حكم نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر للحاجة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله
إذا كان الانسان يعيش في بلد أوربي ولا يجد من يعطيه زكاة الفطر إلا بمشقة كبيرة والفقهاء يمنعون إرسال زكاة الفطر إلى بلد آخر فماذا يصنع؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله. ذهب جمهور الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن الواجب على المسلم أن يخرج زكاة فطره في بلده الذي يقيم فيه عند وجود المستحقين لما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْهُ إِلَى اليَمَنِ قَالَ لَهُ: (فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أَغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ). ولأن زكاة الفطر تتعلق بالبدن ولا تتعلق بالمال قال ابن قدامة: (فأما زكاة الفطر فإنه يخرجها في البلد الذي وجبت عليه فيه سواء كان ماله فيه أو لم يكن لأنه سبب وجوب الزكاة ففرقت في البلد الذي سببها فيه).

فعلى هذا يجتهد المسلم في إخراج زكاة فطره في بلده الذي يقيم فيه ويبحث عمن يستحقها من الفقراء فإن بذل وسعه ولم يجد فقيرا يدفعها إليه بعثها إلى أي بلد مسلم فيه فقراء محتاجون وتبرأ ذمته بتوكيل من يثق به وليس عليه حرج إن شاء الله قال الله جل جلاله: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). وإن بعثها إلى أقاربه المحتاجين كان أولى وأعظم أجرا.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الفقير إلى الله
خالد بن سعود البليهد
bInbulihed@gmail.com
19/9/1442