البرامج الخاصة بين أفراد الحلقة .. من وجهة نظري ..

أبو زيد

 
لبرامج الخاصة .. أو الخارجية .. أو سمها ما شئت ..
أولا ..
لنعلم قبل كل شيء .. ان المشكلة تكمن في عدم توضيح المشكلة للطالب ..
وفي عدم الحل الصحيح من المشرف ..

أولا : لابد من تصور ما المشكلة ..
ثم ندخل في الحل ..

المشكلة هي :
خروج عدد من الطلاب مع بعضهم وإقامة برنامج خاصبهم دون معرفة إدارة الحلقات أو المشرفين ..

طبعا : قد يتبادر للذهن أن هذا من مطلق الحرية .. وان المسألة ليست ديكتاتورية.. فدعهم وشأنهم ..

أقول :
انا معك في اننا نترك الطلاب وحريتهم .. لكن المشكلة ان تركهم يفسد لك ما تبنيه ..
فنكون كما قال الشاعر :
متى يكمل البنيان يوما تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ..

جلست يوما أحاول حصر سلبيات المشكلة .. فخرجت بـ 11 سلبية في دقائق فقط .. ولو جلسنا سويا لربما شارفت السلبيات الـ 20 أو 30 ..
ولا زلت أحتفظ بالورقة .. لأكتبها لكم مباشرة ..
1- الملل من برامج الحلقة ..
وهذا ما لمسناه في اولائك .. فتجد أنهم يملون إذا جاء برنامج الحلقة لأن عندهم غيرها من البرامج .. بينما لو قصر نفسه على برامج الحلقة لاستمتع بها أيما استمتاع .. وهذا واضح وقد لمسناه فيمن لا يخرج كثيرا ..
والمشكلة أنه إذا مل من برامج الحلقة تركها .. وترك الصحبة في مثل هذا السن خطر جدا ..
ولا أخفيكم .. فبعض من كان يشار إليهم بالبنان .. ترك الحلقة وانتكس انتكاسة عجيبة .. بسبب البرامج هذه ..
وهذا هو ما قاله أحد الشباب بعد أن وعى تلك المشكلة ..
فقال : كنت متميزا في الحلقة عندما كنت لا اخرج كثيرا ..
فلما خرجت تدهور حفظي للقرآن ومللت الحلقة .. ولكن استمر وهو الآن من خيرة المشرفين ..

ثانيا : الخروج باسم الحلقة ..
فبعض الطلاب يرفض والده الخروج إلا مع الحلقة ,, فيضطر عند خروجه مع زملائه أن يقول انه خارج مع الحلقة .. بينما الحلقة لم تعلم عنهم شيئا ..
وهذه مصيبة ..
فبعض أولياء الأمور .. يقول : إن برامجكم كثيرة ومشغلة لابني ،، وعندما نتحدث معه يكتشف ان ابنه يخرج لبرامج غير الحلقة .. فتكون المشكلة ..
وربما يتأخرون احيانا تأخرا بالغا ... أو يتصل الأب بالمشرف العام فيجده لا يعلم شيئا .. وهذه مشكلة .. فربما حدث لهم امر لا قدر الله .. فتكون المصيبة ..

ثالثا : ما يحدث في الطلعات ذاتها ،، من إشكاليات .. وأبرزها : الحديث في الحلقة وذكر السلبيات مما قد يجعل بعضهم يزهد في الحلقة الامر الذي قد يسبب تركه للمجموعة مما يعرضه للضعف ..
هذا امر .. وهناك امور اخرى .. لا يسع المجال لذكرها .. واتركها لخيالكم لتتصوروا ما يمكن حدوثه ..

رابعا : إفساد طلعات الحلقة : إما بالتعارض أو بالإرهاق الحادث أو بملله من البرامج .. وذلك لان طبيعة طلعاتهم غير هادفة وخالية من البرامج غالبا .. ما يجعله لا يحب البرامج الاحادية والتي تكون هادفة أكثر ..

خامسا : ضعف الاستقامة .. وهذا سبق وان تطرقنا له ..

سادسا : لو صار حادث أو أمر مكروه لا قدر الله .. فتكون مشكلة كبيرة .. أترك لكم المجال لتصورها ..

