حكم من جامع ناسيا صومه

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم
واحد داعبته زوجته وهو صائم الست وهو ناسي انه صائم حتى انزل فهل يبطل صومه طبعا لم يكن ايلاج بينهم.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. من جامع زوجنه أو باشر فأنزل وهو ناس صومه فصومه صحيح على الصحيح من قولي العلماء قياسا على الأكل والشرب حال الصوم نسيانا وقد عفى الشارع عن ذلك واعتبره عذرا لا إثم فيه ولا كفارة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه). ولأن الشارع اعتبر النسيانا عذرا عاما في رفع الحرج وعدم المؤاخذة عن عباده كما قال تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا). وهذا عام يشمل جميع الصور والأحوال على سبيل الاضطراد ولا يوجد دليل يخرج الجماع من العموم ولأن العفو عن ذلك موافق للطف الله ورحمته بعباده ورفع الحرج والمشقة عنهم وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة والأكثر وأما من أوجب القضاء أو القضاء والكفارة في رمضان فقولهم مرجوح فيما يظهر قال ابن تيمية: (والأول أظهر (أي لا قضاء عليه ولا كفارة) فإنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن من فعل محظوراً أو ناسياً لم يؤاخذه الله بذلك وحينئذ يكون بمنزلة من لم يفعله فلا يكون عليه إثم ومن لا إثم عليه لم يكن عاصياً ولا مرتكباً لما نهي عنه وحينئذ فيكون قد فعل ما أمر به ولم يفعل ما نهى عنه ومثل هذا لا يعطل عبادته إنما يبطل العبادات إذا لم يفعل ما أمر به أو فعل ما حظر عليه).
فعلى هذا فصومه صحيح لا يبطل بمعاشرته ولا يشرع له قضاؤه لأنه غير مؤاخذ بفعله ولا حرج عليه مع أنه متلبس بصوم نفل إن شاء تركه وإن شاء مضى فيه. وكذلك من جامع أو باشر فأنزل ناسيا في نهار رمضان فيتم صومه وصومه صحيح ولا يلزمه قضاء ولا كفارة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
9/10/1434