مشروع حلقة تحفيظ للقرآن الكريم للموظفين

حسن الحلواتي

بين يدي المشروع /
الحمد لله والصلاة والسلام على سول الله وبعد :
فأطرح إخوتي بين أيديكم مشروع حلقة تحفيظ للقرآن الكريم ، الهدف منه حفظ كتاب الله عز وجل بإتقان وضبط  ، وهو في الحقيقة موجه للموظفين بالدرجة الأولى او من تربطهم أعمال ولا يتسنى لهم الحضور اليومي لحلقات المساجد ، وبلا شك أن الارتباط اليومي أفضل لو كان الحضور منتظما ، لكن بما أن أغلب الشباب موظفين وعندهم التزامات أسرية لا يستطيعون معها الحضور للحلقات بشكل منتظم كان لزاما ان نبحث عن طريقة تساعد على الحفظ والإتقان لمن هذه حالهم ، ومن هنا جاءت فكرة هذه الحلقة .

ولعلنا نجعل الفكرة والمشروع على هيئة نقاط :

الفئة المستهدفة
 هم بالدرجة الأولى أصحاب الأعمال ( الموظفون ) ومن لديهم ظروف تمنعهم من الالتحاق بالحلقات اليومية .

زمن الحلقة
الحلقة تكون في يوم واحد من الأسبوع ، يتفق عليه اغلب الشباب ( وهذا مهم في البداية ولو كثر العدد فيما بعد ولوحظ التزام الشباب وتفاعلهم فلا بأس من زيادة يوم آخر ) ، ويكون بعد صلاة العشاء مباشرة ولا يسمح بالتأخير أبدا ولا يتهاون في ذلك وحبذا لو طلب من الجميع الصلاة في المسجد القريب لمستضيف الحلقة .

مكان الحلقة
  من خلال التجربة لوحظ أن الأفضل أن تكون كل أسبوع في بيت واحد من الشباب وذلك لعدة أمور منها : أن تجديد المكان فيه دفع للسآمة والملل ، ولزيادة الألفة بين الشباب ، وأيضا فيه إحراج للمقصر والمنقطع عن الحلقة بحيث تجعل عنده فيستحي أن يرد الشباب وبالتالي يلتزم معهم ، وحبذا لو يوضع جدول لذلك ليعرف كل منهم يومه فيرتب له ، ويمنع منعا باتا التكلف من قبل صاحب البيت فلا يزيد على تقديم الشاي والماء فقط ، وهذا مهم جدا فكم من المشاريع الأخوية والدعوية التي توقفت بسبب الكلفة .

شروط الحلقة
 في البداية يقبل أي شخص يرى انه مناسب ولو كان ضعيف الهمة لكن يحرص على الشباب المتميزين أصحاب الهمم المرتفعة الطموحة المتفاعلة ، ومن ثم أي بعد استقرار الحلقة لا يستعجل بقبول أي طالب إلا بعد التأكد من جديته لكي لا يؤثر على الحلقة مع الحرص على اجتذاب الشباب المتميز .

صلب المشروع
 بعد اجتماع الشاب في الحلقة يبدأ الشيخ بتسميع الجديد للشباب بداية من أولهم حضورا ، وفي ما يخص الحفظ هناك عدة أمور احسبها مهمة وهي : ألا ينقص نصاب الحفظ عن وجه واحد خلال الأسبوع وبالنسبة للزيادة فهي مفتوحة ، وكذلك يشترط ألا يتوقف الطالب عن الحفظ أكثر من أسبوعين إلا إذا رأى الشيخ توقفه لضبط المحفوظ وإتقانه ، وبعد انتهاء الشباب من التسميع ننتقل إلى المراجعة وهي على طريقتين :

الأولى / أن يتحلق الشباب فيبدأ الشيخ بسؤال الأيمن فإذا اخطأ يفتح عليه من هو قريب له في الحفظ ومن يحدده الشيخ وهكذا ويُسأل بخمسة أسئلة قد تزيد وقد تنقص حسب الوقت المتاح ، ثم يبدأ بالذي بعده وهكذا حتى ينتهي الشباب من المراجعة .

الثانية / أن يعين الشيخ أحد الشباب الجيدي الحفظ ليختبر من ينتهي من تسميع الجديد عند الشيخ ويسأله خمسة أسئلة متفرقة شاملة لجميع محفوظة ومن ثم يقيمه ويكتب ذلك في ورقه ليسلمها للشيخ إذا انتهى من جميع الطلاب .

وقد ينوع الشيخ بين الطريقتين ، ومن المهم في المراجعة أن يأتي الطالب على جميع محفوظه خلال أسبوع ومن كان حفظه أكثر من خمسة عشر جزءا فلا بأس أن يقسم المراجعة على أسبوعين ولا يزيد أبدا ، وقد أجده مهما أن أنبه على نقطة ألا وهي أن يتخلل وقت المراجعة طرح بعض الأسئلة عن المتشابهات في محفوظ الشباب مما يثبت الحفظ ، ويشعل الحماس لدى الشباب ، ولا ننسى أخيرا طرح بعض الفوائد على الآيات التي تقرأ ، وذكر بعض القراءات .

