّنت بعض آيات القرآن وهي آية واحدة ، إياك
نعبد وإياك نستعين " .
الجواب: سبق الرد على أول الكلام بما يغني عن إعادته , أما قولك بأنها آية
واحدة فهذا الكلام ليس بصحيح , وهذا أمر عجيب للغاية أن يخطئ مسلم في عد آيات
الفاتحة !!!
ثم قال :
بمعنى اعتبار القصد هنا .... الخ " .
الجواب :القصد المعتبر شرعا في التكفير هو قصد الفعل المكفر لا قصد الكفر به ,
وهو ما عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله ( وبالجملة فمن قال أو
فعل ما هو كُفْر كَفَرَ بذلك، وإن لم يقصد أن يكون كافراً، إذ لا يقصد الكفر
أحدٌ إلا ما شاء الله) .
ثم قال :
وهو جاهل بحكم غناء الأبيات التي ضمّنت آياتٍ من القرآن ، فهل مثل هذا حقه أن
يكفر ويخرج من الملة ويوضع في صف اليهود والنصارى ، أم كان حقه أن يعلّم وينصح
؟؟؟؟؟؟" .
الجواب : أكتفي في الرد على هذا الكلام بما قاله الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله ـ كما في الدرر السنية ـ عمن نطق بكلمة الكفر ولا يعرف أنها تكفّره :
( وأما كونه لا يعرف أنها تكفره، فيكفي فيه قوله «لا تعتذروا قد كفرتم بعد
إيمانكم» التوبة 66، فهُم يعتذرون من النبي صلى الله عليه وسلم ظانين أنها لا
تكفرهم . والعجب ممن يحملها على هذا وهو يسمع قوله «وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا» الكهف 104، «إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم
مهتدون» الأعراف 30، «وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون » الزخرف
37، أيظن هؤلاء ليسوا كفاراً؟، ولا تستنكر الجهل الواضح لهذه المسائل لأجل
غربتها) .
ثم قال :
لا يصح وصف المغنى الفاسق بالزنديق " .
الجواب :قد ذكر الشيخ في الفتوى أنه اصبح بفعله هذا أي بغناءه ببعض آيات
الفاتحة زنديقا ,والزنديق هو من يظهر الإسلام ويبطن الكفر , وهذا ما عمله
الرويشد فقد أنكر في البداية أنه تغنى بالفاتحة , وادعى أنه مسلم , ثم عاد بعد
مدة فأقر بذلك وزعم أنه لم يكن يقصد ذلك .. ثم بعد ذلك زعم أنه تاب .. الخ !!
فهذا هو الزنديق وهو الذي ظهر لنا مما يخفي مما ينقض دعواه بأنه مسلم ، ارجع
إلى ص 10
ثم قال :
ثم إن القول بأن الزنديق لا تقبل توبته عند العلماء ، كلمة لا خطام لها ولا
زمام فالعبارة فيها تعميم مخل بالمعنى فالتوبة تقبل مالم يغرغر أو تخرج الشمس
من مغربها فإن أراد لا تقبل عند الناس ،، فهذا
تدليس لا يليق "
الجواب :بل كلامك والله هو الذي لا خطام ولازما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : ( والفقهاء متنازعون في قبول توبة الزنديق فأكثرهم لا يقبلها وهو
مذهب مالك وأهل المدينة ومذهب أحمد في أشهر الروايتين عنه وهو أحد القولين في
مذهب أبى حنيفة ووجه في مذهب الشافعي والقول الآخر تقبل توبته وقد اتفقوا على
أنه إذا قتل مثل هذا لا يقال قتل ظلما) أهـ فليس المقصود من التوبة ما توهمته
أنها التوبة التي بين العبد وربه , بل المقصود هو : هل تقبل منه التوبة إذا
ادعاها ؟؟
والشيخ حفظه الله اعتمد ما عليه الأكثر ـ كما أشار إليه شيخ الإسلام ـ فكيف
يقال له مثل هذا الكلام السيئ ؟؟ ولو أنصفنا , فكلامك هو الأحق بهذا بوصف أنه
لازمام له ولا خطام , وأنه تدليس لا يليق !! فضلا عما في عبارة " فهذا تدليس لا
يليق " من تعريض وسوء أدب لا يليق أن يقال لعالم جليل تكلم بعلم وحجة !!
