السؤال:
هل الله موجود فوق الجنة, أم داخلها ؟
وأيضا هل اعتقاد أن الله أكبر من الكون هو جزء من العقيدة ؟.
الجواب :
الحمد لله العلي العظيم ، الكبير
المتعال ، وسبحان الله العظيم ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، والصلاة
والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ... أمَّا بعد :
فإنه مما يجب الإيمان به أنه تعالى العلي الأعلى ، وأنه استوى على العرش ،
كما أخبر بذلك عن نفسه في كتابه ، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء ، قال عليه
الصلاة والسلام في دعائه " وأنت الظاهر ليس فوقك شيء " . وكذلك يجب الإيمان
بأنه تعالى الكبير ، وأنه أكبر من كل شيء ، وأنه العظيم الذي لا أعظم منه ،
ومن كمال عظمته وقدرته أنه يأخذ السماوات والأرض بيديه يوم القيامة ، كما قال
سبحانه وتعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) سورة الزمر . فيجب أن
يعلم أنه تعالى مع كمال علوِّه ، وكمال عظمته يمتنع أن يحِلَّ في شيءٍ من
مخلوقاته ، فلا يجوز أن يقال أنه تعالى في الجنة ، بل هو فوق العرش الذي هو
سقف الفردوس ، والفردوس أعلى الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام : " إذا سألتم
الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، وسقفها عرش
الرحمن " .
ولا يجوز للمسلم أن يُفكِّر في ذات الله ، أو يتخيل عظمته فإن عقل الإنسان
عاجز عن معرفة حقيقة ذات الرب وصفاته ، وكيفيتها ، كما قال الإمام مالك لمَّا
سئل عن كيفية الاستواء على العرش { الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان
به واجب ، والسؤال عنه بدعة }.