30 توجيها لمن أراد النفير

داود العتيبي
@dawood2002

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وبعد : فهذه توجيهات لمن تطلعت همته للنفير إلى أرض الشام ، ولا أقصد بالنفير هنا مجرد حمل السلاح ثمة ، بل أن تنفر أيضا إلى معاونتهم بالعلم والدعوة أو بالمال أو التمريض أو الإغاثة أو الإعلام وغير ذلك ..

فبعد أن أفتى علماء الأمة في القاهرة بوجوب الجهاد في سوريا وجوبا عينيا على السوريين وكفائيا على غيرهم لم يبقَ لغيرهم كلام بل \"قطعت جهيزةُ قولَ كل خطيب\" ، فمن كان سوريا وجوب الجهاد عليه وجوبا عينيا ومن كان غير سوري فلا بد له من أمور :

1- أن يطلب إذن والديه فإن لم يرضيا كان في ذهابه حرج ، وإن أذنا فليسد ثغرات أهله فمن كان متزوجا أو يعول أحدا ضمن لهم النفقة بماله أو بمال من يخلفه في أهله .

2- أن تستشير أهل الرأي في نفيرك ويحبذ أن يكون المُشير قد خبر حال الحرب وذاق طعم الجهاد فصقُل رأيُه واستقام قولُه ، حتى يعُلمك بما يليق بك من العمل ويناسبك من المعافسة .

3- أن تحمل معك نفقة ذهابك وإيابك وثمن شراء ما تدفع به الأذى عن نفسك لأنك في أرض حرب .

4- أن لا تثقل نفسك بالأحمال واختر حقيبة صغيرة يسهل حملها ونقلها .

5- يفضل أن لا تحمل معك أجهزة تبرز هويتك كالكمبيوتر والآيباد مثلا لكن ربما لا يستغني عنهما بعض الناس فلا بأس بانتقاء الأجهزة الصغيرة منها والتي يمكن وضعها في الجيب الكبير أو التي تحمل على الكتف ، وغيّر معرّفَك واسمَك داخل الأجهزة هذه وتصفح بها عن طريق التخفي الذي يمسح آثارك عند التصفح .
ولا تحملها عند الرباط أو الاشتباك مع العدو حتى لا تسرق .

6- انتق الملابس الفضفاضة التي تصلح لأي وضعية ولْيكن لونها داكنا وأفضلها السواد فإنه يحفظك في الليل ويسترك ويعطيك الهيبة في النهار ويحمل عنك عناء كثرة الغسيل .

7- اكتم خبرك فلا تنشر نفيرك في الأخبار ولا تضع صورتك على الفيس بوك لتعين نفسك على الإخلاص ، بل أعلمهم أنك سائح في بلد ما أو ذاهب لعمل أو ما شابه ، حتى إذا رجعت إلى بلدك دعك من الكلام في هذا الشأن ، ولْيكن ملفك نظيفا لا تعرف فيه حكومتك أنك دخلت إلى أرض الجهاد .. وإن كان هذا بعيدا إلا أن الحكومات العربية يهمّها أن لا يعرف الناس نفورك وجهادك .

8- احفظ خط العودة فقد لا تعجبك الرفقة وقد تجبن عند اللقاء وقد لا ترى نفسك أهلا للجهاد وقد تدب الفتنة بين المجاهدين وقد يصيب أهلك شرٌ وقد ينصر الله المؤمنين وغير ذلك مما تُوجب المصلحةُ عليك العودةَ .

9- احفظ أوراقك الثبوتية جيدا وليكن تنقلّك بين الأوطان موافقا للقانون حتى لا تجلب الأذى عليك عند العودة .

10- لا تحمل معك مالا قليلا فتحتاج غيرك ولا كثيرا تطمع به عدوك إلا لمن أراد أن يعين إخوانه وخِلانه .

11- لا تكن خِبا فإذا لم يكن من يستقبلك ويدخلك ويخرجك ثقة فإياك ثم إياك أن تُقدِم فالروح ليست رخيصة ولا يخدعنك بعض دعاة الجهاد على شبكة الإنترنت ذوي المعرِّفات المبهمة فبعضها شبكات صيد لتصيّد الشباب الأغرار وزجهم في السجون أو بيعهم للعدو .

