حكم نسيان إخراج صدقة الفطر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله.
يا شيخ انشغلت في أواخر رمضان ولم يخطر ببالي صدقة الفطر فنسيت إخراجها ثم تذكرت أول العيد فماذا يلزمني وهل علي كفارة جزاكم الله خيرا.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. يجب على المسلم الغني زكاة الفطر بغروب شمس ليلة العيد لما صح في الأخبار ويستحب إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز إخراجها قبله بيوم ويومين لفعل الصحابة رضوان الله عليهم.
فإذا وجبت صدقة الفطر على المسلم صارت عبادة مالية متعلقة بذمته لا تبرأ إلا بإخراجها ولا يجوز له حينئذ أن يتساهل في إخراجها أو يتركها عمدا فإن تركها أثم ووجب عليه إخراجها فورا مع التوبة النصوح.
أما إذا نسي إخراجها في وقتها الشرعي أو منعه عذر معتبر عن إخراجها كنومه أو مرضه أو بعده ولم يجد من يوكله أو كان في موضع لا يوجد فيه فقراء أو كان محبوسا ونحو ذلك فيلزمه إخراجها عند ذكرها وزوال العذر ولو طالت المدة وتجزئه وليس عليه حرج شرعا وليس عليه كفارة وتبرأ ذمته بذلك إن شاء الله لأنه كان معذورا وقد رفع الله الجناح والإثم عن المعذور بقوله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها). متفق عليه.
أما إذا وكل شخصا موثوقا أو جمعية خيرية موثوق بها قبل العيد ثم تأخر الوكيل في إخراجها عن وقتها الشرعي فلا تلحقه ملامة وليس عليه إثم لأنه بذل جهده واتقى الله ما استطاع ولم يحصل منه تفريط وقد أخرج الصدقة من ذمته إلى ذمة الوكيل وإنما الإثم والذم يكون على الوكيل إذا كان مفرطا لأنه هو الذي تسبب في التأخير من غير عذر.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد.
5/10/1432