هل أنتم أيضا تخافون اليهود?

نزار محمد عثمان

هناك نقطة جوهرية تتعمد المنظمات (المحلية والأجنبية) النشطة في مجال محاربة ختان الإناث أن تغفلها في غمرة حربها للدين، وهي أن علماءنا يفرقون جيداً بين الختان الفرعوني والختان السني، فيحرمون الأول ولا يطلقون وجوب الثاني، بل يسعهم ما وسع سلفهم من أن الختان يدور بين الوجوب والسنية والمكرمة، فمن رأي انه مكرمة لا يوجب العلماء عليه ختن بناته قولاً واحداً، فقط يجب عليه أن لا يقول إن ذلك ليس من الإسلام في شيء.
إذن أين المشكلة؟ المشكلة تكمن في أن المنظمات سالفة الذكر، لا تريد لنا مرجعية إسلامية، بل تريدنا أن نكون تبعاً للمرجعيات الغربية، والتي يرى جزء كبير منها أن الختان لا يجوز لا للإناث ولا للذكور!
وحول الإجابة على سؤال هل هناك مبرر للتفريق بين ختان الإناث وختان الذكور؟ كتب د. سامي الذيب مقالاً ضافٍ قال فيه إنه لا يوجد مبرر علمي للتفريق بينهما، لأن الختانين فيهما بتر لأعضاء من جسم شخص دون موافقته ودون سبب طبي، ولأن القول بأن ختان الإناث أكثر خطورة من ختان الذكور ليس صحيحاً فهناك أربع صور من ختان الذكور تقابلها أربع صور من ختان الإناث. والدرجة الرابعة من ختان الذكور (والتي تتم عند القبائل الأسترالية) أكثر خطورة وألماً من الدرجة الأولى من ختان الإناث (وهذا هو الختان السني). كما فند أيضا الزعم الذي يقول بأن ختان الإناث يضعف اللذة الجنسية بينما ختان الذكور يقويها، وقال إن هذا لا أساس له من الصحة، واستدل بأن قطع جزء من اللسان يضعف لذة الذوق لا محالة، وخلص إلى أنه لا سبيل للتفريق بينهما.
ثم تطرق لقضية مهمة وخطيرة وهي الحملة الشرسة ضد ختان الإناث من قبل الأمم المتحدة وتوابعها دون الخوض في موضوع ختان الذكور. وذكر أنه سأل إحدى المسؤولات في منظمة الصحة العالمية حول سبب رفض منظمتها عمل أبحاث حول ختان الذكور فأجابت: (إن ختان الذكور منصوص عليه في التوراة. هل تريد أن تخلق لنا مشاكل مع اليهود؟). قال: هذا كان جوابها بالحرف الواحد.
بقي أن أقول إن د. الذيب يرى منع الختان للذكور وللإناث، وأنني أوافقه في أنه لا وجه للتفريق بينهما، وأخالفه في منعهما، فكلاهما من خصال الفطرة التي يجب أن تراعى لا أن تمنع، وأوجه سؤالي لمحاربي الختان السني، هل توافقون د. الذيب في رأيه أم أنكم أيضاً تخافون اليهود؟