زوجي لا يصلي هل أفارقه

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
 زوجي لا يصلي معظم الوقت و يشرب الخمر ولكن أخلاقه حسنة فهل أنا آثمة إن لم أتركه ؟


الجواب :
الحمد لله. إذا كان هذا الرجل لا يصلي أحيانا و أحيانا يصلي ويشرب الخمر فهو قائم على جملة من كبائر الذنوب والجرائم العظيمة عند الله تعالى لكنه لا يكفر بذلك على الصحيح. فنسأل الله عز وجل له الهداية والتوفيق. وينبغي على الأخت السائلة أن تلزم النصيحة له وأن تبذل قصارى جهدها في نصيحته ووعظه خاصة عن طريق الدعاء وعن طريق الاستعانة ببعض أقاربه وأصدقائه الصالحين فربما يكون له بعض الأقارب و الأصدقاء ممن يتوسم فيهم الخير ، ومن الحكمة أن تستعمل أحيانا الشدة والهجر والبقاء في بيت أهلها فلعل هذا يكون نافعا مع بعض الرجال. فإن بذلت ذلك كله ولم يهتد وتصلح حاله فهي بالخيار إن كانت إذا فارقته تكون حالها طيبة أفضل من حالتها الآن بحيث يكون لها من النفقة و السكنى وقريب يرعاها فالأفضل لها أن تفارقه من أجل سلامة دينها وسلامة أبنائها أيضا. أما إذا كانت ليس لها مصدر رزق و ليس لها سكنى و ليس لها مكان تقيم فيه و ربما كانت حالها أسوأ من حالها الآن فربما والله أعلم كان بقاؤها مع هذا الرجل الفاجر أصلح لحالها وكان جائزا من أجل الضرورة و الله اعلم.

أما إذا كان زوجها والعياذ بالله هاجرا للصلاة لا يركع لله ركعة ولا يعرف حق الله بالكلية فهذا أمره خطير جدا لأن طائفة من العلماء يرى كفره وقد ورد في ذلك وعيد شديد كقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). رواه أهل السنن. ويجب عليها في هذه الحالة أن تخيره بين التزامه بالصلاة أو المفارقة وتسعى جاهدة في طلب الطلاق ولو بعوض لتتخلص من عشرته ولا يحل لها البقاء معه مطلقا ، وتعمل بذلك على حسب طاقتها وظروفها فمتى سنحت لها الفرصة اتخذت القرار من غير تردد مستعينة بالله متوكلة عليه. وسيخلف الله عليها خيرا ويجرها في مصيبتها.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
1/11/1430