في ليلة العاشر من شعبان لعام 1415هـ ..........
في ليلة قد امتلأت الأرض بها من الثلوج ....وكثر قصف الصرب بها ....
المكان في البوسنة والهرسك في منطقة باليانيك قرب مدينة زافيدوفيتش ......
كنا في خندق مساحته ثلاثة امتار في ثلاثة ونصف ...وبه البخاري مال التدفئه.....
كان بيننا وبين الصرب مايقارب المائه الى المائه وخمسين مترا حسب خط الجبهه......
كان معي في الخندق ابوعمر الحربي رحمه الله وابوزيد القطري رحمه الله واميرنا
وانا.....
واما الباقون فهم بوسنويين ..تصدقون كان عددنا اثناعشر رجلا ماتوا من اجل
صندوق....
زحمه حيل ومضايقين والخندق يخر علينا من الماي والثلج ....
واذا اخذت لك وضع انبطاح بعد جهد جهيد فانس موضوع انك تنقلب على جنبك
الثاني.....
وتبديل الحراسه كل اربع ساعات على ثلاثة من المجاهدين ......عشان تطلع من
الخندق يبغي لك معجزه عشان تتحرك من السواتر البشريه النايمه جدامك......
محد راضي يتحرك من التعب والبرد والضيج.......وما اجمله من تعب وبرد وضيج
.....
مره قبل حراستي مع بوزيد القطري سمعنا صوت بوعمر يصرخ بقوه ...آآآآآآآآآآآه....شان
نصحى كلنا من النوم...شسالفه شصاير احنا ننام جدام بعض سته جدام سته والله
يعينك على ضم ريولك........فيه واحد من البوسنويين الطوال تحمس بالنوم وشان
يمدريله بأقوى ماعنده على بطن بوعمر الحربي وطج لنا صفارة الانذار بصوته ....
ضحكنا عليه وهو يتألم من الضربه ...
المهم طلعنا نحرس وقت حراستنا ....انا في جهه وبوزيد في جهه واميرنا في جهه......
الله اكبر والله ما اجملها من لحظات وانت على ثغر من ثغور المسلمين مرابطا
.....
تستشعر انك تقدم شيئا للاسلام .....وتتعبد الله بطاعة عظيمه وجو ايماني عظيم
واصوات القذائف الصربيه وطلقاتهم المنهمره بغزارة وكثره من يمينك وشمالك
منهمره.....
اطالع برفيجنا بوزيد القطري وانادي عليه .....يه شفيك ماترد ....واطالع
الريال مو معان واركض صوب اميرنا واناديه تعال شوف ونناديه ومايرد
علينا.......؟؟؟؟؟......
حتى قربنا منه وننفضه بقوه بوزييييييييييد ....شفيك مسرح .......
قال مافيني شي......قلت والله ان تقولنا شفيك....؟؟؟؟؟؟.....
قال والله اني شفت امرأه من اجمل مارأيت تشير بيدها للسلام علي......
سكتنا وما قلنا شي .... وبعدها بأربعة اشهر قتل رحمه الله في عملية الفتح
المبين.....
اللهم تقبله والحقنا به آآآآآآمين.......
م.حمد القطري