ذلك
المدخل العظيم
فهو حتماً ولله الحمد والمنة لاقى إنتشاراً واسعاً
فها نحن نرى كثيراً من العصاة يعودون ويدخلون مع هذا الباب
ليعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى الله عز وجل
وباب التوبة يستمر مع الإنسان حتى يغلق في حالتين
وهو عند طلوع الشمس من مغربها وعند الغرغرة ( وصول الروح إلى الحلقوم )
كم من العصاة عندما شاهدوا الموت عيانا تفوَّهوا بتوبتهم
لكن هيات هيات ، فلقد ذهبت الفرصة وأنقضى الوقت المسموح وقَدِمتَ الآن إلى ما
قدّمت مِن عَمل
أما ما ذكرتُ آنفاً في قضية زر الدخول فهو زر العودة إلى الله يضغط عليه
التائب بقوة وبرغبة شديدة ليعود إلى الله لأنه عرف حينها طعم العودة إلى غافر
الذنوب ومبدل السيئات حسنات
وليعلم العاصي إنه عند إعلانه للتوبة من جميع ما مضى من اسراف في المعاصي
فإن الله يفرح بتوبته ، وفرحة الله بها ليس لإحتياجه إليه عز وجل
ولكنه فرحة رحمه وأمتنان على هذا التائب الذي عاد من ماضيه السيئ
ليبدِل النار بالجنة فضلاً من الله كرماً ومنّه
فها هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه مسلم :
« للَّهُ أَشدُّ فرحاً بِتَويةِ عَبدِهِ حِين يتُوبُ إِليهِ مِن أَحَدِكُم
كان عَلَى راحِلَتِهِ بِأَرضٍ فلاةٍ ، فانفلتت مِنْهُ وعلَيها طعامُهُ
وشرَابُهُ فأَيسَ مِنْهَا ، فأتَى شَجَرةً فاضطَجَعَ في ظِلِّهَا ، وقد
أَيِسَ مِن رَاحِلتِهِ ، فَبَينما هوَ كَذَلِكَ إِذ هُوَ بِها قَائِمة
عِندَهُ ، فَأَخذ بِخطامِهَا ثُمَّ قَالَ مِن شِدَّةِ الفَرحِ : اللَّهُمَّ
أَنت عبدِي وأَنا ربُّكَ، أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفرح » .
أما الأصناف التي ذكرتُ
فالصنف الذي يعلم به لكن يمنعه صديق له لا يرد له طلباً
فالصديق المقصود هنا هو الشيطان الذي يأمره بفعل المنكرات فإستجيب فوراً وذلك
أثر الران الذي غشى قلبه
أم الصنف الذي لا يعلم قد يكون مثلاً الذين لم يصل لهم العلم بهذا الباب من
غير المسلمين وقد يسمعوا عن الإسلام ولكن لا يريدون أن يعلم عنه شيئاً
كليّّاً !!
اما الصنف الثالث وهو الذي يعلم لكن يرواد نفسه ، أي أنه به خيراً فهو في كل
مرة يُراود نفسه بالعودة والانابة حتى يفاجأه الموت أو تطلع عليه الشمس من
مغربها بعدها يندم أشد الندم
وحقيقة باب التوبة فضل من الله ، واحسان منه سبحانه على عباده ، حيث يشملهم
برحمته ، ويتقبل منهم رجوعهم إليه فيتجاوز عن السيئات ، ويبدلها حسنات ،
ويفرح سبحانه بتوبة عبده إليه ، اذا جاءه منيباً معترفاً بخطئه متذللاً بين
يديه ,,
والتوبة أمرها عظيم ، ومكانتها كبيرة ، لأنها منّة من الله على عباده وكرم ما
بعده كرم ,, لاي ذنب ومن أي فرد على وجه الارض ,, يقول سبحانه وتعالى في
كتابة العزيز :
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تغنطوا من رحمة الله، ان الله يغفر
الذنوب جميعاً، انه هو الغفور الرحيم (الزمر 53).
ومن فضل الله عز وجل أن يسّر أمر التوبة وفتح أبوابها لمن يريد ان يتوب ،
سواء كانوا كفاراً او مشركين ، او مرتدين او ظالمين ، او مذنبين او عصاة
مقصّرين ، لأنه سبحانه : يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطْلع الشمس من مغربها .
فإلى أصحاب الشركيّات بأنواعها
إلى أصحاب الربا
إلى أصحاب الغِناء
إلى أصحاب المخدرات بأنواعها الصغيرة والكبيرة
إلى أصحاب المعاكسات
إلى تلك الكاسيات العاريات
إلى تلك الأقلام المشبوهه
إلى كل من حلق لحيته
إلى كل من أسبل ثوبه
إلى كل من أصبح لسانه سليطاً
إلى مضيّعوا الأوقات في المحرمات
إلى كل من تهاون في الواجبات
إلى كل من أرضى الشيطان ببعض أعماله وعصى الرحمن
أما آن لكم الدخول بهذا الباب ؟؟؟؟؟
أم أنكم تنتظرون حلول الغرغرة أو طلوع الشمس من مغربها
وبعدها والله ثم الله وأنكم تعلمون ذلك ستعضون أصابع الندم
ألم يقفل هذا الباب على الكثير
ذهبوا بعد ما كانت الفرصة متاحة لهم بالدخول
لكن ( التسويّف ) الذي ضيّع الكثير صدهم عنه
ألا تخشون أن يكون قرائتكم هذه لهذا الموضوع هو آخر قراءه لكم في حياتكم
فبماذا أنتم قادمون على الله ؟
الشيطان عدو فماذا تنتظرون من عدو أن يفعل ؟؟؟؟؟!!!!!!!
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد
أخوكم / جليس الساحة