حكم سداد الإبن دين أبيه من ماله بغير إذنه

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
فضيلة الشيخ خالد البليهد المحترم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لدي استفسار ( ان هناك رجل شديد الثراء و مدين لأشخاص بمبالغ صغيرة جدا قياسا بحجم أمواله و يرفض سدادها بالرغم من صحتها .
هل يجوز لإبنه ان يأخذ من مال ابيه لسداد حقوق الناس دون معرفة والده ؟)
و لكم جزيل الشكر.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره سواء كان من الأقارب أو الأباعد مطلقا إلا أن يكون وكيلا له في التصرف بالمال أو يأذن له إذنا صريحا في تصرف معين لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس). رواه أحمد. ولأنه لا وكالة ولا ولاية له على المال ولا يسوغ ذلك أن يقصد بتصرفه تحقيق مصلحة للمتصرف في ماله كنفعه أو إبراء ذمته أو غير ذلك من الأهداف لأن المعاملات لا تصح إلا عن طريق شرعي أذن فيه الشارع والمتصرف في مال غيره بلا إذنه في حكم الغاصب شرعا وتصرفه باطل ومردود عليه وعليه الضمان ومن أهل العلم من يصحح تصرفه بشرط موافقة المالك على هذا التصرف.

وعلى هذا فلا يحل لك شرعا أن تسدد الديون من مال أبيك بغير إذن منه أو وكالة ولا أنصحك بهذا التصرف وعليك بتذكير والدك ونصحه بالرفق متوخيا الوقت المناسب والأسلوب المناسب فإن فعلت فقد برئت ذمتك وكنت من المحسنين وأخبر من تثق به من أهلك من باب الإحتياط لحقوق الخلق وإن استطعت قضاء ديون أبيك على التراخي من حر مالك بغير إذنه ولم يكن في ذلك تضييق عليك فهذا من أعظم البر والإحسان وسيخلف الله عليك وستكون عاقبتك حستة بإذن الله لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


الفقير إلى عفو ربه
خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
26/11/1435