حكم الاستمتاع بالمطلقة من غير نية المراجعة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ ،، ما حكم من مس مطلقته الرجعية وداعبها وقبلها دون جماع مع كراهتها لذلك دون نية من طليقها لإرجاعها ؟

الجواب :
 
وعليكم السلام ورحمة الله.
الحمد لله. أهل العلم مختلفون في حكم الاستمتاع والخلوة بها في الأصل فالشافعية والمالكية يحرمونها مطلقا لأن الطلاق يقتضي ذلك والحنفية والحنابلة يبيحونها لأن الشارع سمىى المطلق في هذه الحالة بعلا كما في قوله تعالى: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً). وبقاء الزواج بينهما يقتضي إباحة ذلك فهي زوجة ما دامت في العدة يثبت لها النفقة والكسوة والسكنى والميراث ولأن إباحة الخلوة والاستمتاع بها يؤدي إلى مراجعتها وهذا مقصد حسن متشوف إليه الشارع ولأن المشروع في المطلقة الرجعية إبقاؤها في بيت الزوج ويشق حينئذ غالبا عدم الخلوة بها وهذا القول أظهر من حيث الدليل والمعنى ويباح للمرأة حينئذ أن تتزين وتتعرض له ليراجعها ويباح له السفر بها قال في الإنصاف: (ويباح لزوجها وطؤها والخلوة والسفر بها ولها أن تتشرف له وتتزين وهذا المذهب، وعليه أكثر الأصحاب).
والاستمتاع بالرجعية يعتبر رجعة عند الحنفية ولا يعتبر عند الجمهور وهذا أظهر لأن مجرد الاستمتاع لا يثبت به المهر ولا العدة خلافا للوطء فلا يدل دلالة صريحة على المراجعة والإمساك فلا تثبت الرجعة على الصحيح إلا بالوطء ولو خلا من النية وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد قال في كشاف القناع: (وتحصل الرجعة بوطئها بلا إشهاد نوى الرجعة أو لم ينو به الرجعة). وينبغي على المؤمن أن لا يتلاعب في حدود الله ويكون وقافا عند حرمات الله.
فعلى هذا يكون ما فعله هذا الزوج مباحا لا إثم فيه ولكن لا تحصل به الرجعة.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد سعود البليهد
1/6/1433