وسواس الطلاق

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم :من فضلك يا شيخ اريد ان اسالكم اذا كان يجب علي ان اسال زوجي عن نيته في كل جملة يقولها تحتمل الطلاق مهما كانت حواراتنا بعيدة عن الطلاق و هل ااثم اذا لم افعل رغم ماسيولده سؤالي له كل مرة من حرج_مع العلم انني اخبرته منذ ايام بان الطلاق يقع بالكناية مع النية و اخبرته عن بعض الالفاظ التي قالها هل نوى بها شيئ فقال لي انت حمقاء اي أنه لم ينو الطلاق_هل سيدي اترك نيته لله لانه الان يعرف طلاق الكناية ام اساله كل مرة عن نيته مع العلم اني اتعذب واظل افكر فيما قاله و هو يعيش مرتاح البال ولا يفتح معي اي موضوع في ذلك-عذرا على ازعاجكم فانا اريد ان ارتاح.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا يلزمك شرعا السؤال والتدقيق والتحقق في الألفاظ التي تصدر من زوجك في مخاطبته لك وتعامله معك في الظروف العادية والنزاعات المعتادة لأن الانسان يؤاخذ فقط بما يتكلم به دون غيره وأنت لست مسؤولة عما يصدر عن زوجك ولا تملكين الطلاق ولا هو من صلاحياتك ولا يمكنك التكهن بمعرفة نيته وهو أعلم بنيته ولو أراد طلاقا لصرح بقصده. فإذا تلفظ نحوك بألفاظ مجملة لا تسأليه ولا تمتحنيه ولا تحققي معه لأن هذا من التكلف والتنطع المنهي عنه والأصل بقاء عقد الزوجية ولا يلتفت إلى الشك والشارع الحكيم متشوف إلى بقاء العقد ودوام العشرة. وتركك السؤال والنظر حينئذ لا يعد تفريطا منك ولا يلحقك إثم ولا ملامة لأنك غير مخاطبة شرعا بذلك.
والذي يظهر أنك امرأة مبتلاة بوسواس الطلاق الذي يحملك على كثرة السؤال والشك في كل قول أو تصرف من الزوج هل يقع طلاقا أم لا وقد ابتلي طائفة من النساء والرجال بذلك. ولا ريب أن هذا السلوك يفسد حياتك ويوقع زوجك في حرج عظيم ويفتح عليك باب شر لا يغلق أبدا. لذلك أنصحك بشدة ترك الخوض في ذلك وعدم الالتفات لوساوس الشيطان واقطعي التفكير نهائيا ولا تسترسلي في هذه الأفكار السيئة واطمأني بأن حياتك الزوجية صحيحة لا شبهة فيها ويحرم عليك سؤال الزوج ما دمت مبتلاة بالوسواس.
أما إذا تلفظ الزوج بلفظ الطلاق الصريح فهنا يجب سؤال أهل الفتوى وتبين الحكم الشرعي والموقف الصحيح المترتب ولا يحل للمرأة حينئذ أن تمكن زوجها من الاستمتاع وتتساهل في هذا الأمر قبل معرفة الحكم الشرعي.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
20/5/1432