مكث الحائض في المسعى

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم
نزلت علي الدورة في مكة هل يجوز لي دخول المسجد الحرام وهل يجوز المسعى.

الجواب :
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. يحرم على المرأة الحائض المكث في المسجد الحرام وسائر المساجد في قول عامة أهل العلم قال ابن بطال: (والعلماء مجمعون أن الحائض لا يجوز لها دخول المسجد ولا الاعتكاف فيه). ورخص فيه الظاهرية وقولهم شاذ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحيض بأن يعتزلن مصلى المسلمين يوم العيد كما ثبت في الصحيحين من حديث أم عطية وقال لعائشة رضي الله عنها لما حاضت: (فافعلي ما يفعله الحاج غير ألا تطوفي بالبيت). رواه البخاري. وهذا الحكم يشمل المسجد الحرام وكل توابعه مما هو داخل في مسمى المسجد. ويجوز لها المرور في المسجد لحاجة أو ضرورة إذا أمنت تلويث المسجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: (ناوليني الخمرة من المسجد قالت إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك). رواه مسلم.
أما المسعى فيجوز لك دخوله والمكث فيه لأنه مشعر مستقل عن المسجد لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا). وظاهر حديث عائشة يدل على مغايرة حكم المسعى عن حكم المسجد ولأن السعي لا يشترط له الطهارة فإذا طافت المرأة ثم حاضت جاز لها أن تسعى وهذا قول عامة أهل العلم وحكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك فكل هذا يدل على الرخصة في مكث الحائض في المسعى بلا حرج شرعا.
فعلى هذا يحرم عليك الجلوس في المسجد سواء كان لغرض التعليم أو غيره وهذا يشمل جميع مرافقه المتصلة به ويجوز لك الجلوس في المسعى لأي غرض سواء كان لحاجة أم لغير حاجة.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
12/9/1334