هل ينقطع نذري في صوم شهرين لفطر يوم

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل : رجل نذر نذراً (صيام شهرين متتابعين ) وخلال فترة الصيام افطر يوم واحد من خلال عطش شديد جدا وكمل الباقي وقضى الذي افطره
أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خير.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. اختلف الفقهاء فيمن نذر صوما متتابعا ثم أفطر يوما لعذر فهل ينقطع تتابعه ويستأنف من جديد أو لا ينقطع ويكمل صومه على قولين والصحيح أنه إذا افطر بوما أو أكثر لعذر حسي كمرض أو لعذر شرعي كسفر ثم صام أن صومه في حكم المتصل باق لم ينقطع ولا يلزمه الابتداء من جديد لأنه معذور في فطره كمن أفطر لعذر خلال رمضان فإنه فعل فعلا مباحا في أصل الشرع ولأنه يشق التحرز عن ذلك غالبا لما يعرض عادة للمكلف ولأن في إلزام الناذر بإعادة الصوم مشقة ظاهرة لا وجه لها لأن الناذر بذل وسعه واتقى الله ما استطاع وقد قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). ولا يقطع التتابع أيضا فطر واجب كيومي العيد وأيام التشريق. وكذلك الحامل والمرضع إذا افطرنا خوفا على الولد لم ينقطع التتابع على الصحيح لأنه من جنس المرض. وهذا هو مذهب الحنابلة. قال في الإنصاف: (الرابعة: يبني من لا يقطع عذره تتابع صوم الكفارة). وقال في كشاف القناع: (ويبني من لا يقطع عذره تتابع صوم الكفارة أي إذا أفطر لعذر لا يقطع تتابع الصوم في الكفارة كالمرض ونحوه فإنه يبني على ما تقدم لعدم انقطاع التتابع). وكذلك الحكم يسري في كل صوم يجب فيه التتابع ككفارة القتل والظهار وجماع نهار رمضان إذا افطر خلاله لعذر بنى على ما مضى ولم يلزمه استئناف الصوم. أما الحيض فلا يقطع التتابع عند جميع الفقهاء كما حكى ابن قدامة الإجماع عليه.
ويشترط في الفطر الذي لا يقطع التتابع في النذر أن يكون من جنس الفطر الذي لا يقطع تتابع صوم الكفارة من مرض وسفر وحيض ونفاس. أما إذا كان الفطر لغير عذر فهذا يقطع التتابع باتفاق أهل العلم ويلزمه الاستئناف من جديد.
والحاصل أن مذهب الحنابلة في هذه المسائل أصح من مذهب الجمهور من جهة المعنى والقواعد الشرعية والتيسير والرفق بالناس. فعلى هذا يتم هذا الرجل الصوم ويبنى على ما سبق ولا يلزمه الابتداء من جديد لأنه معذور في فطره.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
11/6/1431