رسائل وأفكار لتفعيل وتنمية 'قيمة القراءة' في محاضننا التربوية .

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

•• القراءة ليست موضة ، بل يجب أن تكون أحد القيم الرئيسية في مناشطنا التربوية، وحين نقول ‘قيمة‘ فيعني أنه يجب أن يبذل لأجلها الوسائل العديدة، والبرامج المتنوعة لغرسها كقيمة ..

•• مهم جدا أن نلفت إلى أهمية مراعاة المراحل العمرية في تصميم وتنفيذ برامج القراءة، فلكل مرحلة ما يلائمها من الوسائل والكتب التي تحاكيها، بل وحتى في النتائج المتوقعة ..

••لنجاح أي مشروع قرائي في المحاضن التربوية، أو حتى داخل أسرنا؛ فنحن بحاجة إلى 3 ركائز مهمة :
1.تهيئة المكان الجاذب.
2.توفير الكتب الملائمة.
3.تنوع البرامج المصاحبة.

•• فبالنسبة للمكان يمكن أن تُهيّأ غرفة خاصة، ذات ديكور ملائم للمرحلة العمرية، مع إضفاء شيء من الروائح العطرية، وشيء من الجلسات المريحة، مع عرض الكتب بشكل جذاب ..

•• وبالنسبة للكتب الملائمة؛ فيمكن الاستعانة بالمختصين في هذا الجانب، أو البحث على ‘موقع صيد الفوائد‘ بمسمى قائمة مكتبة الطفل، قائمة المكتبة الشبابية، قائمة مكتبة الفتيات فقد اعتنى بإخراجها مجموعة من أهل الاختصاص والاهتمام ..

•• يمكن إنزال الكتب التي تُقتنى على دفعات، ففي كل أسبوع تزوّد المكتبة الخاصة بالبرنامج بمجموعة جديدة، لإضفاء مزيد من التجديد والتشويق ..

•• من الأفكار الجميلة تعليق لوحة كبيرة يمكن أن تُسمّى ‘سُلّم القراءة ، عدّاد الإنجاز ، الوصول للقمة ، سمّن عقلك‘، ويُسَجّل بها جميع أسماء الطلاب المشاركين، وتدوين إنجازاتهم اليومية، لإضفاء مزيد من الحماس والتحفيز خلال فترة البرنامج ..

•• مهم البداية بدورة مبسّطة خاصة بالقراءة، تهدف لحفز الطلاب لبناء علاقة حميمية مع القراءة، وتُجيب على أسئلة القراء المتكررة : ‘لماذا؟ ماذا؟ كيف؟ متى؟ أين أقرأ؟‘ ..

•• لو كانت المرحلة العمرية ‘مرحلة الطفولة‘ فيُمكن أيضا تقديم دورة خاصة بالآباء تحت عنوان : ‘كيف نصنع بيئة محفزة للقراءة؟‘، حتى يكون للأسرة دور مكمّل لخدمة قيمة القراءة ..

•• مهم جدا عدم إهمال دور التشجيع ورصد الجوائز المحفزة على الإنتاجية والإنجاز، ويُمكن أن تكون الجوائز في ذات المسار، من خلال توزيع كوبونات شرائية من أحد المكتبات المشهورة، أو قائمة من الكتب تلاءم الطالب المُهدى له ..

•• طيلة فترة البرنامج يجب عدم إغفال دور الأسرة ، ويمكن إشراك الأسرة في خدمة الهدف بأكثر من وسيلة ، ومن ذلك أن ترسل على جوالات الآباء رسائل تحفيزية حول القراءة ، وكذلك عمل مسابقة خفيفة حول قراءة كتاب ما يشارك في إنجازه أفراد الأسرة عموما..

••من وسائل التحفيز المهمة ؛ أن يتخلل البرنامج مجالسة لبعض القراء النهمين، ليحكوا عن تجربتهم مع القراءة، وأهم منها أن يُبيّنوا للطلاب الانعكاسات الإيجابية التي أضافتها القراءة على ذواتهم، ويمكن أن يكون ذلك من خلال الزيارة لهم في مكتباتهم الشخصية ..

•• أحد وسائل التحفيز أيضا؛ أن يكون هناك تقييم خاص لكُنّاشة الطالب، التي يُدوّن فيها فوائده وتلخيصاته التي يقتنصها من خلال قراءاته، وهذا يُساهم في إبداع الطلاب، كما يشعر القارئ بالثمرة والإنتاجية التي يكتسبها من وراء ما يقرأ، ويمكن أن يكون بعدها هناك قروب على الواتس، أو صفحة على الفيس ليُنشر فيها تلك الملخصات والفوائد، ليتحوّل الطالب بقراءاته من قراءة استهلاكية إلى قراءة منتجة ..

•• بعد انتهاء لقاءات البرنامج يجب أن لا يقف جُهد المربي عند هذا؛ بل أن تُرسم منهجية خاصة لكل طالب حسب ميوله وطاقته، ليستمر معها الطالب في عالم القراءة الممنهجة، ويستمر معها المربي في المتابعة والتوجيه ..

•• هناك أفكار بسيطة يمكن أن تُضفي على البرنامج شيء من التجديد والاستمرارية؛ كعمل معرض نهاية البرنامج لتبادل الكتب بين الطلاب، وكزيارة وسط البرنامج لأحد المكتبات الشهيرة، أو الإعلان عن زيارة خاصة للمتميزين لمعرض الكتاب الدولي، وكعمل مسابقة أسبوعية يُمكن أن نسميها : ‘تعرّف على العمالقة‘، من خلالها يُطرح اسم لمؤلف أو عالم نهم أو مفكر له نتاج علمي، ويُطلب من الطلاب البحث عن سيرة مختصرة وأبرز مؤلفات هذه الشخصية... الخ.

•• هناك كتب مهمة يمكن أن تُنثر أولا بين يدي الطلاب، وهي مهمة للتحفيز والاستمرارية في عالم القراءة، ككتاب ساجد العبدلي القراءة الذكية، وكتاب علي العمران المشوق إلى القراءة، وكتاب محمد المنجد كيف تقرأ كتابا، وكتاب محمد موسى الطرق الجامعة إلى القراءة النافعة، وكتاب مصطفى كمال متعة القراءة، وكتابنا متعتي في قراءتي، وغيرها كثير ..

•• أيضا هناك كتب مهمة يمكن الاستعانة بها من قبل المربي في رسم المنهجية للطلاب، ككتاب محمد موسى الثقافة الآمنة، وكتاب علي العمري كيف تبني ثقافتك، وكتاب منهجية القراءة الحرة لمحمد المشوّح، وكتاب أبو الأشبال المصري السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية، وغيرها كثير ..

هذا والله أسأل عودة حقيقية قريبة لأمة اقرأ إلى اقرأ..