حارث العز...!

د.حمزة بن فايع الفتحي

مرثية وداعية في الشيخ العالم الصبور الجسور دكتور حارث الضاري رحمه الله امين هيئة علماء المسلمين في العراق، والذي كان رمزا للصبر والشمم والدفاع عن العراق وقضايا الأمة،،،،

حرثتَ بالعز ذاك الشوكَ والخطرا// يا (حارث) لم تهَب مُلكا ولا فُجُرا
كنت الأبيَ وذاك الفذَ يا علَما// له النجومُ تهاوت حينما ابتدرا
بصُرتُ فيك عيوناً لم يرَ طرَفي// مثيلَها فحمِدتُ النأيَ والسفرا
قلتَ (العراقُ) وذاك الدينُ ما برحت// يُمناك تصنع آمالًا ومفتخَرا
كالسيفِ يلمعُ من كبتٍ وخاذلةٍ// وكالاصيل اذا ما هب او زجَرا
كمِرجل النار وقاداً أخا صلٍة// وكالزعيم خطاباتٍ ومعتبَرا
ماذ أقول وآمالي مُنهّدةٌ// وفي (العراق) تمادى الحيفُ وانهمرا
كنت المهابَ ولا تُبقي لهم قزَما//يسَّاقطون خياناتٍ ومنكَدرا
نخلُ (العراق) يُباهي فيك طلعتَه// والطائفيُّ أذلّ النخلَ والحجرا
ثرى الصليبِ تراهم ليس من شممٍ// ويشمخونَ عمالاتٍ ومنحَدَرا
يبقى (العراقُ) عريق الأصل ما انقطعت// عُرى العروبة توري العزمَ والظفَرا
فلا العواديْ لهم نصرٌ ومنزلة// ولا الخؤون أقام البِدْع والكُفرا
يعظّمون بني الانسان وا اسفى// على العقول تشم التُربَ والَمدرا
وتجعل الكِذبة الكبرى مقدسةً// وتحشر الناس أنعاما ومنحشَرا
أين العقولُ لتصحو من مصيبتها//أين الشريف ليُلغيْ الزيف والقذرا
و(حارث) منهجٌ ما شط شاطئه// عن الصراط وساق المينَ والنُكُرا
يأبى الهوان فلا البدعيُ سايره// ثم الصليبيّ ذاق الهمَ وانعصرا
نموذجٌ أمتي في الحزم ما نكلت// تلك الرموزُ تشع المجد والدررا
صبرٌ له اللهُ ما جفّت منابعه// يَسقي الشموخَ ويُعلي الموقف العطِرا
هذا هو العلم إنْ طابت مغارسُه// واشتمَّ انفاً له بالعز قد بطِرا
واشتمَّ نهجا له في كل نازلة// ضربُ الشجاع فلا ما خابَ او عثَرا
يا (حارثَ العز) كم في عزكم وترٌ// أثرى الحزينَ فشق الحزنَ وانتشرا
مواقفٌ لو درى الداري بعزمتِها// لفارق الضعفَ والإغضاء والكدرا
فرحمةُ الله توري جثةً نثرت// فينا الشموخَ ولم تَبغِ به ثمرا !

الجمعة ١٤٣٦/٥/٢٢