قد تتساءل عن سبب ذوبان السكر في الماء وعدم ذوبان الدهون أو الشحوم فيه,
فمكمن الإجابة يعتمد على القاعدة الشهيرة لدارسي العلوم الطبيعية وغيرهم أيضا
والتي تنص على ( المذيبات تذيب
المذابات المتشابهة) فالماء جزيء قطبي
يذيب السكر المشابه له في القطبية بينما البنزين جزيء غير قطبي لذا فهو يذيب
الجزيئات غير القطبية مثل الدهون والشحوم فالتشابه يحقق الذوبانية والاختلاف
لا يحققها .
فواقع الشباب اليوم يحاكي هذه القاعدة ولكن بطريق آخر، يقال في المثل (الطيور
على أشكالها تقع ) وفي المثل الشعبي المعروف (الأجرب يألف الأجرب ) فنلاحظ
الشباب على وجه الخصوص في الشوارع والأسواق أو حتى في المدارس لا يحدث
الانسجام (الذوبانية) بينهم إلا على أساس التشابه, فقلَما تجد شابا انحرف عن
الجادة وسلك طريق الغواية وبدأ في ترك الصلاة والتدخين وعقوق الوالدين
والتمرد على البيت والمدرسة والمجتمع يساير شبابا صالحين , والعكس كذلك لا
يمكن أن يتحقق .
عندها تخرج الذوبانية من حدود المواد وحالاتها إلى أفق ابعد واشمل إلى حدود
الإنسانية فالشاب إنسان ويبقى إنسان يتأثر بمن حوله , وإن انحرف وغوى فلا زال
الأمل في رجوعه وعودته إلى طريق الهداية فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن
يقلبها كيف يشاء فهنا يبدأ الاختلاف بين الذوبانية والشباب فمهما بقي الشحم
في الماء فلن يذوب فاحتمال تغير صفات أحدهما مستحيلة , لكن احتمال تغيرك أيها
الشاب ليس مستحيلا فترك طريق الغواية وسلوك طريق التوبة والهداية ليس بالأمر
الصعب عندها تستطيع أن تخالف قواعد الذوبانية وتبدأ خطوة جديدة في طريق بناء
النفس ومقاومة الذوبان في تيار الانحراف طائرا مع من طار بهمته وعزمه نحو
النجاح والتفوق, صحيحا في عقيدتك وخلقك، نابذا كل أجرب ، آلف كل صحيح .
كتبها
أبو نواف