12- الرياضة في حقك واجبك فربما مرّ عليك موقف تضطر فيه إلى الركض والمناورة والقلب والانبطاح والانسحاب مسيرات شاسعة وغير ذلك مما تطلبه أرض الجهاد .

13- الانتحار من كبائر الذنوب وربما كان خوضك القتال من غير انتساب إلى معسكرات موثوقة أو تدريب على حمل السلاح ومعرفة بعض الأبجديات .. من قبيل الانتحار ، فالحذر الحذ رمن العجلة فإنها ندامة .

14- إذا لم يكن لك في مجموعتك قائد عسكري محنّك مِقدام هو أول المقتحمين فلا حاجة لك بالقتال مع هذه المجموعة فبعض القادة حيص بيص فرار غير كرار .
وعليك بالسمع والطاعة له فذلك واجب شرعي وعقلي .

15- قبل أن تخوض حربا افحص خطة الهجوم والانسحاب فإن لم تثق بها ورأيتها مهلكة لك -وغيرُها يغني عنها- فاعتذر عن هذه العملية وانسحب منها بعد استخارة الله .

16- لا تنتسب لمن يقاتل من أجل راية عميّة أو علمانية بل قاتل تحت راية لا إله إلا الله واذهب إلى الجماعات الإسلامية على شاكلة أحرار الشام ولواء الإسلام وصقور الشام والجبهة الإسلامية أصحاب المنهج المعتدل ، وإياك والمغالين في دين الله والقاعدة وإن كانوا أكثر التزاما وإقداما إلا أنه يخشى عليك من فتنتة التكفير المستشرية في هذه الجماعة ، ويخشى عليك عند عودتك أيضا لأن هذه الجماعة مقصودة ومرصودة من قِبَل المخابرات العالمية ولا أشك في شبابها الصادقين غير أن بعض قياداتها لا يحسن العمل لدولة الإسلام أو أنه يعمل لصالح أجندة خارجية .

خاصة بعد دخول البغدادي الفتّان وفلوله من دولة العراق ، وقد ذهب الغلاة من جبهة النصرة لينضموا إلى هذه الدولة ، وبقي في جبهة النصرة عقلاء من القاعدة غير أن ترك القاعدة جُملة وتفصيلا أفضل لك وأخير .
بل يخشى من هؤلاء أن يبيحوا دماء المسلمين -بعد الانتصار على بشار- على أقل شبهة كما فعلوا في العراق واشتكى منهم المجاهدون العراقيون هناك .
وإذا أردت أن أقول ما في قلبي فهؤلاء لا يعطى لهم سلاح إلا إعارة يقاتلون فيه بشار لا غير ثم يردّونه إلى أصحابه .

17- تسلح بالعلم ويُفضل أن لا ينفر إلى أرض الشام إلا أهل العلم والخبرة حتى تُعلّم الناس أن يقاتلوا من أجل الله لا من أجل الحرية ومن أجل دولة إسلامية لا ديموقراطية ومن أجل أن تستنهض همم كثير من السوريين في الداخل الذين لا يعنيهم الجهاد بل انشغلوا في أمور حياتهم وشؤونهم الدنيوية .
فإن لم تكن عالما فلا أقل من أن تنظر في أحكام الجهاد ومعنى لا إله إلا الله وأركان الإسلام وما ترفع به الجهل عن نفسك وعن من حولك .

18- إذا دخلت سوريا فلا تعلم أحدا أنك مغترب واجتهد على أن تتكلم بلسانهم ولا تتعامل مع الغرباء وكن حذرا يقظا فلا تخبر أحدا باسمك الحقيقي بل تكنى بكنية وإذا استطعت أن تموّه بمعلوماتك على كل من يسألك فهذا حسن .

19- إذا أحببت أن تعين الناس هنالك بالأموال فلا تعط مالك إلا لمن عاشرته زمنا واختبرته فرأيته أمينا فهذا يُعطى له المال كي يصرفه على المستحقين ويجعله في ما يخدم الجهاد والمستضعفين .. وأؤكد عليك أن لا تعجل في هذا الأمر بل تأنّى والأيام تكشف .

