في خرابات داريا للعيد...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000

بعد قصف خمس سنوات وحصار مرير، يأتي لصلاة العيد منتفخا بذلك التدمير، وماشيا بين ركام الزبالات والخرابات، فإلى الله المشتكى وإن نصر الله لقريب دانٍ (( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا )) ولكنه مشهد درامي لا تفوته قريحة الشاعر .....:

خرابةُ العيد أم عيدُ الخراباتِ// إليها تصلَى بعون اللهِ في الآتي
إليها تُقذفُ من عالٍ ومن وطنٍ// ذرا الدموعَ وألقى زيفَك الناتئ
يا أيها الوغدُ يا عرابَ أمتِنا// لذي الغزاة ستلقَى بعدُ أناتِ

تصلّي العيدَ مهلاً في شجاعتِكم// سيأتي بالعيد ذاك الصارمُ العاتي
ويُصبح العيد أعياداً بكم زمناً//ما أجملََ العيدَ بالسيف الصقيلاتِ
تُحرّرُ الشامُ من باغٍ ومن قزمٍ// أنكَى البلادَ وأرداها بغاراتِ!

يقاتلُ الشعبَ والأعداءُ في سمَرٍ// على الشواطئِ قد تاهوا بلذاتِ
ويأتي للعيد في حبٍّ وفي شفَق// ليخدَعَ النَّاسَ من أهل السَذاجاتِ
وهو الدعيُّ ابو الصاروخ ما برحت// جنودُه الفُجرُ إحراقا (لشاماتِ)

أدمى الأنامَ وأضناها بلا عددٍ// مَن ينقذُ (الشامَ) من وغدِ الزعاماتِ؟!
ستبقى (داريةٌ) داراً لمصرعِكم// عمّا قريبٍ وتدمَى مِثْلَ حاراتِ
(بشار)ُ يُبشرُ بالسوأى فموعدُه//أن لا يغادرَ في أمنٍ وراحاتِ

سيُدركُ القدرَ المحتومَ عن كثَبٍ// ويَلعَقُ الصابَ في ذُل الفجيعاتِ
فاهنأ أيا وغدُ بالشكل القبيح لكم// ما أطيبَ السيرَ في صلب القماماتِ
لَكَم تُزيلُ بها وَحْلاً ومزبلةً// من الركام ومن ساح النفاياتِ

فقد بحثنا عن الزبال وانفرَجت// بوقعكم فيها في شكل ولمْساتِ
فنظفِ الآن ساحات لها اتسعت// وشاركِ القومَ في رضوى وبسْماتِ
أنت المَهين وإن طافتكَ طائفةٌ// من العبيد ستُشوى بالنفاياتِ

ووعدُ ربيَ لا خُلفٌ ولا بدَلٌ// سيَهلكُ اليوم هدامُ البناياتِ
فالله يُمهلُ للظلام غايتَه// حتى إلى الأخذ لم ينجُ بإفلاتِ
وأخذُ رَبِّكَ فتاكٌ وذو ألمٍ// فانظُر لمن طاله في هذي البرياتِ!

سيأتي ذَا اليومَ في عيدٍ لنا بكمُ// ونَطعمُ العيدَ في سحق الزرافاتِ
وتَطهُرُ الارضُ من طاغٍ وطُغمتِه// ولا طغاةَ بعيدٍ أو لقاءاتِ
كلُّ الفراعينَ في وعدٍ وفي قدرٍ// ولن يُضيعَ إلهي ذي الجراحاتَِ
أما قرأتَ كتاب الله عن ثقةٍ// ورمت ما كان في(عاد وأيكاتِ) ؟!
سيبزغُ النصرُ رغم الكفر قد طلعت// نجومه الغر في نور المسرّاتِ

١٤٣٧/١٢/١٣