سابعا : إفساد الشباب لبعضهم .. بما يطرحونه في تلك الطلعات من مواضيع غير مناسبة .. ومسألة التبسط مشكلة ..

ثامنا : تحويل الإخوة إلى شلل .. فكل مجموعة شلة لوحدها تجلس مع بعضها وتتحدث لوحدها .. ويتجنب بعضهم الحديث مع الآخرين .. وهذا مما يؤخر الاستقامة ويضعف المحبة في الله .. وهو بيئة خصبة للمشاكل ..
وفي حلقتنا الحالية .. كانت موجودة كهذه المشكلة .. والحمد لله فلقد بدأت تضعف بعد ان ضعفت مثل هذه البرامج ، وأصبح إقبال الشباب متزايدا على الرحلات ..

تاسعا : ضعف التنظيم وقلة الفائدة في مثل هذه الرحلات .

هذه بعضها .. ولو جلست أستطرد لما انتهيت ..
ولكن بحسبك من القلادة ما احاط بالعنق ..

والآن نصل إلى الحل ..
ترى ما هو الحل لمثل هذه المشكلة ..
أولا :
ان أؤمن أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم .. ولا تحل في لحظة .
وأؤمن ان هذه المشكلة لا يتحملها الطلاب فقط .. ولا المشرفون فقط ..
بل الكل يشترك ..

ثانيا : الحل العام :
لابد من تكثيف البرامج والطلعات الخاصة بالمجموعات ، فكل مشرف يخرج ومجموعته أو مع مشرف آخر ، ومحاولة إشغال والقت قدر المستطاع ، وإذا كان المشرف مشغولا .. فلينسق مع مشرف آخر .. فيقود مجموعته ومجموعة هذا المشرف ..
ومع الطلعات سيقوى تعلق الطلاب بمجموعتهم ، وسيكون ذلك في إطار المشرف الذي سيوجههم للصواب .. وسيستفيد معهم من الوقت ..
ولا يعني هذا ان تكون الطلعة علمية .. لكن بوجود الحدود ..
ولكن لا يكثر الطلعات .. بل بين وقت وآخر ، فإكثار الطلعات قد يسبب مشكلة فيما إذا توقفت الطلعات .. والامر واضح لكم ..

ثالثا : الحل بالنسبة للطلاب ..
لا بد أن نفرق بين الشلة التي تخرج دائما .. ومن خرجوا مرة ..
فأما من يخرجون دائما .. فمنعهم ليس صحيحا ..
لكن يكونون في مظلة الحلقة ..

وبالنسبة لنا .. ففي حلقتنا .. نشترط على طلاب ثالث ثانوي .. الذي يحبون الخروج لوحدهم .. عدة شروط :
1- ان يكون لهم قائد نتواصل معه ..
2- ان لا يخرجوا باسم الحلقة..
3- معرفة عددهم ومن الذي خرج .
4- الا يعارض هذا برنامج مجموعة اخرى فيها فرد منهم .. فيشارك هذا الفرد مع مجموعته.
5- ألا يخرج أمر طلعاتهم للطلاب لئلا يحرضوهم ..

والحمدلله فالتفاهم واضح بيننا ونحن نحرص على التقليل من طلعاتهم بخروج المجموعات .. واّذكر انهم قاموا بالتنسيق لبرنامج خاص بهم .. ومع برامج المجموعات ..لم يخرج منه إلا اثنان .. فكانت ردة فعل عليهم ..

هذا إن كانت المشكلة لا يمكن منعها..

أما إن كانت قليلة الحدوث فتمنع .. ولكن ليس بأسلوب هتلر .. بل بالتوضيح فالطلاب عقلاء ويفهمون .. ويضرب لهم من الامثلة ... إلخ ..

وأهم نقطة .. ان يكون المشرفون متفهمون للطلاب .. متفاهمون معهم .. يحب كل منهم الاخر ويحترمه .. وهذا هو بداية النجاح ..
أما العنجهية والتسلط .. فليست حلا .. في مثل زمننا هذا ..

أخيرا .. مما يقضي على مثل هذا : قوة العلاقة بين المشرف وطلاب مجموعته .. وهذا يحدث بالتفاهم والوضوح وسعة البال .. وكم حل هذا من مشكلات ..

هذا ما جاد به قلمي .. وهو ما أؤمن به .. وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .