حلفت على ترك محرم فارتكبته

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
س2- حلفت على نفسي قلت والله لا اعمل هذا العمل المحرم وفعلته وبعدها تبت إلى الله هل علي شي من مال أو شي آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأشكركم جزيل الشكر على ماتقدمونه.


الجواب :
الحمد لله. الواجب على المسلم اجتناب المحرمات من غير حلف على ذلك. لكن إن حلف على ترك فعل محرم من باب التأكيد وإلزام النفس ثم وقع فيه مرة أخرى فقد حنث في يمينه وعليه كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة على سبيل التخيير فإن لم يستطع فعل إحدى هذه الخصال الثلاثة صام ثلاثة أيام ولا تبرأ ذمته إلا بذلك لقوله تعالى: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ). وقال ابن كثير: (فهذه خصال ثلاث في كفارة اليمين، أيُّها فَعَلَ الحانثُ أجزأ عنه بالإجماع. وقد بدأ بالأسهل فالأسهل، فالإطعام أيسر من الكسوة، كما أن الكسوة أيسر من العتق، فَرُقىَ فيها من الأدنى إلى الأعلى. فإن لم يقدر المكلف على واحدة من هذه الخصال الثلاث كفر بصيام ثلاثة أيام). ويجب مع ذلك التوبة الصادقة من فعل هذا المحرم بأن يقلع ويندم ويعزم على عدم العود فإن رجع إليه تاب مرة أخرى وهكذا.
وينبغي على المؤمن إذا فعل ذلك أن لا يشغل باله بما فات من أمره ويقطع التفكير فيه فلا يسترسل في لوم نفسه وتعذيبها بما يفتح عليه باب الوسواس ويغلق باب العمل فينقطع رجاؤه بالله وييأس من رحمة الله ويكون لعبة بيد الشيطان يتلاعب به بل يكون متزنا في خوفه من ذنوبه ويجعل ذلك يحمله على كثرة فعل الصالحات مع حسن الظن بالله والرجاء بوعده.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
15/2/1431