هل نُجبر الفتاة على لبس النقاب قبل الزواج

خبَّاب بن مروان الحمد

شيخ خباب: هل نُجبر الفتاة على لبس النقاب قبل الزواج؟ وأنا أريد أن تكون زوجتي - بصراحة - منتقبة؟

 بداية فنحن لا ندعوك أن نُجبر الفتاة على النقاب...
ونحن كذلك الذين نحمل راية تحفيز الفتيات على لُبس النقاب، بل نعتقد أنّ لدينا من الأدلة الدالّة على وجوبه ما يُمكننا مناقشة من يُخالفنا في ذلك بروح المحبة والأخوّة ومعرفة أدب الخلاف...
ومع ذلك لا نقول بتأثيم من لا تلبس النقاب؛حين تقلد أهل العلم الذين قالوا بعدم وجوبه..فهو رأي مُعتبر وسائغ...
لكنّا نعلم أنّ جمهرة من أهل العلم أوجبوا لبس النقاب؛ في عصر الفتن؛ والكل يعرف وقتنا الحالي الذي نعيشه؛ فإن لم يكن عصر فتن فأي عصر يكون كذلك؟!!
ومع هذا فإن تقدّم الشاب الذي يتمنّى أن تلبس زوجته النقاب؛ وارتاحا سويّة بعضهماً بعضاً؛ فليخبرنا بذلك ويقول لها أنّ الأمر هنا (شرط) لا (إجبار) فإن وافقت فالحمد لله؛ وإن لم توافق؛ فالنساء اللواتي سيقبلن لبس النقاب سيجدهن؛ وكذلك الرجال اللذين سيتزوجون غير المنتقبات سيجدون من ليست كذلك بالطوابير تنتظر فارس أحلامها ... ولا ضير..!!
أمّا عن مبدأ الإجبار في لبس النقاب بعد الزواج؛ فالمرأة لها حق النقاش لزوجها؛ وإقناعه بكافّة الطرق حين لا تريد لبسه ولم يشترط ذلك عليها في بداية الزواج؛ فإن أقنعته وتنازل هو عن ذلك، فالأمر راجع لهما؛ لكن إن حصلت هنالك إشكاليات بين الزوج والزوجة وقد تصل لمرحلة متقدمة من الشجار؛ وعجز من يريد الإصلاح بينهما كذلك؛ فإنّ خراب البيوت لأجل ذلك سوء في التصرف؛ ورضوخ المرأة لزوجها في هذه الحالة لا أراه إلا عين الحكمة، محتسبة ذلك أنّه من قبيل طاعته بالمعروف؛ وإن لم تكن مقتنعة به؛ وكم من موظف يقبل رأي مديره وينفذّه على أتم ما يُريد وليس مقتنعاً بذلك الشيء؛ فالأمر كذلك في عش الزوجية..
ولو أردنا أن ننظر للرجال الذين يُجبر كل منهم زوجته بأشياء لا تقتنع بها في غير قضايا المستحبات الشرعية؛ لوجدنا منهم شيئاً كبيراً في ذلك، فلا يكن حال الواحد منهم أن يُنظّر على الآخرين في مسألة إجبار الفتاة على لبس النقاب، وهو بذاته لا يُقصّر في إجبار زوجته على كيت وكيت!
والمعين الله...