زوليك يدعو لإعادة النظر في النظام النقدي الدولي

محمد حسن يوسف
مدير عام - بنك الاستثمار القومي
ماجستير الإدارة والسياسات العامة – الجامعة الأمريكية بالقاهرة

في مقال هام لروبرت زوليك، رئيس البنك الدولي منذ عام 2007، نشره بجريدة الفاينانشيال تايمز في الثامن من نوفمبر 2010، جادل بوجوب تفكير الاقتصادات الرائدة في العالم في إعادة العمل بقاعدة الذهب على مستوى العالم، وذلك لتوجيه تحركات العملات العالمية.
وقال رئيس البنك الدولي إن الحاجة أصبحت ماسة لوجود نظام جديد يخلف ما اسماه بنظام "بريتون وودز 2"، القائم على تعويم العملات، وهو النظام المعمول به الآن، والذي حل محل النظام الأصلي لبريتون وودز الذي كان قائما على تثبيت أسعار الصرف، وذلك منذ عام 1971.
ودعا زوليك إلى نظام جديد يضم كل من الدولار الأمريكي واليورو الأوربي والين الياباني والجنيه الاسترليني، بالإضافة إلى اليوان الصيني، الذي يتجه لكي يصبح عملة دولية. وأضاف أن هذا النظام يجب أن يأخذ في الاعتبار ضم الذهب كذلك كنقطة مرجعية دولية لتوقعات السوق عن التضخم والركود والقيم المستقبلية للعملات.
ولاشك أن آراء رئيس البنك الدولي تعكس عدم رضاه من النظام النقدي الدولي القائم، حيث تواصل الصين تدخلها باستمرار لتخفيض قيمة اليوان، وهو الأمر الذي ينتقده الأمريكيون وغيرهم نظرا لما يتسبب فيه من اختلالات في الحسابات الجارية على مستوى العالم وتشوهات في أسواق رأس المال.
ووفقا لما كتبه زوليك في المقال المشار إليه، فإن " حجم التغيرات منذ عام 1971 وحتى الآن تتوافق بالتأكيد مع تلك التي حدثت خلال الفترة فيما بين عامي 1945 و1971، والتي تسببت في الانتقال من بريتون وودز 1 إلى بريتون وودز 2. وبالرغم من أن الكتب الدراسية تشير إلى الذهب باعتباره ممثلا للنقود القديمة، إلا أن الأسواق تستخدم الذهب الآن كأصل نقدي بديل للعملات الدولية ".

mohd_youssef@aucegypt.edu
3 من ذي الحجة عام 1431 من الهجرة ( الموافق 9 من نوفمبر عام 2010 ).