حكم تنظيف المقابر من النباتات

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السؤال:
السلام عليكم فضيلة الشيخ أسأل الله لكم و لنا الثبات فسؤالي ما حكم تنظيف المقابر من الأعشاب و النباتات و الأشجار؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. فقد شرع لنا دفن الميت في المقابر وأمرنا باحترام مقابر المسلمين بعدم الجلوس عليها أو عدم المشي عليها أو السير عليها بالسيارات أو اتخاذها مرفقا عاما أو الرعي فيها وعدم حفرها لغير ضرورة أو التعرض لجثمان الميت المسلم لما له من الحرمة وعدم إهانتها بشكل من الأشكال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر(. رواه مسلم. وفي مسند أحمد عن عمرو بن حزم قال : (رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر فقال لا تؤذ صاحب هذا القبر). وروي في سنن أبي داود: (كسر عظم الميت ككسره حيا).

والأولى فيما يظهر لي تركها على طبيعتها وعدم تنظيفها من الأعشاب والنباتات لأن الشارع لم يأمر بذلك ولأنها ليست محلا للعبادة والنسك والمشروع فيها مطلق الزيارة للدعاء والاتعاظ والأصل في المقابر الاحتياط ولا يترتب على تنظيفها منفعة مقصودة شرعا والمبالغة في تنظيفها من التكلف المنهي عنه وربما يفتح بابا للتعلق فيها وتعظيمها وتزيينها ولذلك نهى الشرع عن تزيين القبور وبنائها وتجصيصها وإسراجها لئلا يتعلق بها الجهال ويغلون في تعظيمها ويتقربون لأهلها ويستغيثون بهم وتنظيف القبور وتزيينها من عادة الكفار وينهى المؤمن عن التشبه بهم وبقاء الأعشاب والنباتات ليس فيه اعتداء على الموتى ولا إهانة لهم.

وإنما يسوغ ويشرع تنظيف المقابر من القاذروات التي تنجس المكان وتسبب الأذى للزائرين وإزالة الأشجار والشواخص التي يترتب على بقائها ضرر على المقابر من تفويت محل للدفن أو التأذي بشوكها أو إغلاق الطرق فيها أو يخشى من تبرك الجهال بها وإصلاحها وصيانتها من السيول والأحجار وغيرها مما تلحق الضرر بها.

والحاصل أن الأولى عدم إزالة شيء من المقبرة وتركها على حالها إلا ما يترتب عليه ضرر أو يفوت مصلحة ظاهرة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
5/7/1435