ثم قال :
أليس في التضمين شبة ؟؟ أليس في الجهل شبهة ؟؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
: ادرأوا الحدود بالشبهات "
الجواب :الحكم بردة من ثبت استخفافه بكلام الله هو حكم شرعي واجب التطبيق وليس
حدا , وإنما الحد هو قتله , وطالما أنه قد ثبت فعله لما أجمع أهل العلم أنه كفر
وردة فوجب على من بيده السلطة أن ينفذ فيه حكم الشرع , ولو سلمنا جدلا بصحة
كلامك : فلماذا لم يدرأ النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بالكفر عن الذين قالوا
للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : ( ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً
ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ) مع أن ظاهر الآية التي نزلت في بيان
كفرهم يدل أنهم كانوا من قبل مؤمنين فكفروا بالاستهزاء الذي يعلمون حرمته ولكن
لم يظنوه كفراً .(( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) هذا مع انهم خرجوا
غـُزاة وقد تركوا أولادهم و أزواجهم وأهلهم وأوطانهم وفي وقت شديد الحر وشديد
العطش , ومع هذا لم يشفع ذلك لهم وحُكِم عليهم بالكفر الأكبر , وقد كانوا أولى
بالعذر من غيرهم لكن مع ذلك كفَّرهم الله من فوق سبع سموات , ولم يشفع لهم
اعتذارهم بالجهل أن ما فعلوه من الكفر , وعدم قصدهم للكفر , وأنهم إنما كانوا
يخوضون , ويلعبون فحسب !!
وفي الختام : أنصح عبد الرحمن المسلم أن يتقي الله ولا يتسرع بالانتقاد إلا
بعلم , وإدراك وفهم لكلام من ينتقده , كما أسأل الله عز وجل أن يبارك لنا في
عمر العلامة الشيخ حمود العقلاء وعلمه , والله تعالى أعلم , وصلى الله على
نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم ... أبو علي الأزدي .. انتهى
وهذا بيان من طلاب الشيخ حمود حفظه الله
حول تكذيب الرويشد والإعلام للأغنية والتي ظهرت وسمعها الناس
..
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من طلاب الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حول تكذيب الرويشد وافتراء الصحف
وغيرها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد حاول ضعاف النفوس وجمع من المنهزمين والمتخاذلين وبعض من الصحف المغرضة
الشانئة تشويه سمعة الشيخ المجاهد شيخنا العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه
الله ، كما حاول بعض الجهلة من خلال شبكة الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام في
الداخل والخارج توظيف ما جرى حول تكذيب الفتوى في محاولة للنيل من الشيخ حفظه
الله ، بترديد لأباطيل وأقاويل تلوكها ألسنتهم وتخطها أقلامهم والله سبحانه
يقول ( ولتعرفنهم في لحن القول ) من وصف قيام شيخنا بما أوجب الله عليه وعلى
غيره من العلماء من الصدع بالحق ومبادرته في التصدي لأهل الباطل وأخذه زمام
الإقدام في ذلك ، يقول سبحانه وتعالى ( وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب
لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما
يشترون ) .، ووصفهم لجهاد الشيخ الذي لا يروق لهم .. أن ذلك من الاستعجال وعدم
التثبت ، والله سبحانه يقول ( ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم
خيرا وقالوا هذا أفك مبين ) ويقول سبحانه ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا
أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) الآية .
وما قام به الشيخ حفظه الله تعالى هي منحة منحاها الله سبحانه إياه من التوفيق
إلى أن يقوم بجهاد الكلمة وبشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي سنة
الله سبحانه في المجاهدين الصادقين ، وهذا الطريق لابد فيه من الأذية ، قال
تعالى ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن
الذين أشركوا أذى كثيرا )
وإن من سنن الله سبحانه وتعالى التمييز بين أهل الحق والباطل يقول عز وجل (
ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في أول الجواب الصحيح : ومن أعظم
أسباب ظهور الإيمان والدين وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من
أهل الإفك المبين ، قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن
يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون )
إلى أن قال : وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يُحق
به الحق ويُبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه
الواضحة وفساد ما عارضة من الحجج الداحضة .. اهـ .
