خلع الحجاب لأجل العمل في السياحة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة لم يتبق لي الكثير لأحصل على شهادة التخرج تخصص سياحة بإذن الله. أنا أرتدي الحجاب لكنني لست راضية تماما عن حجابي رغم أنه مستور. إنني أود ارتداء الحجاب الشرعي الطويل و الفضفاض لكن إذا ولجت ميدان العمل فلن يسمح لي بارتداء الحجاب الشرعي و ظروفي العائلية تفرض علي أن أشتغل لأساعد والدي ماديا. أنا في حيرة من أمري و لا أدري ماذا علي أن أفعل لأرضي ربي و لأساعد والدي في نفس الوقت؟؟؟؟؟ المرجو إفادتي بأفكار حسب الاستطاعة. جزاكم الله خيرا و غفر لنا ولكم و لجميع
المسلمين

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. فإن الشارع الحكيم أوجب على المرأة الحجاب الشرعي ليصونها من فتنة الرجال ويصون الرجال منها ويحفظها من السوء ويجعلها كريمة بين الخلق ويحفظ سمعتها من الدنس ويطهرها ظاهرا وباطنا كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا). وقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متحجبات مصونات وكذلك كان نساء الصحابة رضي الله عنهن وأهل القرون المفضلة لا يعرفن إلا بزي الحجاب الشرعي أما البغايا فيعرفن بالسفور والتبرج وإظهار المفاتن إلى أن تغيرت الأحوال بين المسلمين وضعف الدين في أهله وفترت نور السنة وشاعت البدعة واختلط الحابل بالنابل وولي الناس من لا يعرف بالغيرة والمروءة وتمكن الأعداء من بلاد المسلمين فأصبح التبرج والسفور ظاهرا في نساء المسلمين في كثير من البلاد والستر والحجاب شذوذا وأعان على هذا المنكر حكام أذناب للكفار حاربوا الحجاب بكل وسيلة وشجعوا التبرج بكل وسيلة والله المستعان.
والحجاب واجب على المرأة في جميع الأحوال في كل زمان ومكان إلا في الأحوال الطارئة التي رخص فيها أهل العلم مما تتحقق المصلحة في كشف الوجه وتغتفر فيها المفسدة لمدة يسيرة كالشهادة والمداواة ونحوها. وما سوى ذلك يبقى على أصل التحريم فلا يحل للمسلمة أن تخلع حجابها على سبيل الديمومة لأجل الوظيفة في مجال السياحة وغيرها لأن التمسك بالشرع مقدم على تحصيل الدنيا ولا شك أن العمل في السياحة يتخلله كثير من المفاسد والمنكرات من الاختلاط بالرجال وبيع الخمور وغيرها ولا تكاد المرأة تسلم من هذه المنكرات غالبا.
فنصيحتي لك أن تتركي العمل في أي مجال يوجب عليك خلع الحجاب والتبرج وحافظي على دينك فإنه أعظم ما تملكيه في هذه الدنيا وإذا زال عرضك ودينك خسرت كل شيء وأنت معذورة في ترك هذا العمل عند الله لأنه لا يكلف الله إلا وسعها ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فاتقي الله ما استطعت وابحثي فإن وجدت عملا يصونك فاعملي وإلا فامتنعي ولا يلزمك العمل في هذه الحالة. أما إذا كنت فقيرة بحيث لا تجدي نفقة مسكنك وطعامك ولباسك ولا يملك من يعولك ذلك وأصبحت عالة على الخلق ولم تجدي عملا صالحا فيجوز لك العمل على قدر الضرورة مع الحفاظ على عرضك والاجتهاد في تقليل المفاسد على حسب استطاعتك واعتصمي بذكر الله ودعائه وطلب المعونة منه.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
4/9/1433