موقف : ( أمير على المجاهدين العرب )
كان من أصعب المواقف التي واجهتها في
حياتي هي أن أكون أميرا على المجاهدين العرب ، وكلمة المجاهدين العرب يشمل
العرب وغير العرب من المجاهدين ، الذين أتوا من جميع أنحاء العالم ، ولكن
لكثرة العرب في هذه المجموعة أو الكتيبة عرفت بالمجاهدين العرب ، وقد بلغت
عدد الجنسيات في الكتيبة أكثر من (70) جنسية مختلفة ، من جميع القارات الخمس
، وعليك أن تتعامل معهم جميعا .
هؤلاء بنفسياتهم وطبائعهم المختلفة ، وعاداتهم وتقاليدهم المتباينة ،
وإلتزامهم ومعرفتهم بالشريعة الإسلامية المذهبية المتباعدة ، ومدى إضطهاد
حكوماتهم وأساليب قوانينهم المتشعبة ، ولغاتهم وإشاراتهم المتنوعة ، وأعمارهم
ومراحل نموهم العقلي والجسدي .
منهم من يبلغ الخامسة عشر ومنهم من يبلغ السبعين ، ومنهم بين ذلك ، منهم
الطبيب والمهندس ، ومنهم العامل والفلاح ، منهم الإداري والمحاسب ، ومنهم
العسكري والضابط ، منهم السياسي والدبلوماسي ، ومنهم الشيخ والإمام والداعية
، ومنهم الأمير وصاحب الجاه ، ومنهم الفقير والوضيع ...... وغيرهم
......وغيرهم .
فكل هؤلاء أتو إليك ، ويجب عليك التعامل معهم ومحاولة إرضائهم بالحكمة
والموعظة الحسنة ، لأنهم جميعا أتو لهدف واحد وهو الحصول على رضا الله سبحانه
وتعالى بتقديم أنفسهم وأموالهم في سبيله ، والدفاع عن أعراض المسلمين لأمر
الله سبحانه وتعالى : ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ
أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ
لَدُنْكَ نَصِيرًا ))(75) سورة النساء .
ولكن دعوني أشرح لكم ببعض الأصناف التي واجهتها شخصيا - وهي تجربتي الشخصية ،
وليست كقاعدة ، ولكل قاعدة شواذ ، وليس تنقيصا في حقهم ومقامهم محفوظة في
قلبي من الحب والتمني بلقياهم في ظل رحمة الله سبحانه وتعالى ، مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين .
فمثلا :
الأخ الليبي :
تجده صورة مصغرة من حاكمهم الثوري ، الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ،
ولكن حسب الطريقة الإسلامية ، يحب أن يقفز إلى النتائج بسرعة ، يقدم لك
الإقتراحات مبطنة بالأوامر ، لا مانع لديه أن يكفر هذا اليوم وغدا يدخله في
الإسلام من أوسع أبوابه .
الأخ المغربي :
مسالم من الدرجة الممتازة ، يناديك بأمير المؤمنين ، صامت لدرجة تخاف من صمته
، علمه غزير في الشرع وحبه للكتب الدينية والقراءة لا حد له .
الأخ التونسي :
شبيه بالأخ المغربي ولكنه بدأ يتأقلم بالليبي ، أحيانا يظهر الحرية في الرأي
ويتردد في إثبات حجته خوفا من الإتجاه المعاكس .
الأخ المصري :
مطيع طاعة ما بعدها طاعة ، طرافة حتى وهو في أشد الألم ، تسأله عن شيء يجيبك
ولكن تسبقه النكته ، تسأله كم الساعة الآن ؟ تجده يسألك ( عايزها كام ؟ ) ،
تطلب منه مدى دقة الرماية وهو في المقدمة يجيبك باللاسلكي ( إنت إرم وقل : يا
رب تيجي في عينه ) أو ( إيه الحلاوة دي ) أو يقول لك ( حرام تذبح الصربي
فيوسق لك السكين ) إذا شتم أحد يقول ( ده إنت شكلك زي البذنجان البائت ) ،
إقتصادي في الأكل ، يكفيه رغيف عيش ورأس بصلة وفنجان شاي . حاول تصاحبه حتى
يشيل همك ويقول لك ( يا عم هي كلها خمسمائة سنة نعيشها والباقي على الله ) ،
تسأله عن أي عملية شارك فيها يقول لك ( ده لعب عيال ) .