وإن من حكم الله العظيمة أنه سبحانه إذا أراد لأحد من المخلصين رِفْعة يسر له
أسباب العزة والرفعة من حيث لا يشعر ولا يحتسب ، ولله في خلقه شؤون ، يقول
سبحانه وتعالى ( إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير
لكم .. ) .
أما بعد ..
فإن الأدلة التي حكم الشيخ من خلالها بردة المغني الرويشد ثابتة صريحة ، وهي ما
يلي :
1 – من خلال الشهود الذين رأوه وهو يتغنى بالقرآن في القناة الكويتية الرابعة
وذلك في يوم الثلاثاء 28 / 11 / 1421 هـ قبيل منتصف الليل بربع ساعة .
2 – من خلال التسجيل الصوتي والذي شهد به الثقات ممن يعرف صوته أنه هو .
3 – ما نشر في جريدة الوطن الكويتية في 1 / 12 / 1421 هـ بقلم الكاتب الصحفي
مبارك شافي الهاجري جزاه الله خيرا حيث شاهد واستمع للمغني وهو يقوم بذلك ، ثم
كتب مقالا بعنوان ( هذا غناء القرآن إن كنتم تعقلون ) مطالبا بإيقاف هذا العبث
.
4 – ما نشر في صحيفة الأنباء الكويتية بتاريخ 28 / فبراير / 2001 م ، وقد حذر
الكاتب فيه من مغبة تغني الرويشد لآيات سورة الفاتحة .
5 – ما نشر في جريدة النخبة عدد 133 في 22 / 12 / 1421 هـ حيث طالبت الصحيفة
وفق الله أهلها للخير ، واستنكرت تغني الرويشد بالقرآن .
6 - سماعنا للأغنية من خلال شريط الكاسيت بصوته وهو يغني على العود صدرا من
سورة الفاتحة .
أخيرا ..
نبشر الشيخ حمود حفظه الله تعالى بأن الله رفع منـزلته بتصديه لأهل الباطل
وقمعه إياهم ، فحُق له ما قيل فيه من أنه سلطان العلماء وتاج المجاهدين وأسد
الفتاوى ، قال تعالى ( .. وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء
قدير ) وقال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) وقال تعالى ( وإن جندنا
لهم الغالبون ) وقال تعالى ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) .
نسأل الله سبحانه إن يعزه ومن ناصره وأن يخذل الحاقدين والمنهزمين وأعداء هذا
الدين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه طلاب الشيخ في الداخل
والخارج
7 / 1 / 1422 هـ
انتهى ما كتبه طلاب الشيخ ..
ولئن وقف بعضهم مع زعامات العلمنة في خندق
واحد للدفاع عن الطواغيت وامثالهم فإن ذلك في احسن أحواله سذاجة وجهل واضح ، إن
الرجوع للحق وعدم التمادي والتكابر ليعد مفخرة لمن تنكب هذا الطريق ، وليس من
الغريب على من تعلم الشريعة أن يكون ديدنه عدم التمادي في الباطل ، ولكن الغريب
أن يقف في صف من عرف عنه الصد عن دين الله واتباع الأهواء والشهوات ، وإننا
بهذا التوضيح لنرجوا من الله العلي القدير أن يوفق الشيخ حمود وغيرَه من
العلماء لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعلهم ممن يقولون كلمة الحق لا يخافون في الله
لومة لائم ، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، وأن يهدينا إلى ما
اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير ، ونسأل الله تعالى أن يهدي ضال
المسلمين وأن يرده إليه رداً جميلاً ، وأن يهدي ويصلح من وقف ضد الشيخ ، وأن
ينصر دينه ويعلي كلمته إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ..
21 / 1 / 1422 هـ