شاب من سكان
مدينة خميس مشيط في جنوب المملكة العربية السعودية نشأ على طاعة الله حيث انه
من صغر سنه وهو في حلقات تحفيظ القرآن الكريم يغلب عليه طابع الهدوء والتواضع
ولين الجانب والبساطة المطلقة وصفاء القلب الذي تميز به عن غيره ،
بدأت أحداث البوسنه وهو في
العشرين من عمره فكان يتابع أخبار إخوانه بكل الم وحسره وكان يتمنى ان يقدم
لهم أي شئ بإستطاعته
وبينما هو ذات يوم جالسا مع احد أصحابه يتبادلون مشاعر الحزن تجاه البوسنه
ورغبتهم في المشاركة في الجهاد هناك وفعلا عقدوا العزم واخذوا يسألون
ويتتبعون الأخبار وكيف الوصول لتلك البلاد حتى وجدوا الطريق وذهبوا الى
كرواتيا حيث طريق الدخول ولكن الكروات ردوهم ولم يدخلوهم فرجعوا بكل حسره
وأعينهم تفيض من الدمع ثم اعادوا الكره بعد
فتره حتى كتب الله لهم الدخول الى البوسنه في نهاية شهر جمادى الآخره من عام
1415هـ وصل الرفاق الثلاثة الى كتيبة المجاهدين وكانوا على مستوى عالي من
الخلق والدين وذهبوا للمعسكر وتدربوا وبعد ذلك ذهبوا الى الجبهة
وكان الأخ ابو همام رحمه الله
يتمنى الشهادة في كل لحظه وكان حريصا على ان يتم حفظه للقرآن ومراجعته
له وكان رحمه الله صاحب صوم النوافل وصاحب قيام ليل ومكث مرابطا قرابة الستة
اشهر حتى اتى صيف عام 95
فوقعت معركة من اكبر المعارك في البوسنه والتي ذاع صيت المجاهدين فيها بين
أعداء الله حيث حدثت معركة الفتح المبين وهي والله على اسمها حيث كان الصرب
مسيطرين على قمم مهمة واستراتيجيه ومتحصنين فيا اشد تحصين وفقد الجيش
البوسنوي الأمل في استردادها حيث جرب من قبل فمني بأعظم الخسائر في
الأرواح وبعدها اجمع القادة البوسنويون على ان المنطقة لا يفتحها الا سلاح
الطيران الذي لا يملكه الجيش البوسنوي وطلبوا من كتيبة المجاهدين ان تذهب الى
المنطقه وتحاول فتحها وفعلا توجه الأسود نحوها ومكثوا يرابطون بها قرابة
الثمانية اشهر حتى اتى يوم المعركة وقسمت المجموعات وكانت لكل مجموعة قصص
ولكل مجموعه شهداء فكان ابو همام رحمه الله مع مجموعة ابو سعد الفلسطيني كانت
العملية بعد الفجر وكان الوقت مظلما جدا ويقول احد المجاهدين لم نستطع ان
نميز الخندق الذي به الصرب وبدأت المعركة فكنا نرمي بالقنابل اليدوية فقتل من
قتل من الصرب ولكن هذا الخندق استعصى علينا حيث ظل يقاوم لفترة كبيرة حيث ان
احد الصرب لم يمت فلما تقدمنا نحوه هرب الصربي واتى من خلف الخندق فقتل ابو
الغريب البريطاني رحمه الله وهرب الصربي بين خمسة من المجاهدين وكانوا يظنونه
الأمير يريد التقدم ولكن عناية الله ورحمته وخوف الصربي وهلعه لم يستطع ان
يقتل الخمسة وكان باستطاعته قتلهم فتبعه احد المجاهدين حتى أكرمه الله بقتله
وتقدم الاخوه ووجدوا صربي جريح متواري فقتله احد الاخوه
من القصص العجيبه
ان الأمير ابو سعد الفلسطيني اقتحم على خندق به اثنين من الصرب وهو يكبر فلما
اقتحم عليهم وأصبح وجها لوجه معهم وأراد ان يطلق عليهم تعطل سلاحه الكلاشن
ولم تخرج منه طلقة واحده فانقض الأسد ابوسعد على الصربي بمؤخرة الكلاشن على
وجه الصربي واتى الصربي الآخر فأطلق عليه فتفاداها فأصابت يده واذا بأحد
المجاهدين من ارض اليمن ينتبه للموقف فيطلق على الصرب بسلاح البيكا فأرداهم
قتلى وسلم الله ابوسعد المهم تقدمنا بعد سقوط الخنادق نحو قمتي الجبلين حيث
كانت ثلاث قمم وكان عدد الاخوه قليل حيث قتل منا اثنين من الاخوه وجرح
الكثير.... ومنهم الأمير فآلت الاماره الى احد الاخوه القدامى فنزل هو وابو
همام رحمه الله نحو خندق مبيت للصرب كبير وبه عدد كبير من الصرب فحاصر القائد
وابو همام الخندق واخذوا يطلقون على الصرب بنيران كلاشناتهم حتى هرب الصرب من
الخندق وبعد ذلك اتى ابو همام وطلب من الأمير ان يلقي نظره على الشهداء ابو
عبدالله الشباني وصفي الدين اليمني والغريب فقال الأمير نحن عددنا قليل
والمنطقه تحتاج للحراسة فلا تذهب فألح عليه ابو همام فوافق بشرط السرعة فذهب
وألقى نظرة عليهم وقبلهم ورجع فلما رجع طلب الأخ ابو سليمان الحضرمي من
الأمير ان يلقي نظره ويرجع فرفض الأمير فرجع الاخوه الى خنادق حراساتهم فسقطت
قذيف بالقرب من الأخ حاطب المني فأصابته في بطنه فقتل رحمه الله وماهي الا
دقيقه حتى سقطت قذيفة اخرى بين ابو همام وابو سليمان فقتلا على الفور رحمهما
الله وتقبلهما من الشهداء في سبيله وكان ابو سليمان من حفظة كتاب الله ولا
يختلف في اخلاقه ودينه عن اخيه ابي همام رحمهما الله جميعا.
من قصص الشهداء العرب
في البوسنه والهرسك
أبو معاذ الكويتي (عادل الغانم)5