ما يشترط في صيغة النذر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم
انا طالبه في الجامعه نظامنا في الجامعه إذا نزل المعدل عن 2 لاتصرف لنا مكافئه وكنت وقت الاختبار قلت في نفسي إن شاءالله إذا كان معدلي اكثر من 2 بطلع منه كل شهر 100 ريال صدقه ,, هل يعتبر نذر لابد علي من صرفه كل شهر ام لا ؟؟؟ انا ان شاءالله سأُخرجه لاكن اوريد ان اعلم هل يعتبر صدقه ام نذر ويجوز انا لا اخرجه ؟؟.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا يظهر في هذا أنه نذر لأنك أضمرت هذا الكلاك في نيتك ولم تتلفظي به والنذر لا بد أن يتلفظ به المكلف بكلام مسموع أما مجرد النية فلا ينعقد النذر بذلك في قول عامة أهل العلم لأن صيغته قولية أما مجرد النية فلا يترتب عليه عمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم(. متفق عليه. قال في الانصاف: (ولا يصح إلا بالقول ، فإن نواه من غير قول : لم يصح بلا نزاع). وقال في المهذب: (ولا يصح النذر إلا بالقول). وكذلك تعبيرك إذا كان معدلي كذا سأخرج صدقة لا يعتبر نذرا لأنه لا يدل على الإلتزام فهو قول مجمل يدل على الوعد بالتبرع وقد يدل على النذر لكن بشرط نية النذر لأنه من ألفاظ الكنايات والكناية يشترط لها النية خلافا للفظ الصريح. فلا يكون اللفظ نذرا إلا إذا أشعر بالإلتزام. قال ابن قدامة: (وصيغة النذر أن يقول لله علي أن أفعل كذا، وإن قال علي نذر كذا لزمه أيضاً لأنه صرح بلفظ النذر، وإن قال إن شفاني الله فعلي صوم شهر كان نذراً(.
والحاصل أنه يشترط في صيغة النذر المنعقد شرطان:
1- أن يكون لفظا لا نية.
2- أن يكون صريحا في الإلتزام كقول لله علي أو نذرت ونحو ذلك. فإن كان كناية لم ينعقد إلا بالنية.
فعلى هذا لا يلزمك شيء وأنصحك دائما بالإبتعاد ما أمكن عن النذر لأن الشارع كرهه كما ورد في السنة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نَهى عن النذر، وقال: (إنَّه لا يأتِي بخير، وإنَّما يستخرج به من البخيل). رواه مسلم.
ولأنه شديد على المؤمن لا يستطيع غالبا الوفاء به والسلامة لا يعدلها شيئ.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
15/2/1431