الأخ اليمني :
جلد ، مطيع ولكن يريد سرعة الأوامر ، لا يحتاج للشرح المفصل ، ليس عنده وقت ،
ذبح تسع وتسعين ويريد أن يكمل المائة ، لا يفرق بين الصربي أو الهندوسي
ماداموا لا يقيمون الصلاة فهم سواسية ، يزعل إذا وصل عند الصربي وقد وجده مات
قبل أن يذبحه بأظافره .
الأخ القصيمي :
يعلم جيدا ما معنى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وولي الأمر منكم ، دائما في
النقاش الديني ، إذا أخذته إلى السوق وشاهد إمرأة يطلب منك أن تأمرها أن
تحتجب حتى ولو كانت غير مسلمة ، يحب الأطفال ويداعبهم ، أما الطفلة فيخاف من
الفتنة ، يحب قيام الليل ويسكب الدمع ، يحب لقاء الله وهو صائم .
الأخ الحجازي :
يحب السهر ، لا مانع من مخالفة الأمير بعدم النوم بعد العاشرة ليلا بمحادثة
زميله في الظلام حتى لا يلاحظه الأمير ، يحب الحراسة شريطة وجود حجازي آخر
بجانبه للسوالف ، يحب المقالب ، يحب الأناشيد ، كل شيء عنده بسيط .
الأخ الخليجي :
مرتاح من مشاكل الدنيا كلها ، كل شيء جائز ما دمت أنت تتحمل في رقبتك بهذه
الفتوى ، يحب الخيمة ويتمنى مشاركته فيها الحور العين في الدنيا قبل الآخرة .
الأخ السوري :
ثوري ، يحب الإنقلابات ، يحب النظافة ، يموت إذا لم يستحم ثلاثة مرات في
اليوم أحداها بماء حار حتى ولو كان في الجبهة ، يحب في الإفطار البيض
والزيتون مع الحمص وقليل من الزعتر إذا توفر ، يتنازل عن كل شيء إلا عن
منشفته ( البشكير ) .
الأخ الأردني :
ملكي ، رأيه لا بد من تبنيه ، قوي في العلوم النظرية ، مهندس في العمليات ،
مخطط ومراقب ، مستعد إعادة بناء مدينة كاملة بشرط الإعتراف بعشيرته .
الأخ الفلسطيني :
إذا لم يتكلم في الإجتماع فهو ميت ، يحب القيادة ولكنه شديد التعامل مع من
تحت قيادته ، لا يقبل أي عذر للخطأ ، يتحمل الجهد والضنك ليكون قدوة لغيره ،
ما شاء الله قوي البنية ، مستعد يكسر الحجر ويقطم رقبة الصربي ، تعتقد إنه
متهور ولكنه شجاع ، مستعد أن يأتيك بسيارة الصربي من داخل خطوط العدو ولا
ينسى أن يشكر الصربي الفاغر فاه ، أقل سلاح يحمله هو (المدفع الرشاش) .
الاخوة من جنوب شرق آسيا :
هدوء مميت ، لو إجتمع ألف في مكان واحد لا تسمع منهم همسا ، طاعة ما بعدها
طاعة ، لا تحاول إبراز قوتك فيغلبك بالجيدو والكونغفو وترجع بدون رجل أو يد ،
لا يحب المعانقة ، يكفي السلام من بعيد وهو أسلم لك ، ينظر إلى الأرض وهو
يخاطبك من الخجل ، لا يفهم لغة الإشارة ، يجب عليك أن تتكلم معه باللغة
الفصيحة وكأنك الماوردي ، إحترام كامل للجميع .
الأخ الإنجليزي :
شديد في النظام ، يطلب كل شيء بالدور والطابور ، يجب عليك تعبئة الإستمارة
(النموذج ) والتوقيع عليها عند استلامك السلاح أو تسليمه ، يجب عليك أن تذكر
له توقيت الإجتماع أو العملية بالساعة والدقيقة والثانية ، يجب وجود ختم
وتأريخ الصلاحية لكل شيء حتى لو كان صالحا للإستعمال ، لا ينسى اللباس
الإسلامي ويعتبر العمامة جزء لا يتجزأ من المظهر الإسلامي .
الأخ الأمريكي :
عكس الإنجليزي ، لأنه يحب يعاند الإنجليز ، كل شيء عنده ( إيزي ) أي بسيطه ،
يحب المرح والطرائف ، لا يختلف عنده ذبح الصربي أو الصربية لإثبات المساواة
بين الرجل والمرأة .
وسامحونا ،
أخوكم : أبو عبد العزيز
أمير المجاهدين بالبوسنة والهرسك - سابقا وأخيرا ،،،