ترميم القلب !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بسم الله الرحمن الرحيم

القلب هو البناء الوجداني الذي تعتمد عليه في مسيرتك في الحياة وهو كأي بنيان آخر يؤثر فيه مرورالسنين وهذا يستدعي منك متابعة حال هذا القلب في أمور دينه ودنياه فمن أمور الدين مثلا أنه يتقلبولذلك كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)٠ومنها أن الإيمانيخلق فيه كما في الحديث:(إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجددالإيمان في قلوبكم) وغير ذلك من الأمور الدينية الكثيرة٠
ومن الأمور الدنيوية تأثره بمتغيرات الحياة من العسر واللين والغربة وفراق الأحبة بالموت وغيره والتألملمرض عزيز أو ولد والتأثر بخيبة أمل وعدم تحقق طموح معين وعدم النجاح في أمر وسير أمور حياةالإنسان الشخصيه خلاف ما يريد !
كل هذه الأمور تدك أرجاء هذا القلب دكا وتهتك بنيانه هتكا فإن لم يهتم له صاحبه كما يهتم صاحب البنيانببنيانه تهدم هذا القلب وصار صاحبه كسيفا حزينا لا يذوق طعماً للحياة !
لن يهتم أحد بقلبك كاهتمامك به أنت لأنه لا يعني لأحد أكثر مما يعني لك أنت !
اهتم بترميم هذا القلب مما أصابه من مرور السنين، زينه بالإيمان وجمله باليقين ونوره بالطاعه وأسعدهبمباهج الحياة التي جعلها الله لعباده وحصنه بالدعاء المستمر المتواصل ، وخفف جراحه بموعود اللهبجزاء الصابرين ، ولا تسمح لألم أن يدمره ولا لحدث أن يشتته، ولا لأحد أن يسيره وفق ما يريد !
كن لقلبك العون والسند، وتأكد أنه مادام هذا القلب شابا فستطول أيام شبابك وإن كبُر سنك ووهن عظمكواستودع الله قلبك من كل مايؤذيه ولو كان يحبه ٠
وتيقن أن كل الناس يعتريهم في حياتهم ما يعتريك فلا ترهق قلبك بما لا يطيق ولا تحمله ما لا يستطيعوتوكل على الله في القليل والكثير والصغير والكبير وكن على ثقة أن الله معك مذنبا بقبول توبتك وطائعابقبول طاعتك والحمدلله أولًا وآخرًا وظاهرا وباطنا ٠

د/ مصلح بن زويد العتيبي
١٤٤٣/٨/١٩هـ