حكم الرضاع من الإناء

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
هل يجوز للمرأة أن تشفط حليبها وتضعه في إناء ثم يشربه الطفل فهل هذا يعتبر رضاعا محرما في الشرع؟


الجواب:

الحمد لله. اختلف الفقهاء في هذه المسألة والصحيح أن وصول الحليب إلى الرضيع بأي وسيلة يعتبر رضاعا محرما إذا كان في الحولين وكان خمس رضعات متفرقات فأكثر لأنه داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يُحَرِّمُ مِنْ الرَّضَاعِ إلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ، وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ). رواه الترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: (لَا رَضَاعَ إلَّا مَا أَنْشَزَ الْعَظْمَ، وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ). رواه أبو داود. وفي الصحيحين: (فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ). فدخول الحليب في جوف الطفل يثبت به التحريم لأنه ينبت اللحم وينشز العظم وينمو به جسم الرضيع. ولأن مقصود الشارع هو تغذي الطفل بالحليب وتحقق الشرب فإذا حصل بأي وسيلة صح وهذا هو المعتبر في الرضاع أما الوسيلة فليست معتبرة لأنه ليس لها أثر في التحريم وهذا هو مذهب الجمهور قال الشافعي: (والسعوط كالرضاع وكذلك الوجور). واختاره ابن قدامة.

وإنما وردت النصوص بلفظ الرضاعة المص من الثدي لأنه هو المعروف في رضاعة النساء ولا يستعمل الرضاعة بالوسائل غالبا إلا عند الحاجة فذكر هذا اللفظ ليس له مفهوم في الشرع وإنما هو لبيان الواقع ويدل على هذا لو أن رضيعا مص الثدي ثم لم يخرج منه حليب فلا يعتبر رضاعا في الشرع بالاتفاق ولا ينبغي الجمود على اللفظ دون مراعاة المعنى المعتبر في الشرع.

فعلى على هذا إذا مص الرضيع الحليب من الثدي أو شربه عن طريق الإناء أو صب في حلقه أو قطر في أنفه خمس رضعات وتيقنا وصول الحليب إلى جوفه صار رضاعا محرما.

والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد

7/5/1443