إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا
إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا أبا
عبد الله لمحزونون
في يوم مشهود ..
ودعت الأمة عالمها الأجل.. وداعيتها الأمثل.. وأحد أئمة الهدى ومصابيح الدجى
..
أحد الذين تكلموا يوم أن سكت الكثير .. أحد الذين تكلموا ولم يخشى في الله
لومة لائم ..
أحد الذين أوقفوا أنفسهم لخدمة هذا الدين والقيام بأمر هذا الدين والدعوة
لهذا الدين ؛ فأرخصوا في ذلك كل غالٍ ونفيس ..
أحد الذين بذلوا أنفسهم وجاههم وسلطانهم للجهاد وأهله وحاملي لوائه ..
فلله دره من إمام تعجز الكلمات عن الوفاء بحقه !
ولله دره من مجاهد سُطرت حياته بمداد من ذهب !!
إنه الشيخ الإمام والعالم المجاهد حمود بن عبد الله بن عقلا الشعيبي ـ رحمه
الله ـ
وهذه المشاهدات أكتبها هنا ليسجلها
التأريخ .. وليسير بها الركبان .. وليعلم الجميع أن لهذا الدين رجاله .. وأن
يوم الجنائز يوم موعود بين أهل الحق وأهل الباطل ...
وليعلم المسلمون أجمع أنه لن يصلح أمر
هذه الأمة إلا بما صلح أولها ..
وهذه الأمة بفضل الله أمة معطاء .. الخير فيها كثير لا ينقطع .. والجهاد فيها
باق إلى قيام يوم القيامة ومن لوازم بقاء الجهاد بقاء أهله و(الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة) .. وكلما مات سيدٌ جاء سيدُ .. فهي أمة ولود
وأرحام النساء فيها لم ولن تعقم.
فإلى هذه المشاهد أنقلكم .. وعن هذا
اليوم أحدثكم . .
ـ
أفواج السيارات تدفقت إلى حي الخليج من كل مكان.
ـ
منذ وقت مبكر لوحظ تواجد المصلين في المسجد.
ـ
الكثير من العلماء وطلبة العلم ومحبي الشيخ قدموا من كل مكان إلى مدينة بريدة
لأداء الصلاة على الشيخ.
ـ
السيارات ملأت مداخل الحي وشوارعه.
ـ
مشهد مهيب للجموع وهي تسارع الخطى للوصول إلى جامع حي الخليج في مدينة بريدة.
ـ
صاحب أحد المنازل الكبيرة ـ للمنزل باب من الأمام وباب من الخلف ـ فتح أبواب
منزله ليعبر الناس إلى المسجد.
ـ
امتلأ المسجد بطابقية وفنائه بالمصلين حتى غصّ بهم.
ـ
امتلأت الشوارع المحيطة بالمسجد والشوارع القريبة من المسجد والأراضي الفضاء
بالمصلين.
ـ
بعض أصحاب المنازل فتح أبوابه للصلاة في فناء المنزل.
ـ
أمّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد الونيان ـ حفظه الله ـ
ـ
ذهبت الجموع الكبيرة في منظر مهيب إلى مقبرة (الموطا) غرب بريدة ، وأكثرهم بل
جلهم مشياً على الأقدام.
ـ
اصطف المئات على جنبات الطريق المقابل للمقبرة.
ـ
امتلأت سطوح المباني ـ تحت الإنشاء ـ المقابلة للمقبرة.
ـ
تأخر وصول جنازة الشيخ للمقبرة.
ـ
بعض العلماء وصل مبكراً إلى المقبرة ووقف منتظراً وصول الجنازة.
ـ
الأعداد التي حضرت لتصلي على الشيخ في المقبرة كبيرة جداً وكان تواجدها في
المقبرة مبكراً.
ـ
صلي على الشيخ في الشارع القريب من المقبرة وفي المقبرة أكثر من مرة !
ـ
قام البعض بالنزول إلى المقبرة من فوق الأسوار.
ـ
تزاحم الناس تزاحماً شديداً للوصول إلى نعش الشيخ وحمله.
ـ
الزحام عند قبر الشيخ لا يوصف.
ـ
أحداث سريعة تمر ولا يمكن رصدها.
ـ
العلماء وطلبة العلم تقبلوا العزاء قبل وصول الجنازة وبعدها.
ـ
أجواء حزينة تخيم على أقارب الشيخ رحمه الله وعلى العلماء وطلبة العلم.
ـ
فضيلة الشيخ علي بن خضير الخضير ـ حفظه الله ـ كان في وسط دائرة كبيرة من
المعزين ورغم وقاره وصبره إلا أن الإجهاد والتعب واضح عليه.
ـ
فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ـ حفظه الله ـ ذهب به بعيداً عن
مكان القبر بشق الانفس من كثرة الناس حوله خوفاً من الإجهاد.
ـ
فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ـ حفظه الله ـ كان هادئاً صابراً والناس
تأتيه وتعزيه وهو لا يستقر في مكان واحد.
ـ
فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين أحاطت به الجموع من كل
مكان والغبار يملأ الأنوف ولكن الشيخ أبى أن يخرج حتى يشارك في دفن الشيخ
الإمام.
ـ
العلماء وطلبة العلم الذين حضروا لا يعدون من كثرتهم.
ـ
تم رصد الجموع الكبيرة بواسطة الفيديو.
ـ
ازدحمت شبكة الهاتف الجوال .. وكان نتيجة محاولة الاتصال (الشبكة مشغولة) .
ـ
الجموع كانت كبيرة جداً.
ـ
ومشاهدات أخرى .. لعل غيري يسجلها لكم .
اللهم ارحم شيخنا ووالدنا وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في
الغابرين وبلغه منازل الصديقين والشهداء والصالحين واجمعنا به في الفردوس
العالية من الجنة واغفر لنا وله يا رب العالمين .
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
كتبه سليل الأمجاد