سمك لبن تمر هندي

نزار محمد عثمان

إذا يسر الله لك أن تطبع إمساكية لشهر رمضان الكريم عام 1427هـ الموافق 2006م، ما هي الصورة التي تتوقع أن تضعها مع هذه الإمساكية؟ الكعبة، مصحف، هلال، قمر، مسبحة، تمر... لا شك أنه أمامك خيارات عديدة، لكن هل تتوقع أن يضع شخص عاقل صورة نانسي عجرم في إمساكية شهر رمضان؟!.. أجزم أنك لا تتوقع ذلك، لكن هذا الذي لا تتوقعه قد حدث؛ فأخرجت لنا شركة داماس -التي تخصصت في تجارة الذهب والماس- صورة نانسي عجرم في إمساكية شهر رمضان، وتحت الإمساكية توقيع الإدارة العامة للعقيدة والدعوة، وزارة الإرشاد والأوقاف، وتحت الصورة توقيع نانسي عجرم، وفوقه عبارة بخط اليد باللغة الإنجليزية تقول: well It describes me as(إنها تصفني كذلك)!!
لا أدري كيف فكرت هذه الشركة في هذا الأمر؟! وماذا تريد تحديداً؟!، هل تريد الأجر؟! أستبعد ذلك؛ لأنه ليس هذا طريق الأجر.. هل تريد الذكر؟!.. إذن لماذا تطبع إمساكية شهر رمضان؛ وتخلط الأمور؟!.. أم أن الشركة لا تعرف ماذا تريد؟!.. والقصة كلها من باب (سمك لبن تمر هندي) كما يقول المصريون.
يبدو أن الشركة تريد أن تربط اسمها باسم الفنانة نانسي عجرم.. وبالمناسبة: فقد ذكر ابن منظور في لسان العرب أن الفَنَّان تعني الحمار؛ واستشهد لذلك ببيت الأَعشى:
وإِنْ يَكُ تَقْرِيبٌ من الشَّدِّ غالَها ** بمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ، مُجْذِمِ
ولهذا السبب يحب بعض الفنانين أن يقال لهم مطربين.
ولو كنت مكان الشركة لتحاشيت أن يربط بين إسمي التجاري وهذه الفنانة؛ ليس لأنها متبرجة مبتذلة فحسب؛ بل ولأنها مستهترة ساقطة.. أليست هي ذاتها التي تجرأت على الله، وقالت لقناة (نيو. تي. في) اللبنانية عندما سألها مذيع فاجر مثلها قائلاً: (يوماً ما سلمنا جدلا.. إلتقيتي برب العالمين على أبواب الجنة.. تتوقعي أن يقولك: يا نانسي شو؟!).. فضحكت بسخرية وقالت: (أنا بس أواجه ربنا يقولي يا نانسي تفضلي ونص)!!.. ؛ فهل يحرص عاقل على أن يربط اسمه باسم هذه الفاجرة؟!..
لقد أخطأت الشركة خطأ فادحاً في إصدار هذه الإمساكية: إمساكية الضرار، التي يراد منها أن تظهر الشركة كأنها مهتمة برمضان ومواقيت الصلاة فيه، عبر إيرادها لصورة (فنانة) نصرانية، مستهترة.. فكيف يستقيم ذلك؟!.. لا يستقيم.. وقد بان أنهم لا يعرفون في أي عام هجري نحن الآن؛ إذ كتبوا إمساكية رمضان 2006، وكأنّ رمضان من أشهر السنة الميلادية!!.. ثم كتبوا في الصفحة الثانية والثالثة التقويم الهجري رمضان 1426هـ؛ وهذا رمضان العام الماضي لو كانوا يعلمون (ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم).