جزى الله سبينه كل خير.....
سبينه ......
اسم امرأة كبيرة في السن ....
قد تجاوز عمرها السبعين عاما......
تميل إلى الدين والتمسك بتعاليمه والمحافظة على الصلاة.....
هوايتها خدمة المجاهدين .....
تسكن في قرية في أعالي جبال زافيدوفيتش.....
حين انتقلنا من جبهة شريشا في البوسنة والهرسك إلى جبهة زافيدوفيتش.....
كنت قد استقليت سيارة جيب مع بعض المجاهدين.....
وصل موكبنا المهيب تحت جنح الظلام ....
السماء غائمه....
والقذائف الصربيه تهطل علينا من كل جانب....
الليل مظلم والتعب ارهقنا والقذائف تلاحقنا......
وصلت مواكبنا المهيبه ثلاث شاحنات بعضها ثلاجه خضار....
وسيارتين جيب وواحدة لاند روفر حوض.....
قسمنا الأمير إلى مجموعات متفرقة .....
كل خمسة أشخاص مع بعضهم ....
ومن ثم يوزعون على البيوت البوسنويه عند العوائل....
بحيث كل عائلة تعطينا غرفة من بيتهم لنا .....
توزعت المجموعات على بيوت القرية وكنا قرابة الثمانين مجاهدا عربيا....
كان نصيبي عند عائلة في آخر القرية معزولة بالجبال....
وفي بيت صغير أهله فقراء.....
امرأة عجوز كبيرة في السن وابنها وزوجته وحفيديها....
استقبلتنا استقبال الام لابنها القادم من السفر.....
وجلبت لنا الحطب وأشعلت نار التدفئة ....
تتحرك بكل خفة نفس ولا تفارق محياها الابتسامة الجميلة الحنونة....
استغرقنا بالنوم العميق واعتلى صوت الشخير الهدوء الذي كان مخيما على البيت
.....
أصبحنا وصلينا صلاة الفجر ومن ثم أخذنا غفوة بسيطة حتى خروج الشمس....
عندها أطلقت الطلقات المتفق عليها للاجتماع ....
نهضنا بسرعة وخرجنا وكلنا هم من احذيتنا(اجلكم الله) كلها طين .....
خرجت أول شخص واذ بمنظر اقشعر منه جلدي ودمعت له عيني.....
المرأه العجوز سبينه تمسح الأحذية بيديها مع شدة بروده الجو وهي بكل
سعادة.....
هويت إليها وقبلت رأسها وأخذت منها ما بيدها فغضبت علي ....
وقالت يا ابني الا تريدني ان أشاركك الأجر؟؟؟؟ أنت ومن معك؟! ؟؟؟....
أحرجتني بكلامها وتواضعها وحبها للمجاهدين....
ذهبنا للاجتماع وانطلقنا إلى الجبهة يومين ومن ثم رجعنا إلى بيوتنا....
واذا بسبينه ترانا من بعيد .....
جهزت لنا الماء الحار والقهوة البوسنويه وكل ما تملك من اكل لخدمتنا.....
كل يوم نكون عندها تقوم الفجر وتصلي وتذهب الى بقراتها وتحلبها لنا وتعد
الافطار والحليب الساخن...
وتدعو لنا وتمازحنا وتلاطفنا وتحنو علينا....
حتى ان باقي المجاهدين غبطونا على هذه المرأه سبينه....
دارت الأيام وذهبنا في استنفار وتبدلت المجموعات وغبنا عنها شهرا
ونصف.....ذات يوم كنت مع ابي معاذ الكويتي رحمه الله في سيارته اتينا من
منطقة لاخرى....
ومررنا على القرية فقلت لأبي معاذ سألتك بالله ان تقف لأسلم على أمنا
سبينه؟؟؟...
أوقف السيارة ونزلت مسرعا نحو البيت ....
كطفل قادم من المدرسة ليرى أمه .....
وأصيح بأعلى صوتي....
أمي سبينه ...أمي سبينه ...أمي سبينه.....
خرج علي ابنها بوجهه الحزين .....
اعتنقته بحراره أين أمنا ؟؟؟؟؟؟؟.....
قال لقد توفاها الله قبل أسبوع .........
اهويت عليه احتضنه ودموعي تهطل بغزاره وأنا أصبره وهو يصبرني....رحم الله
سبينه واسكنها فسيح جناته ........
اللهم جازها عنا كل خير وارفع قدرها في عليين ....
رحم الله امنا سبينه......
حمد القطري