20- الجهاد فيه رباط والرباط يعني أن تكون ماكثا في مكان واحد أسبوعا وربما شهرا لا قتال فيه أبدا فاصبر وصابر واستثمر الوقت بالتلاوة والذكر والدعاء والصحبة الصالحة والتفقه في دين الله .

21- في سوريا أزمة قلّة سلاح وأحيانا قلّة قادة عسكريين لا شباب بل الشباب مليء غير أني لا أحب أن أمنع أحدا شرف الجهاد في سبيل الله فنحن أمة جهاد ، وهذا يغيظ أعداءنا كثيرا ويقطع حبال الحدود التي رسموها لنا .

22- في الجهاد تزاحم المخابراتُ العالمية أقدامَ المجاهدين فكن لبيبا ولا تثق بكل من أطلق لحيته وصلى وقام .. فما زال الجهاد ملدوغا من هذا القبيل .
ولا تجعل شريحة هاتف باسمك وعند الحديث عن الأشياء العظام انزع بطارية جوالك ، ولا تتصل على أهلك إلا عند الحاجة وعبر الوسائل التي يصعب تتبعها .

23- لأنك مغترب لا أحب لك أن تنزع سلاحا خفيفا من جيبك كمسدس صغير أو نحوه يحفظك من الغدر ويحميك عند نفاد ذخيرة السلاح الأصلي .

24- احذر من الخطف عبر الحواجز الطيّارة التي يفعلها بعض المرضى من الثوار -وهو قليل- أو حتى من النظام ..
ولا تنتقل إلا مع أناس من أهل البلد يعرفون أكثر منك، ولا تمش وحدك والأفضل أن تكونوا ثلاثة فما فوق .. والمشي في أرض الجهاد من غير سلاح عيب وعرضة للخطر .

25- لا تأكل طعام إلا من تعرفه، ولا تدخل بيتا قريبا من موضع الاشتباك من غير أن تُمشّطه وتفحصه، ولا تنم أنت ومجموعتك إلا وحارس يحرسكم والأفضل أن يكون الحرس اثنان فما فوق .

26- افحص السلاح قبل أن تدخل فيه معركة ونظفه بالزيت والديزل ، حتى لو كان نظيفا جديدا فقد يتعرض لبعض الحوادث الطبيعة من ركوب طلقة على طلقة أو الاستعصاء .. يجب عليك أن تتعلم كيفية الإصلاح هذه وإلا هلكت .

26- جعبة السلاح لا تنزعها من ظهرك حتى لو كنت في مكان ءامن بل تمشي وتجلس فيها، وأما في منطقة الخطر فإنك تنام بها، وهي جعبة لا تخلو من قنبلة يدوية وسكين ومصباح وولّاعة للإحراق إضافة إلى المخازن المعبّأة والمملوءة .

27- تعلم كيفية التعامل مع جميع أنواع الأسلحة لكن احمل الأنسب لك أو الأحوج للمسلمين، فالقاذف مثلا يصل وزنه 9كيلو غرامات مع الحشوة القاذفة، فإن لم تكن قويا تستطيع السير فيه مسافات وتعرف كيفية الانبطاح معه فلا تحمله .

28- تب إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي وتشوّق إلى لقاء الله واعلم أن الجنة خير من الدنيا وما فيها ، واطلب الموت توهب لك الحياة، بغير هذا لن تكون شجاعا أسدا مقداما .
واحذر من مجالسة العاصين والعيّابين ومن يلوكون أعراض العلماء ويكثرون الجدَل فأنت بين الحياة والموت .

29- كل شبر في سوريا معرض لقذائف المدافع وقنابل وبراميل الطائرات، فاجلس في الطوابق السفلية من البنايات المكينة وابتعد عن النوافذ وانبطح أرضا مباشرة واجعل وجهك للأرض، وتهيّأ لهذا نفسيا فسوف تعتاد عليه كعامة الناس .

30- ابتعد عن التهور كأن تمشي تحت وقع الرصاص بلا مبالاة أو تتعرض لدبابة بسلاح خفيف كالرشاش ! فأنت في مدرسة جهاد والمشاغب فيها مفصول .

والله أعلم .

داود العتيبي
@dawood2002
https://www.facebook.com/syedalkwtirdawoodlotaibi