طائرتين فقط ..
جاءت في مهمة ..
رأيناهما التفتا لفة في الهواء ثم انقضتا كالنسر على خندق خليل ..
خليل هذا أخو جلال الدين حقاني و هو مسعر حرب ..
كنا نسمع أن حقاني سوف يأتي اليوم لزيارة الجبهة و سوف يكون في هذا الخندق ..
الظاهر أن العدو أيضاً عنده علم ..
الطائرتان لم تخطئا الهدف .. هدمت الخندق على من فيه ..
ضربت ضربتها بسرعة و رجعت من حيث أتت ..
و لكن حقاني لم يكن موجوداً ..
فعادة الأفغان التورية في مثل هذه الأمور .. يطلقون خبراً و يفعلون خلافه ..
و لكن كان هناك الكثير الكثير من المجاهدين داخل الخندق و خارجه .. فهو خندق
القيادة ..
الخندق كان عبارة عن قناتان محفورتان في الجرف الطيني من الوادي العريض
يلتقيان من الداخل بقناة أخرى .. كعادة خنادق الأفغان .
و لأن الأرض ترابية طينية فقد انهدت الخنادق على من فيها ..
استمر المجاهدين لمدة أيام طويلة يحفرون و يستخرجون الجثث ..
حتى العمليات توقفت و انشغل المجاهدون بقتلى و جرحى خندق خليل ..
كان المتطوعين للحفر يقدمون من كل مكان من الصباح .. حتى تغيب الشمس
و هو يحفرون و يستخرجون الجثث ..
القصة العجيبة ..
أنه و بعد ثلاثة أيام .. و أثناء ما كانوا يحفرون ..
وجدوا جثة لأحد المجاهدين .. فلما رفعوها .. فإذا تحتها جثة أخرها ..
و لكن صاحبها لم يكن ميتاً ..
كان يتحرك ..
و بمجرد ما أن تحرر و استطاع الحركة ..
حتى نهض واقفاً و انطلق يركض .. يركض .. لا يلوي على شيء
المجاهدين يحاولون الإمساك به ..
و هو يركض .. لم يكلم أحداً .. و لم يسلم على أحد ..
و لم يستطع أحد الإمساك به ..
فتركوه ليروا أين يريد ..
فاتجه إلى النهر ..
توضأ ..
ثم استقبل القبلة
ثم كبر و شرع في الصلاة
أي صلاة
لا أحد يدري .. و لا هو يدري ..
المهم .. يريد أن يصلي و بس ..
سبحان الله ..
تذكرت الآية
(رب ارجعون .. لعلي أعمل صالحاً )
همام