حكم البكاء والتحسر من المرض

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
 أنا مريضة فما حكم البكاء و التألم و التحسر بسبب مرض ألم بالإنسان.


الجواب :
الحمد لله. المسلم لا يؤاخذ بذلك، إذا حصل له نوع من البكاء أو نوع من التألم أو التحسر و غير ذلك بسبب مرض ألم به فإنه لا يؤاخذ شرعا إن شاء الله تعالى لأنه قد دلت النصوص الشرعية على جواز البكاء عند المصيبة، فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه إبراهيم وقد قال: (العين تدمع والقلب ليحزن و ما نقول إلا ما يرضي الرب و إن على فراقك يا إبراهيم لمحزونون) متفق عليه. وثبت في صحيح البخاري أنه بكى صلى الله عليه وسلم عند وفاة إحدى بناته. فالبكاء الطبيعي الذي لا يظهر منه التسخط على القضاء و القدر أو كذلك الجزع فإن ذلك جائز و لاشيء فيه و هذا يعد من الفطرة ومن الأمور الطبيعية في الإنسان. ولكن حذار حذار أيها المسلمة أن يستدرجك الشيطان وأن يسوقك إلى بوابة القنوط من رحمة الله عز وجل و العياذ بالله، فهذا مسلك خطير وهو من كبائر الذنوب وربما أوقع الإنسان والعياذ بالله في الشك والظنون السيئة بالله عز و جل كأن يقول والعياذ بالله حرام لماذا الله ابتلاك بهذا.؟ أنت إنسان طيب أنت كذا وكذا لماذا ابتلاك الله بهذا فلا يزال الشيطان يسير بالعبد في طريق الشبهات و الشكوك حتى يوقعه في التسخط وفي رد القضاء و القدر أو ربما و العياذ بالله في الردة، فحذار حذار من هذا المسلك فينبغي للإنسان دائما مع البكاء أن يستعيذ بالله عز و جل وأن يصبر ويتصبر وأن يتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم ابتلي بالسحر، ابتلي بالمرض، ابتلي بقلة الحال ، ابتلي بالكلام في أهله في قصة الإفك وهي أعظم مصيبة ، و أن النبي صلى الله عليه و سلم قدوة في هذا الباب فإذا اطَّلع هذا المصاب و هذا المحزون على ذلك، وعلم أن له سلفا في هذه الأحزان و المصائب هان عليه الأمر . و كذلك ينبغي عليه أن يتجه نظره إلى فرج الله تعالى و رحمته و قرب وعده وأن ينظر في نصوص الرجاء و الشفاء.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
13/11/1430