صلاح الدين الجزائري......
محمد نجيب.....
من الجزائر.....تلك الدولة التي أخرجت لنا الشهداء تلو الشهداء....
من ابن باديس رحمه الله إلى اسد الرحمن الجزائري وأبو بنان .....إلى ذي
النورين....
نشأ رحمة الله عليه كما يخبرني بنفسه نشأة صالحه وفي عائلة متدينه.......
كان همه وفكره منصبا على متابعة قضايا المسلمين......
وكان شابا يافعا ممتلأءا بالحيويه .....
وفي ذلك الوقت كانت أحداث أفغانستان على أشدها .....
وكلمات العالم الرباني عبدالله عزام تصدح اشرطتها في كل أنحاء العالم
الإسلامي وغير الإسلامي....
حتى قرر بطلنا وصاحبنا المشاركة بالجهاد ......واللحاق بركب المجاهدين.....
وفعلا وصل إلى أفغانستان ....وتوجهه إلى معسكر خلدن واعد به نفسه.....
مكث في أفغانستان مدة طويلة إلى ان انتهت الأحداث هناك......
بعدها تنقل من بلد لبلد إلى ان وصل إلى البوسنة والهرسك......
وصل إلينا هناك فرأيت فيه التميز عن باقي إخوانه المجاهدين.....
السمع والطاعة ...الحرص على اداء النوافل ...الخدمة المستمرة
للمجاهدين.....
طيبة القلب ....سريع الدمعة من الخشية من الله...حتى قلنا انه سيقتل في أول
معركة .....
أتت معركة بدر البوسنة ...وتقسم المجاهدون إلى مجموعاتهم واعدوا خططهم ....
فكان صلاح الدين من اللذين تم اختيارهم لمجموعة الاقتحام.....
وكان معه رفيق دربه ذو النورين الجزائري رحمه الله في نفس المجموعة.....
بدأت المعركة من طلوع الفجر الباكر...وتعالت صيحات التكبير وأزيز الرصاص
....
وضرب القذائف ..وأصوات الموت تعزف في كل مكان .....وقتل ذو النورين رحمه
الله....
وأصيب صلاح الدين الجزائري بطلقة في فخذه فكسرت له العظم .....
انزل بعدها صلاح إلى عيادة المجاهدين ليطببوه ومنها إلى المستشفى في
زينيتسا.....
انتهت أحداث البوسنة والهرسك بعد هذه المعركة بشهر....
فألم وتألم ...وحزن واحزن من معه لحزنه.......
كانت جراحه وآلامه قويه ...لدرجة انه يعرج من قوة الإصابة.......
رأيته وهو عازم على مغادرة البوسنة فقلت له يا صلاح....انتظر إلى ان
تشفى....وتتعافى...
وتزوج مثل باقي إخوانك واستقر إلى ان ييسر الله لك طريقا آخر للجهاد......
فقال والله لا اجلس لحظة هنا انا مسافر إلى تركيا ومنها الى أي ارض يكتبها
الله لي....
تعجبت من إصراره وكانت في وقتها آخر المعارك تدور في الشيشان.....
وفعلا ذهب إلى تركيا ومنها الى جورجيا لدخول الشيشان ....
ولكنهم تاهوا هناك في الجبال وأسرتهم القوات الجورجيه ورحلتهم الى
تركيا.....
وفي تركيا حدثت له كرامة من الله......
حيث كان مكسور الخاطر ...حزين القلب.....لا يملك مالا...ولا بلدا ليرجع
اليه......
وبينما هي قد ضاقت به اذ يراه احد المجاهدين الأتراك في شارع في
اسطنبول....
وسلم عليه السلام الحار ودعاه الى وليمة في بيته ...وفعلا اجابه صلاح الى
ذلك.....
هذا الأخ التركي له أخت ملتزمة وتحب المجاهدين لما رأت صلاح طلبت من أخيها
ان يعرضها عليه للزواج منها ...بعد موافقة أخيها...
رجع الأخ التركي إلى صلاح وقال له أتريد الزواج ...؟؟....
قال نعم ولكني لا املك الا مائة دولار فقط...؟؟؟.....
قال لا عليك أتريد الزواج من أختي وعرضها عليه وقبل بها وقبلت به ...
وكتب الله لهم الزواج وأعطته سيارة لها تملكها ومبلغ خمسة آلاف دولار
للمتاجرة بها.....
والله ان عيني لدمعت حين اخبرني بقصته .....
كيف ان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا في الدنيا قبل الاخره......
وتحسنت أموره بعد ان كان مطاردا مشردا بين البلدان.....
ولكن هل تظن ان هذه الدنيا راقت له...؟؟؟.....
لا لم ترق له بل حاول مرارا وتكرارا دخول الشيشان في الحرب الثانية ولكن
الله لم ييسر له....
بدأت بعدها الأحداث الأخيرة في أفغانستان فلم يتردد او يتوانى في ذلك ....
مع العلم انه معذور من الله عز وجل لأنه أعرج والأعرج لا حرج عليه.....
ذهب إلى أفغانستان واستنشق رائحة الجهاد مرة أخرى ......
ورجله بها حديد ليلتئم الجرح بها فكانت تتعبه في البرد وهو شيء معلوم ...
ذهب المجاهدون ذات يوم للترصد في قندهار وكان معهم فكان يبكي من الألم ولا
يخبر بذلك أحدا....
خشية منه ان يردوه عن المشاركة في المعارك .....
اتى قصف صليبي غاشم على مواقع المجاهدين فكانت احدى القذائف لها موعدا مع
صلاح.....
اذ سقط مصابا قتيلا شهيد في سبيل الله ولا نزكي على الله أحدا....
اللهم تقبل صلاح الدين.....
اللهم الهم أهله وذويه الصبر والسلوان....
فوداعا صلاح........