العبرة بالخواتيم

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شيخنا الفاضل ، جزاك الله خير على ما تقدم وجعل ذلك في ميزان حسناتك
حديث ( أنتم شهود الله في أرضه) والحديث الاخر (فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).
هل بالإمكان توضيح لى ذلك ، كنت مره في نقاش مع أحد الأقارب وقلت أن فلان معروف عنه نشر الفساد والمنكرات وبينت له الحديث أنتم شهود الله في أرضه فقال لى والحديث الاخر ( فيسبق عليه الكتاب) هل ممكن التوضيح لى .


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله إنما العبرة بالخواتيم فإذا مات الإنسان على حياة سيئة ومنكرات وشهد عليه الناس بالسوء كان ذلك دليلا على سوء خاتمته أما قبل وفاته فلا يدرى ما يختم له وقد يفتح الله عليه بالتوبة النصوح ويوفقه للتوبة قبل الممات فلا يحكم على أحد قبل موته ولا يرجى له النار وإن كان يوصف بالفسق والضلال وينصح وكذلك الرجل الصالح لا يحكم له ويرجى له الجنة حتى يموت على عمل صالح ويختم له بخير وهذا هو وجه الجمع بين النصوص ولهذا كان السلف الصالح يخافون على أنفسهم من سوء الخاتمة ولا يزكون أنفسهم ولا يحكمون على أحد بالنار ولا يتألون على الله ويشفقون على أهل الغفلة والضلالة ويسألون الله لهم الهداية وحسن الخاتمة.

وقد ورد الوعيد الشديد في التألي على الله والحكم على العاصي بالنار كما جاء في صحيح مسلم عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال: (والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ).

وإذا شهدنا على مسلم بسوء الخاتمة فلا يقتضي هذا الحكم عليه بدخول النار وإنما نخاف عليه ولا نحكم على أحد بعينه بالنار إلا من حكم عليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا هو اعتقاد أهل السنة والمسيئ أمره إلى الله قد يغفر الله له بفضله أو يعذبه الله بعدله أو يكفر عنه بشفاعة الصالحين وبهذا يتبين اعتدال النظر إلى العاصي عند أهل السنة خلافا للخوارج والمرجئة الذين انحرفوا في هذا الباب.
والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الفقير إلى ربه
خالد بن سعود البليهد
11/11/1435