حكم زيارة الموتى يوم العيد

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
شيخنا الفاضل إحدى الأخوات تسأل تقول لدينا عادة في بلادنا يقوم الأهالي بزيارة أقاربهم الأموات يوم العيد يدعون لهم ويقرئون الفاتحة ويضعون الزهور فما حكم ذلك.


الجواب :
الحمد لله. هذه العادة المنتشرة في بعض البلاد الإسلامية غير مشروعة وليس لها أصل في السنة ، فلم يرد في السنة تخصيص يوم العيد بزيارة المقابر بل جاء الإذن بالزيارة في سائر أيام السنة لقوله صلى الله عليه وسلم: (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها). رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). رواه مسلم. ثم إن المشروع يوم العيد إظهار الفرح والسرور وشكر المولى على إتمام العبادة والتوفيق للعمل الصالح والتوسعة على الأهل وصلة الأرحام وغير ذلك من الأعمال التي يتحقق فيها معنى العيد وحكمه الشرعية ولا شك أن زيارة الأموات في هذا اليوم قد يحصل معه تجدد الأحزان وتذكر الأحوال السابقة وأفعال الميت ومواقفه مما يثير الألم ويتكدر معه الخاطر ويجلب الهم للزائر وهذا ينافي حال العيد ، وكذلك عند التأمل لا معنى لتخصيص يوم العيد لزيارة الميت لأنه لا ينتفع بذلك ولا يشعر بالفرح والأنس فيه فقد انقطع عن الدنيا وحاله برزخية لا تشبه أحوال الدنيا. فعلى هذا لا يشرع زيارة الأموات في يوم العيد لاعتقاد التخصيص أو الفضل والتزام ذلك يعد من البدع المحدثة التي منشأها الجهل في دين الله والاستحسان الخالي عن الدليل الشرعي. بل المشروع للمسلم الزيارة في أي يوم من السنة ليلا أو نهارا من غير تخصيص وقت محدد.

ولا يصح في هذا الباب من كون الميت يستاأنس بزيارة أهله يوم العيد أو الجمعة أو غير ذلك من الأيام شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد روي فيه آثار عن بعض السلف من قبيل الاجتهاد الذي لا يصح الاعتماد عليه والعمل به واتخاذه دينا.

وكذلك قد ورد النهي في السنة عن زيارة النساء للقبور فلا يشرع للمرأة زيارة القبور ولا مخالطتهم لأنه يفضي إلى الفتنة والجزع والتسخط على القضاء والقدر وغير ذلك من المفاسد. ولذلك ذهب طائفة من الفقهاء إلى تحريم زيارتهن للقبور مطلقا. وكذلك لا يشرع قراءة الفاتحة ولا غيرها من السور على الأموات لأنه عمل محدث لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
15/8/1430