البديل جاهز !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ أما بعد
فكم مر الحياة من أمم ؟
وكم مر على الأرض من سكان ؟
وكم مر على المناصب من مدير ؟
وكم مر عليك من أقارب وأصدقاء ومعارف ؟
سنة كونية عظيمة من سَنَن الله الكونية في هذه الحياة لا يبقى أحد ومن يذهب يخلفه غيّره ولا تتوقف الحياة على أحدٍ أبدا حتى ينتهي أمد الدنيا ٠
( البديل جاهز ) في الساعة التي يقال فيها وزير يُعين وزير ؛ وعندما يتقاعد موظف يعين آخر مكانه ؛ وعندما تقوم من مجلسك يجلس فيه غيرك ؛ وعندما تبيع سيارة أو دار يشتريها غيرك ٠
هذه هي الحياة باختصار شديد ( لك وقت محدد فيها بشكل عام وفِي كل تفاصيلها بشكل خاص )٠
كل عاقل يعلم أنه سيغادر الدنيا في لحظة معينة وسيترك كل شيء ؛نعم كل شيء !
هذه الحقائق ليست مجهولة عند الناس ولكنهم يفضلون عدم التفكير فيها ٠
يحزنهم التفكير حتى يغادر بعضهم الدنيا بحزن حقيقي ؛ لأنه لم يستعد لهذه المغادرة ولَم يهيء نفسه نفسيا للتعامل مع حياة لا يبقى فيها أحد وبديلها جاهز ٠
هذا الوقت المحدد لأحدنا في دنياه محفز عظيم لئن يستغله بكل لحظاته لا يتركه منه لحظة ٠
واستغلال الوقت يشمل استغلاله دينيا ودنيويا وتحقيق الاستماع الشخصي بما لا يخالف الشرع ولا يخدش المروءة والأدب٠
استغلال لا يُسمح فيه للضيق والكآبة أن تتسلل لنفسه قدر الإمكان ٠
هذا الاستغلال يبنى على أربع قواعد هامة:
الأولى : التوحيد الخالص والاتباع الصادق٠
الثانية : العزم الدائم والتوكل التام ٠
الثالثة: اليقين الصادق والانشراح الدائم٠
الرابعة : التفاؤل المستمر والخلق الحسن٠
كلما عظمت هذه القواعد عظم البناء وزاد وازدان٠
ختاما : كن خير بديل، ولا يكن بديلك خيرا منك ٠

د/ مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٩/٤/٢٣هـ ٠