التقييم
هناك خمسة تقديرات وهي اجتهادية بحسب ما يراه الشيخ وهي :

ممتاز* ، ممتاز ، ممتاز  ، جيد جدا ، ضعيف

الأولى لمن ليس عنده خطأ أو كان حفظه الجديد كثيرا وعنده خطأ واحد ، او حسب ما يقدره الشيخ وهكذا كلما زادت الأخطاء كلما قل التقدير ، ويفترض أن الأخطاء في الوجه الواحد لا تزيد عن ثلاثة أخطاء فمتى كانت أكثر طلب منه إعادة الحفظ  ( ما سبق للحفظ ) ، وبالنسبة للمراجعة فهي كذلك تقريبا بحيث المقطع الواحد لا يزيد عن خطأ واحد أو اثنين على الأكثر ، وأيضا هنا يراعى كثرة المحفوظ وطول المقطع ، وبقي أن نقول أنها أولا وأخيرا هي مؤشر يدل على إتقان الطالب من عدمه ، أو دعنا نقول أنها تبين لنا هل الطالب راجع خلال الأسبوع أم لا .

الاختبار
يفضل بعد كل مضي شهرين أن يجعل هناك اختبار للاطمئنان على حفظ الشباب ، وطبيعته كالمراجعة إلا انه تفرد له حلقة كاملة ولا حفظ جديد فيها ، وفيه يسأل الطالب خمسة أسئلة فيها تركيز أكثر من المراجعة بمعنى أن يكون سؤالين على الأقل من المتشابهات ، ودرجة كل سؤال 10 درجات ويكون المجموع 50 درجة ثم تستخرج النسبة المئوية للطالب ويكون هناك ترتيب أي الأول والثاني وهكذا لزيادة الحماس لدى الطلاب . والثلاثة أوائل يكرمون في الرحلة الشهرية للحلقة .

الرحلة الشهرية
في نهاية كل شهر يستحسن أن تكون هناك رحلة خفيفة ( طلعة ، كشتة ) يتخللها كلمات وعظية وتربوية ، ومسابقات ثقافية ، وتكريم للمتميزين .

الصندوق
حبذا لو يكون هناك صندوق للحلقة يجمع فيه شهريا مبلغ معين حسب عدد الشباب فكلما زاد العدد قل المبلغ ، وذلك ليصرف منه في شراء الجوائز والرحلات الشهرية .

* نقاط متفرقة :

* عند اختيار شيخ الحلقة يجب اختياره بعناية ولا نكتفي بأنه حافظ لقرآن فقط فلا بد من إتقانه أولا ثم كونه قريب من الشباب ويدرك مداخل الشيطان عليهم ، ولديه القدرة إلى حد ما في فهم نفسياتهم ، وأن يكون صاحب تقوى وخلق وخشية لله عز وجل ، وأن يكون قدوة للشباب وهذه من الأهمية بمكان فهو في المقدمة والكل ينظر إليه ويصدر عن رأيه ، ومن المهم أيضا إيمانه العميق بهذه الفكرة أو المشروع فإن لم يكن مقتنعا فلن يقدم شيئا او بالأحرى لن يستمر .

* من الاضاءات المهمة لقائد الحلقة أن يراعي ظروف الطلاب ويكون قريب منهم جدا ؛ بحيث لو غاب احدهم يتصل عليه ويسأل عنه ، ولو ضعف احدهم يجلس معه على انفراد ويبين له حرصه عليه بأسلوب أبوي أخوي ، والأهم أن يدعوا لهم بظهر الغيب .

* الحرص على استضافة أهل العلم ومن لهم باع في تحفيظ القرآن الكريم ، وبعض أئمة المساجد المتميزين بإتقانهم لطرح تجاربهم والتحاور معهم .

* من المهم حرص الشيخ على البعد عن كل ما يؤثر على الحلقة وعدم مزاحمتها ببرامج أخرى والبعد عن النقاشات التي تكون بين الشباب داخل الحلقة والتي قد تكون مدعاة للتنافر بينهم ، مع التأكيد على أهمية أخذ رأي الطلاب بعين الاعتبار فيم لو أراد تغيير شيء من البرنامج .

الختام

في الختام أوصيكم بالدعاء للشيخ أبو مصعب حفظه الله فقد صرف جل وقته في إدارة  هذه الحلقة لمدة تزيد من ستة سنوات وقد اكرمه الله عز وجل برؤية ثمارها . ولا تنسوا أيضا موثق العمل ابو طارق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الاسم :...............................
الحلقة :..............................