سنه أولي حرية و عرس تاريخي في مصر

إيمان عمر جعفر

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الثورة مرت الأيام لأنها لابد ان تمر ودارت عجلة الحياة برغم كل الأجواء المشحونة بالإحداث والمشاعر التي كانت في اغلبها حزينه علي أرواح فقدت حيث شباب صنعوا التاريخ وكتبوا سطوره بدمائهم ,فتن اشتعلت و امن فقد ,اقتصاد تدهور...
لكن سبحان الله دائما يأتي شعاع النور وبصيص الأمل ليخترق الظلام.
فبعد مشاهدتي للأخبار أغلقت تلفازي وأنا حزينة واشعر بالإحباط فالاعتصامات والمصابين والمفقودين هم حكاية كل يوم .
فجلست واضع يدي علي وجهي حزنا وقلقا علي بلدي فإذا بأصوات قادمة من بعيد فسارعت إلي النافذة فإذا بمسيرة لأحدي التيارات الاسلاميه ,ما أدهشني التنظيم الفائق رجالا ونساء وأطفالا فحينما تقع العين عليها تظن أنها في اليابان مثلا.
تكرر هذا المشهد الرائع وتنوع ما بين مسيرة تهنئه بمناسبات وأخرى للانتخابات هذا العرس التاريخي الذي كنا ننتظره بشوق بخوف بقلق بكثير من التوقعات المؤلمة .
ولكن يأتي شعاع النور وبصيص الأمل لتمحي كل هذه التوقعات المؤلمة.
كانت الانتخابات حقا عرس تاريخي فالكل وجهت له الدعوة من قبل ضميره وحبه لهذا البلد ,فالكل يشعر بأنه واجب عليه أن يشارك وكأن مصر كانت مغتصبه أو محتله وعادت إلينا مره أخري وليس للموضوع أي علاقة بغرامه ماديه وإلا ما كان ليذهب المقتدر منا.
المشهد رائع فالشوارع مزدحمة و مبتهجة سرعان ما تذكرت صلاة العيد,
إلي أن نصل إلي المدرسة التي بها اللجنة الانتخابية لتتجول أعيننا بين المشاهد والصور الرائعة.
فالجيش والشرطة مشغولون بالتنظيم وإفادة الناس وكأنهم في خدمه المدعوين لهذا العرس وهذا واجبهم.
أما الشباب والفتيات الذين تطوعوا في هذا اليوم فهم حكاية مصر.
تقع عيني علي اليمين فتيات جالسات بالكمبيوتر للخدمة الفورية من الانترنت بأرقام اللجان وأرقام المواطن في الكشف.
تقع عيني علي الجانب الأخر شباب يقومون بالتنظيم والإرشاد للمواطنين,وآخرون يقومون بالتصوير والإرسال لزملائهم عبر الانترنت للبث الحي علي موقعهم الالكتروني,وقفت انظر أهذه هي اللجان الانتخابية التي كنا نخشى ونرفض الاقتراب منها في السنوات الماضية,هل نمتلك
حقا كل هذه الطاقات والإمكانات البشرية الممثلة في شبابنا,وكل هذا الحب لمصرنا رحم الله شهداء ثورتنا المجيدة .كانت هناك بعض السلبيات والتجاوزات, هذا طبيعي فالطفل يقع كثيرا حتى يقف أو يمشي ومصر لأول مره تنتخب.
آه سامحك الله ياسيادة الرئيس وشفاك وأطال عمرك ورزقنا محاكمتك محاكمة تشفي بها صدور أجيال وأجيال مؤمنه.
وأخيرا كلمه بداخلي يامن ينادي و يتغني بالليبرالية والديمقراطية وأنت لاتعرفها اتركها لمن يطبقها ولا تكن كالولايات المتحده تنادي بحقوق الإنسان وتتفنن في إهدارها.
يامن وقعت تحت وطأة الظلم في السنين الماضية وكنت تعمل ولا زلت ونجحت فالفترة القادمة اختبار فعليك ان تبرهن وتبني.
يا من يبكي علي نظام سقط ابكي كيفما شئت ولكن اعلم إن مصر لن تعود للخلف لأننا قتلنا الخوف.