صورة من روح الإسلام

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل
( المسلم أخو المسلم) وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد
فقد كنت وصاحب لي ليلة البارحة في مجلس من المجالس العامرة بالخير والكرم
ذهبنا في زيارة لهم بدون تخطيط مسبق
فرحبوا بنا أشد الترحيب وفرحوا برؤيتنا غاية الفرح .
وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث قام كبيرهم ( شايبهم ) ووقف أمام جار لهم وقدم له مفتاح سيارة وقال هذه هدية منا نحن جيرانك .
فسألت صديقا لي يجلس بجواري ما هذا المفتاح ؟
وما هو الموضوع ؟
قال هذه سيارة اشتريناها لجارنا فلان !
سيارته دائمة الأعطال كثيرة التوقف أتعبته وأزعجته وأحرجته يحملها على سطحات حمل السيارات أكثر مما تحمله .
وهو ذو عيال ورجل متقاعد وظروفه ليست على ما يرام .
فلما قال هذا الكلام ذكرت قوله تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً).
فقد كنت أظن جارهم هذا من الأغنياء أوعلى أقل تقدير من ميسوري الحال .
وسعدت أيما سعادة وأنا أرى هذه الإخوة في الله بين الجيران .
فلم يعمل هؤلاء الجيران بهرجة لعطيتهم فلم تحضر قنوات ولم يتحدث شعراء ولم تلقَ كلمات بهذه المناسبة .
بل لم يكن عندهم أحد غير مشارك في هذه الهدية غير انا وصاحبي اللذين حضرنا على غير موعد سابق ووافق حضورنا إحضار السيارة .
فما أدري مما أعجب أمن صادق إخوتهم
وكرمهم ونبلهم أم من عفة جارهم وشدة إخفاء ظروفه.
وقد تعجب إذا علمت أن هؤلاء الجيران ليسوا من أصحاب رؤس الأموال ولا من أصحاب الأرصدة المتزاحمة بالأموال ؛ بل وضعهم كوضع غالب الناس .
وليسوا خطباء جوامع ولا أئمة مساجد بل هم أيضاً في هذا كحال غالب الناس .
لكنه الإيمان ورجاء ما عند الله يحرك قلوب الرجال فتقول وتفعل ولا ترجو إلا الثواب من الله وحده .
خاتمة : ليت هذا الفعل يحركنا لننظر حال جيراننا وكيف أحوالهم وكيف نساعدهم
بل لننظر لذوي أرحامنا وأقاربنا هل يحتجون شيئا نستطيع مساعدتهم به .
أشغلتنا الدنيا عن بعضنا فهل يكون في فعل هؤلاء الجيران ما يحرك قلوبنا .
وفقنا الله وإياكم .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/10/٣. هـ .